-
-
" الرَّبُّ نَصِيبُ قِسْمَتِي وَكَأْسِي. أَنْتَ قَابِضُ قُرْعَتِي. (مزمور 16: 5)
لقد كانَ الضّرر الذي أصَابنَا بسببِ خطيئةِ آدمَ عظيم. فبالإضافةِ إلى اِضطرارنَا للتعامُلِ مع أكبرِ عَواقبِ العِصيانِ - الهَلاكُ الأبدي – أيضاً فقدنَا السُلطة التي مُنحت لنَا من الرَّبّ. ونَتيجةً لذلكَ، جاءَ الشَّيْطانُ لاستِعبَادِنا، ومن ثمَّ دخلتَ كُلّ أنواعِ الآلم إلى عالمنا. ولذلك، فإنَ خطةَ الخَلاصِ الإلهي كانت مِثاليةٌ جداً، أنهُ لا تُوفرُ فقط الخَلاص لنفُوسنَا. ولكنْها أيضاً تمَنعُ العدوَّ من قَمعنَا خلالَ رِحلتنَا في هذه الأرض.
بموتِ يَسوع، تحرّرنَا من كُلِّ حُزنٍ ومُعاناةٍ. والآن، في مَلكوتِ الله، نستعيدُ نحن كل ما فقدنا بسقوطِ آدمَ. وبِعبارةٍ أخرى، لدينَا ميراثٌ من شَأنهِ أن يَجعلنَا أغنياء وأقوياء وناجحينَ في كُلِّ شيءٍ؛ لأنه في الحقيقةِ، نَحنُ ورثةٌ معَ يَسُوع (رومية 17:8). وهَذا لا يعني أننَا سوفَ نُقسمْ الميراث إلى أجزاء، ولكنَنَا، نحنُ والأبناءُ الآخرين، سَنشتركُ في المِيراثِ كمَّا المَسيحُ الابن.
يفرحُ أبناءُ اللهِ، لأن هُناكَ مِيراثٌ محفوظٌ لهُم. أولئك الذينَ لديهِم القوُّة على الإيمانِ بما هو مَكتوبٌ في الكتابِ المُقدسِ سَيعيشونَ بِالتأكيدِ بِشكلٍ أفضلٍ، من أولئكَ الذينَ لا يُؤمنونُ بالوُّحي الإلهي. عَلمنَا يَسوعَ أن الفَرق هو في الإيمانِ، وأن أولئكَ الذينَ يُؤمنونَ سيرونَ مَجد الله (يوحنا 11:40).
إن الشيءَ الأفضلَ مِن هَذا كُلهُ هو أن يَضعَ الرَّبّ نَفسهُ جُزءاً من هَذا المِيراث، لأنهُ بذَلكَ سَنحققُ أنفُسنا ونَحصُل على اِحتياجَاتنا ونَمَضي قُدماً لنوالِ ما هُو لنَا. ولأنَ هذا نَصيبنَا، فلنْ نَفشل في الحُصولِ عليهِ أبداً. بل على العكسِ من ذَلك: سوف تَتحسنُ حياتُنا كثيراً ولنْ يَسرق العدوُّ مِنا شَيئاً مرةً أخرى. فَالميراثُ الذي لنا هو في الرَّبّ سُبحانهُ، وهُو نَصيبُنَا!
الرَّبّ هو كأسُنا. وفيهِ لنْ يكون هُناك سُمٌ أو أي شيءٍ قدْ يُسببُ لنا ضرراً. لا يُمكن لأي كأسٍ يُقدمها لنا إنسان، أن تُساعِدنا في عَملِ الله، ولا ُيمكنُ للأديانِ المُختلفة أن تجلبَ لنَا النجاحَ أو السلامَ. لكُنَّ الله هو نفسهُ كأسنا، والذي لن يخذلنَا أبداً. ولديهِ ماءُ الحَيَاة (رؤيا 21: 6)، والخمرَ النقي الذي يُقوي الرُّوح. وبالإضافةِ إلى أن كُلَّ ما هو لله هو لنَا، ويُعلن أنهُ هو الذي يحَفظنا. وبِذلكَ لنْ يقدر العدوُّ على التقليلِ من ذَلك، لأنهُ سَيتعينُ عليهَ مواجهةُ الرَّبّ، النار المُهلِكة (العبرانيين 29:12). إن اِنتصارنَا مَضمونٌ، وقدْ كُتبَ بدمِ يَسُوع، وبِالتالي نَحنُ لسنَا بِحاجةٍ إلى الخوفِ أو اِعتبارَ أنفُسنا غيرَ قادرينَ على القيامِ بالعملِ المُعينِ لنَا. بغض النظرِ عنْ ما يَحدُث، لا تتردد في الاعتمادِ على الحقيقةِ، وأنهُ سيكونُ هناكَ دائماً النور والنجاحُ في طَريقِكَ لأن الله يهتم بذلكَ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز