-
-
مِنْ وَصَايَاكَ أَتَفَطَّنُ، لِذلِكَ أَبْغَضْتُ كُلَّ طَرِيقِ كَذِبٍ. (المزامير 104:119)
أعظم البركات الإلهية هي الوصايا، وتطبيقها أعظم عطيّة لنا أيضاً، حيث لا يوجد شيءٌ يستَحِق المكافأة أكثَر مِن الغفران لمَن أساءَ إلينا، وأن نُحِب أعدَاءنا، ونبارِك لاعنِينا، ونُحسِن لمَن يبغضنا، ونصلّي لأجلِ الذين يسيئون إلينا ويطردونَنا، وهذا يستحيل على مَن لا يعرِف محبّة الآب، لكنه سَهلٌ بالنسبة للّذين يحبّونَه.
كلّ إعلان الهي هو وصيّة لنا، إن تمّمناه سنحصل على المعونَة السّماوية. لكن إن أهملنا الوصية لن نكون قادرين على إكمال الطريق برفقة الرّب. ولن نُدرك تعاليمه التي يجِب أن نسلك بحسبها لنحقق النّجاح في كلّ مجالات حياتنا، إحدى وصايا الرّب لشعبه، أي لنا، أنْ نغفِر لمَن يسيء إلينا (مرقس 25:11). لم يَقلْ الرّبّ يسوع أن نغفِر لهم بسبب الإساءات الصّغيرة فقط. بلْ أن نغفر بِغض النّظر عن حَجم الإساءة، لذلك فللغفران المكافأة الأعظم.
وتتضمّن وصايا الرّب أموراً أخرى: كأن نحبّ أعداءنا (متى 44:5). إنْ لم نحبهم، لن يحظوا بالفرصة للخروجِ من الظّلمة إلى النّور. فالله القدير يمنحنا القدرة على محبّة الذي يريدون أذيتنا، لكن من خلالنا سنراهم عن قدمي الربّ يسوع ويختبرون محبّته.
ومن وصايا الرّبّ أيضاً أن نُحسِن للّذين يبغضوننا. كي يتمكن أولئك الذين يعيشون حسب الجسد من نوال البركة. من الصّعب جدّاً تنفيذ هذه الوصيّة، لكن بالنسبة لخدّام الرّبّ هذا أمرٌ سهل، كلّ ما علينا فِعله هو أن نسمَح للرّبّ أن يستخدِمنا.
مَنحني الرّب الفرصة لكتابة كتاب بعنوان "الهدية - العطية التي تُبارك معطيها" حيث تكلّمت عن المكافأة التي ينالها المعطي ( أنْ تصلّي لأجل الذين يسيئون إليك ويطردونك)
من يحفَظ وصايا الرّب ينَال الفهم، حيث يكره كلّ الطّرق الخاطئة، التي تقود لأخذِ قرارات مُخالفة للخطّة الإلهيّة. بعضها يعتمد على دلالات علميّة، وأخرى تعاليم دينيّة. لكن علينا ألّا نقبلها بلْ نتجاهلها لأنّها ليست مذكورة في كلِمة الرّبّ.
محبّتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز