-
-
"أَيْضًا ٱلْمُتَرَاخِي فِي عَمَلِهِ هُوَ أَخُو ٱلْمُسْرِفِ". (الأمثال 18: 9)
ٱلْمُتَرَاخِي عنْ عَملِ الرَّبّ، أعمالهُ مُخادعة ويعملها بِإهمالِ. وبفعلهِ ذلك يُقدم شَهادة مُشوهة عنْ الحَقيقة، لأنهُ بِذلكَ لنْ يُؤمن البَعدين بأن الرَّبّ صَالح. بِالإضافةِ إلى أنهُ سَيكون سَبب دَينونةٍ أبديةٍ لكثيرٍ من الأنفسِ.
إنَّ ٱلْمُتَرَاخِي الذي يَتحدث عنْ نَعمة الله، ويَعمل في الكنَيسة كمَا لو كانَ مَسيحياً حقيقياً هو في الواقعَ يُعطي اِنطباعاً سيئاً للآخرينَ، لأنّ النَاس يُلاحظون أنهُ ليسَ لديهِ نعمةٌ إلهية، لحلِ مَشاكلهِ الخَاصةِ. والمِثالُ السَيئ الذي يُعطيهِ للبَعيدين، بِسببِ اهمالهِ، يَجعلهُم يَشعرون أنهُم قدْ خدعوا.
يَحدُث هَذا وسَط شَعب الله القَدوس، وهَذا الأمر يَنبغي أن لا يَحدث. الرَّبّ يفي بِجميعِ وعُودهِ، ولا يَتأخر في تنفيذِهِ ما قالهُ من فمهِ، ولكن، عَلينَا أن نَتعلم كيفيةَ أداءَ عَملهِ على أكملِ وجهٍ. فأولئكِ الذينَ يَتبعونَ التَوجيهاتِ الإلهيةِ، ويَنجحونَ في كُلّ مَا يَفعلونهُ، فَهم بذلك يعطونَ مِثال جَيدٌ للبَعيدينَ ليَثقوَا في كلمةِ الله.
يَعلنْ لنَا الكتابَ المَقدس في المَقطع الذي قَرأناهُ للتو، أن " ٱلْمُتَرَاخِي فِي عَمَلِهِ هُوَ أَخُو ٱلْمُسْرِفِ". وٱلْمُسْرِف هو نُوع آخر من الأشخاصِ الذينَ يَضايقونَ الله. فلقدْ أشترى لنَا المَسيح بِموتهِ كلُّ شيءِ نَحتاج إليه لنَعيشَ حياة النُصرةِ. ومع ذَلك، فإن البَعض مِنا لا يَنتبه لهذهِ الحَقيقةِ، ويَفضل اِستخدامَ قُوتهِ الجَسديةِ من أجلِ حلِّ مُشاكلته، وبَالتالي يَضيع الفُرصةَ بأن يَكونَ على أتصالَ بالرُّوح القُدس، ليَرى الحُب الإلهي ويَتغلب على الشَهواتِ.
يَهتم ٱلْمُسْرِفِ بَتجميعِ الكنوزُ في هَذهِ الحَياة، بَدلاً من أن يَغتنم الفَرص التي يَمنحها له الرَّبّ. وفي الواقع، هُناكَ عَدد قَليل جداً من النَاس الذينَ يَفهمونَ أنهُ يُمكنهُم أن يَكونَ لهم رصيدٌ يَنفعهُم في الحَياةِ الابَدية. وبدلاً من ذَلك، يَعتقدونَ أنهُ من المَفيد أن يَستمتعوا بِالسفرَ، والسَيارات الجميلة، والمَنازل الفَخمة، والمَلابس البَاهظة الثمن وما إلى ذلك، فبالنِسبةِ لهُم فمن الجيدِ للاسِتمتاعِ بالملذات الأرَضية ونَسوا أن يسوع قالَ لنَا أن نَكنز للحياةِ الأبديةَ (متى 6: 19-20).
ٱلْمُسْرِفون مِثل الأطفالِ الذين يَسببون الإحراجَ دَائماً. لأنهُم لا يَعرفوا قيمةَ الأروحِ، ولمْ يعملوا أبداً في الكرازةِ بِكلمةِ الله. لكُنهم، رُبما قدْ يهتموا ببَعضَ الخَدمات الاجتماعيةِ ولكنَّ بِشرطِ أن يَكونوا هُم المَستفيدين مِنها. فهل عَلينا أن نَفعل ذَلك؟ وهل أولوياتنَا أكثر أهَمية من الاهتمامَ بِالقضايَا الإلهَية؟ أخوتي، إذا كانتَ أجبتكم "نعم"، فَحذاري! فلقدَ حَذركَ السيد فلا تَستهين بِذلك، فَالرَّبّ لنْ يَهتم أبداً بِالمهمل في عَملهِ!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز