-
-
" كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ ٱلْإِلَهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَٱلتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ ٱلَّذِي دَعَانَا بِٱلْمَجْدِ وَٱلْفَضِيلَةِ" (2بطرس 1: 3)
اِنفصلَ آدمَ بِالخطيئةِ عنْ الخالقِ واتجهَ إلى البُحيرة المُتقدةَ بالنار والكبريتِ إلى الأبدِ. ورغمَ ذَلك، فإن الإلهِ الرَحيم، سعى شَخصياً وسَلم نَفسهُ ليَموتَ، لكي يُخلِّصَ البَشرية، لأنهُ لم يَتمكنَّ من العُثورِ على شخصٍ واحدٍ صَالحٌ، والذي يُمكن أن يُقدِّم نَفسهُ لتنفيذِ هَذا العَملِ العَظيم؛ ولكنْ، لكي يَتمَّ العمل يَجبُ على منْ يقومُ بهِ أن يكونَ كاملاً. وهَكذا، وقع الاختيارُ على ابنهِ الوحيد (يوحنا 3: 16).
كانَ على يَسُوع أن يَترُك مجدهُ، ويُخلي نفسهُ من صَلاحياتهِ الإلهيةِ ويأتي ليُصبحَ جسداً مثلَ أي واحدٍ منَا، لكي يَحمل عِقابنَا (يوحنا 1: 14). وكانَ الثمن لتَخليصِ البشريةِ من الخَطيئةِ غَالياً جِداً: أن يَحلَّ المَسيح مَحلنَا، ويَتألم بِسببِ خَطايانا ويَموتُ نِيابةً عنَّا.
بقيامةِ يسوعَ أصبحَ لنَا فداءٌ، والآن لَا شَيْءَ مِنَ ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْآنَ عَلَى ٱلَّذِينَ هُمْ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ (رومية 8: 1). ولكنْ إلى جَانبِ الخَلاصِ الأبدي، فَعل الله شيئاً رائعاً آخراً من أجلنا، فقدْ أعطانَا كُلَّ شيءٍ لكي نَكونَ أحراراً ! وفي الواقعِ، فإنَّ الكلمةً تُعلنُ أنهُ كلَّ شيءٍ يتعلقُ بالحياةِ والتقوى قدْ أعطاهُ لنَا. ولكن، بسببِ عدمِ مَعرفتنَا بما يُعلمنَا إياهُ الكتابُ المُقدَّسِ - أو بسببِ الكسلِ – يَفشل الكثيرُ من الناسِ في التَمتُعِ بهذهِ النِعم السَماوية.
ولذلكَ، ليْس هُناك أي سَببٍ يَجعلنَا نُعاني، لأن لدينَا كُلَّ مَا يَتعلقُ بالحياةِ. فماذا نَحتاجُ أيضاً، يَا إخوتِي؟ هل الصَحةُ والسَلامُ والهُدوء والسَعادةَ في مَنزلك؟ حسنَا، لقدْ تمَ بالفعل مَنحك كُلّ هذهِ الأشياء! كُلَّ مَا عليكَ القيامُ بهِ هو الصُراخُ لعيشِ هذهِ الحياةِ، لأنهُ عندمَا قبلتَ الرَّبَّ يسُوع كمُخلص لحياتكَ، أصبحت تملُك كُلَّ ما صَنعهُ ابن الله من أجلِ البَشرية.
والآن، بعدَ أن أعَطتنَا السُلطة الإلهية، كُلّ شيء يَتعلق بِالحياةِ وبالقوُّة وأصبحت عُقولنَا غير قَادرةً على الاحتفاظِ بالأفكارِ القذرةِ أو الشَهواتِ. وجَسدنَا أصبحَ هَيكلاً للرُّوحِ القُدس (1كورنثوس 6: 19 أ). ويَجبُ أن تكونَ بيت الله الحيِّ. وتعيشُ حَياتك دُونَ أن تَحتفظ بأي مَشاعرٍ للحسدِ أو الجَشعِ أو غَيرهَا من الخطايا التي يرتكبهَا أولئكَ الذين لم يَعرفوا الخَلاص.
إن مَعرفة مَا أُعطي لنَا هي وَاحدة من أعظمِ النِعم التي تَحت تَصرُفنا. ولذلك يَجبُ أن نَطلبَ الحُصول على هَذهِ النِعم وامتِلاك مَا هو لنَا بإيمانٍ وبِعزمٍ. لا يُمكننَا أن نَقبل حَياةً محدودةً وخَاليةً. وبدلاً من ذلك، يَجبُ أن نَكونَ أقوياءَ ونُؤمنَ بما يَقولهُ لنا الكتابُ المُقدسُ، وبذلكَ سيَعْظُمُ ٱنْتِصَارُنَا بِٱلَّذِي أَحَبَّنَا. (رومية 37:8).
يا أخوتي، لا يُوجدُ سببٌ لكي تَستعبدكَ الخَطيئةُ، وتَجعلُك تُعاني. ولا يَنبغي أن تُسيطر قوُّى الشرّ على أي مَكانٍ في حَياتك، لأن كُلَّ شيءٍ مُتعلقٌ بالحياةِ الأفضلِ والكَريمةِ قدْ اخذتهَا بالفعل. فقد أستخدمَ الله مَجدهُ وفَضلهُ لكي يَدعوكُم لحياةٍ أفضل وأقوَّى معهُ!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز