-
-
"بِقُوَّةِ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ، بِقُوَّةِ رُوحِ ٱللهِ. حَتَّى إِنِّي مِنْ أُورُشَلِيمَ وَمَا حَوْلَهَا إِلَى إِللِّيرِيكُونَ، قَدْ أَكْمَلْتُ ٱلتَّبْشِيرَ بِإِنْجِيلِ ٱلْمَسِيحِ." (رومية 15: 19)
كمَا سبقَ وذَكرتُ في رَسائلَ أُخرى، مَا يَجعلُ الإنْجيل مُختلف عنْ الأديانِ الأُخرى هو مَظاهِر قوُّة الله من خِلالِ الآيَات وَالعَجَائِبَ. ومن خِلالِ الإنْجيل – هُناك وسائِل أعَدها الرَّبّ لكي يَتمكنْ الإنسان من الوصُول إليهِ – والتي قدْ كشفَت لنَا عنْ الصَلاح الإلهي. وبدونِها لنْ نستطيعَ رُؤية أي عملٍ لله.
تؤثرُ قوُّة آيَات وَعَجَائِبَ الرَّبَّ الرَائعة على الجَميع. وفي الحَقيقةِ، حتى الأشَخاص الأكثرَ خِبرة عِندما يَرونَ آياتَ الله يَبكون. قال لنَا الرَّب يسُوع إن الاجاباتَ الرَائعةَ التي يَحصُل عليهَا شعبَ الله هي أيضاً عملَ الله، ويَنبغي أن تُعتبر هَذهِ الآيات شيء طَبيعي بينَ المُخلصين. وأخيراً، فأولئكَ الذينَ اِعتمدوا بِالرُّوح القُدس لدَيهم القُدرةَ على القِيامِ بنفسِ الأشياءِ التي فَعلهَا المَسيح في أيامهِ على الأرض (يوحنا 14: 12 أ).
أن نِعمةَ الرُّوحِ القُدس هي لكُلِّ أولئكَ الذينَ اعتمدوا بالرُّوحُ القُُدس بعدَ أن تَقابلوا المَسيح ونَالوا خَلاصَ الرَّبِّ. لقدْ وعَدنا المَسيح أن هذهِ البَركات الإلهية سوف تكونُ لنَا، وسوفَ تُمكننا من القيامِ بنفسِ الأشياءِ فعلهَا الرَّبّ في ذلِك الوقت. والمسيحي دُون المَعموديةِ بالروُّح ضَعيف، ولكنْ بعدَ أن يَلبسوا أبناءَ الله هَذهِ السُلطة، يُصبحوا مُؤهلينَ لتَمثيلِ يسوعَ حقاً.
ذكرَ بُولس إن هَذهِ الآيات الإلهيةِ حَدثت في جَميعِ الأماكن التي كرزَ بها. والشيءَ نفسهُ يجبُ أن يَحدُث مَعنا: وإذا تعمدنَا بنفسِ الرُّوح القُدس ومُسحنَا بنفِس القُدرة على الوَعظ بنفسِ الرِسالةِ، من المُفترضِ أن نُؤدي نفسَ هذهِ المُعجزات التي فعلهَا.
إن إنجيلَ المَسيحِ الذي يُبشر بهِ اليوم في أي مَكانٍ وبِقوةِ الرُّوحِ القُدس سَيكونُ لهُ نفسَ النتائجِ التي كانت خِلالَ خِدمةِ يَسُوع. حَيثُ كانَ يذهبُ من قريةٍ إلى مَدينةٍ لنشرِ الرسالةِ الإلهيةِ - وفي كُلِّ واحدةٍ مِنها كانَ الله يَعظُ - حَتى نقومُ بفعلِ نفسِ الشيءِ اليُوم. ويَجبُ ألا نُفكرَ في القيامِ بشيءٍ أقلِ من ذلك، لأننَا نحنُ المَسئولينَ عنْ الاستمرارِ في عَملهِ. وعلى جَميعِ المُؤمنين بهِ أن يَفعلوا نَفسَ الشيءِ، بل وأعمالاً أعظمَ من ذَلك. ولِذلكَ، لا يجبُ أن نَخجل أو نَعتقد أننا غير قَادرينَ على ذَلك لأن القدرة الإلهيةِ التي لدينَا، والتي لنَا الحقّ باستخدامِهَا بنفسِ الطريقةِ لتمجيدِ الآب.
لا أحد يَجرؤ على تَغييرِ الرِسالةِ الإلهيةِ. وليْس من الضَروري تَحسينهَا أو تكييفها مع جَيلنا كما يَعتقدُ البعض. فالإنجيلُ الحَقيقي يُبشر بهِ بِقوُّة الرُّوحِ القُدس التي هي نعمةٌ من الله للإنسان، وليسَ هُناك قوةٌ أكبرَ مِنها. ولذلك، عزيزي القارئ، لا تقع في فخِ الحديثِ السلسِ الذي من العدوُّ، الذي يَهدفُ لجعلِ الناسِ يعتقدونَ أن رِسالةَ الرَّبّ تحتاجُ إلى "دُفعةً صَغيرةً" لتحسينهَا.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز