-
-
لِأَنَّهُمْ هُمْ يُخْبِرُونَ عَنَّا، أَيُّ دُخُولٍ كَانَ لَنَا إِلَيْكُمْ، وَكَيْفَ رَجَعْتُمْ إِلَى ٱللهِ مِنَ ٱلْأَوْثَانِ، لِتَعْبُدُوا ٱللهَ ٱلْحَيَّ ٱلْحَقِيقِيَّ، وَتَنْتَظِرُوا ٱبْنَهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، ٱلَّذِي أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، يَسُوعَ، ٱلَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ ٱلْغَضَبِ ٱلْآتِي. (1 تسالونيكي9:1-10)
كانت طريقةٌ رائعةٌ تلكَ التي كانَ يتعاملُ بها بُولسُ ومنْ معهُ لتبشير أهل تَسالونيكي، ليَفهموا الإنْجيل وتَتغير حَياتهُم. وفعلاً أصبحَوا بفضل ذلك قُدْوَةً لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَفِي أَخَائِيَةَ (العدد 7). ولذلك، عَلينا أن نكونَ حَذرين وحُكماء عِندما نُقدم رِسالةَ الرَّبِّ للمُحتاجين، لأنّنا بِذلك سَنمنحُ لأولئَك الذينَ يَستلمونَ كلمةَ الله بأن يَكونوا مِثالًا يُمكنُ الحديث عنهُ وأتباعهُ.
قال بُولس في رِسالتهِ إلى أهلِ كُورنثوس لِأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إلَّا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا (1 كورنثوس 2: 2). ولمْ يدِّين الرسُول هَؤلاءِ، ولكنهُ من خِلالِ الوعظِ وبِحكمةٍ أظهرَ لهُم الوعودَ الإلهية، واستخدمَ السُلطة التي مَنحها لهُ الرَّبّ على شَعبهِ. ويجبُ علينا أن نتصرفَ بنفسِ الطريقةِ، ونكون حَازمين ولا نَتجاوز مَا هو مَكتوبٌ في الكلمةِ. فبالنسبةِ لبُولس، كانَ الإنجيل هو قوُّةُ الله، وكذلك يجبُ أن يَكونَ بالنسبةِ لنا!
بِحسبِ ما واردَ في الآياتِ السَابقة، نحنُ نفهمُ أن الناسَ في تِلكَ الأماكنِ، كانوا مُشركين، ولكنهُ تم تخليصهُم من تِلك المُمارسةِ الخَاطئةِ بِحكمةٍ. فيا أخوتي، إن عبادة الأصنامِ هي واحدةٌ من أسوأ الأعمالِ الشَّيطانيةِ، لأن أولئكَ الذين يُمارسونهَا يَصلون لدرجةِ عبادةِ الصورةِ أو الأشخاصِ، ولو كانوا أشخاصًا يُميزون قليلاً، لعَبدوا الله وحدهُ (متى 4: 10 ب). يَجبُ أن نُعلمَ الناسَ أن الله العليِّ يُعلمنَا هذهِ الحقيقة: نحنُ لسنَا أشخاصاً مُميزين عن غيرنَا، ولا يَجبُ أن يُنظر لنا أحدٌ على هَذا النحوِ، وأيضاً لا يَجبُ أن نُخْدم أو نُوقر كأشخاصٍ مُهمين.
قَبل الإخوةُ في تسَالونيكي الدَرسَ من بُولس، وتخلوا عنْ عبادةِ الأصنامِ، واتجهوا لخدمةِ الإلهِ الحيِّ والحقيقيِّ. وشعرَ الرسُول والذينَ معهُ بفرحٍ عظيمٍ عندمَا رأوا التغييرَ الذي حدثَ في أهلِ تسالونيكي! ولكنْ، كُنْ حذراً! عادةً ما يكونُ بعضُ الأشخاصِ الذينَ يَضعهُم الراعي الصَالح تحتَ رِعايتنَا، لهُم تاريخٌ من الدَعارةِ والزِّنا وغير ذَلك من الأفعالِ الغيرِ شَريفةٍ. ولذلكَ، يجبُ أن نَتحلى بالحكمةِ والعقلِ السليم حَتى لا نَنجرفَ وراءَ أحدَ الإغراءاتِ، أو ننخرطَ في عَاداتِ هؤلاءِ النَاس.
أمرَ الرسُول بُولس هَؤلاء النَاس بالبقاءِ ثابتينَ في الإيمانِ وأن يَنتظروا مَجيء أبنِ الله. ولكنَّ هَذا التَعليم مُهملٌ في وقتنا الحَاضر، لأن الكثيرينَ يَعيشونَ كمَّا لو أن العالمَ سَيستمرُ إلى الأبدِ. بِمعنى أخر، إن بَعضُ المسيحيينَ يتَصرفونَ بِطريقةٍ أسوأ من غَيرِ المُؤمنين في هذه الموضُوع، فهُم يبحثونَ عنْ الراحةِ وأن يُصبحوا أغنياءَ، ولا يَتذكرا أن يُبشروا بِالإنجيل للبعيدين. وإذا اِستطاعوا، لا يُعطوا الرَّبَّ حتى العُشور.
يجبُ أن يَكونَ عَملُنا كاملاً. وهَذا يَعني أننا بِحاجةٍ لتعريفِ البعيدينَ بِقيامةِ المسيحِ أيضاً، لأن بهِ نحنُ أيضًا قدْ تبررنا. وإذا لمْ يكنْ يسوع قدْ غلبَ الموتَ، فسوفَ نَكون عَالقينَ في خَطايانا - وبدونِ مَعرفةِ هذا، لنْ نصبحَ مُقدسين، وستكونُ خِدمتنَا للربِّ محدودةٌ. ويُؤمن هَؤلاء أيضاً بٱلْغَضَبِ ٱلْآتِي؛ ويقبلوا الخلاصَ الإلهي ويَقرروا التغيير الحَقيقيِّ في حَياتهم. هَل فَكرتَ أنت في ذلك؟
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز