-
-
" مُبَارَكٌ ٱللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ ٱلْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ". (1بطرس 1: 3)
كانَ الله يَتكلمُ في العَهدِ القديمِ، بِصفتهِ إلهَ إبراهيم وإسحقَ ويَعقوب. وتمَ التعرُف عليهِ في ذَلك الوقت، من خلالِ هَذا الوصف، وكانَ الناسُ يتذكرونَ بذلكَ الوعدَ الذي أقامهُ مع إبراهيم أبو العِبرانيين. بَينما في العَهدِ الجَديدِ، نحنُ لا نرى مِثل هذا الوصف للرَّبّ، ولكنهُ يُسمى ٱللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ (2 كورنثوس 1: 3؛ أفسس 1: 3).
وعندما نَدعوا ٱللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، نُشيرُ إلى الوعدِ الذي قَطعهُ الأب مع ابنهِ، وكذلك إلى النَعمةِ التي قالَ يَسوعُ انهُ سيُعطيهَا لكُل واحدٍ منَا. ولكنَّ، حِفظ الآياتِ الكتابيةِ لا يكفي. وما يَهم حقاً هو مَعرفةُ ما أعطاهُ لنا من خِلالِ ابنهِ، وعندمَا نُصلي سَنتذكر كُلَّ مَا تؤكدهُ لنَا كلمتهُ. وكمَا أن الله أبو المَسيح، كذلك نَحنُ أيضاً أبنائهُ، ولسَنا عبيداً، كمَا كان في العهدِ القديمِ.
نُلاحظُ أن بُطرسَ هُنا يتحدثَ عنْ الرحْمةِ الإلهيةِ الجَزيلةِ، ويُذكرنَا الرَسُول بما قامَ به اللهُ من أجلنَا: فَبسببِ رحْمةِ الرَّبّ أصبحنَا مَوضوعَ حُبهِ. لقد كانَ سُقوطَ آدم سببَاً في اِبتعادنَا عنْ الله، ولكي نَعودَ ونَكونَ قريبينَ منهُ، كان على الله العلىِّ أن يُشغلَ رحمتهُ الكبيرة، لأننَا بدونِ ذلك لمْ نكن نَستطيع العودةَ مرةً أخرى للِرَجَاءِ الحَيِّ.
وبذلكَ ولدنَا الآبُ مرةً أخرى. أخي، ولادةٌ جديدةٌ هي كُلّ مايريدهُ الإنسانُ ليُصبحَ خليقةً جديدةً، ويُحققَ خِطةَ الله مرةً أخرى. ولكنْ، هُناك العَديدُ من الَبشرِ بعدَ الولادةِ الجديدة، لا يُحاولُ فهمَ مَا أعدهُ الله لهُم، وبِذلك يفشلونَ في تحقيقِ المشيئةِ الإلهيِة. والذين يَفعلون ذلك يَنسوا حَقيقة أن العدوُّ يُحاول دَائما قِيادة أبناءِ الله إلى الخَطيةِ. وبالمُناسبةِ، إن الطريقةَ الوحيدةَ لنجاةِ المسيحيينَ من حُفرِ الشَّيْطان هي الوقوفُ بِثباتٍ والنظر للأشياءِ بعيونِ الإيمانِ.
إن مَا كانَ في فكرِ الله عِندمَا دعنَا لنكونَّ جُزءاً من شَعبهِ، يَجبُ أن يَكونَ مَفهوماً تَماماً لدينَا، لأنهُ شيءٌ عظيمٌ: لقدْ ولدتَ مرةً أخرى لِرَجَاءٍ حَيٍّ، وليْس للمُعاناةِ. والآن، بعدَ أن دَفع الرَّبُّ فينَا مثلَ هَذا الثمن الغالي جداً، فهل نُقدر ذَلك جيداً، وبدلاً من أن نتجاهل هَذا العمل الإلهي، يَجبُ أن نَتذكرهُ دائماً، فهو السَببُ الذي جَعلنَا مَسيحيين.
كانت قِيامةُ يَسُوع واحدةٌ من أبرزِ أحداثِ إيماننَا. لأنهُ، إذا لمْ يكُن قد قامَ من الأمواتِ، لكنا قدْ ضعنَا للأبد. وبِقيامتهِ، أصبحت كُلُّ خطايانَا مُبررةً، وبالتالي، لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ (رومية 1:8)!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز