-
-
" وَلَكِنْ لَنَا ثِقَةٌ مِثْلُ هَذِهِ بِٱلْمَسِيحِ لَدَى ٱللهِ".(2كورنثوس 4:3)
لو لمْ يضع الله خِطةَ الخَلاصِ العظيمةِ، لكانَ مَصيرُنا جميعاً في الجحيمِ الأبدي. ومنْ لديهِ عَقلٌ يَجبُ أن يُفكر مَليًا في مَا يعنيهِ هَذا العملُ العَظيم، ولكي يَتمَ إنجازه، كانَ على ابنُ الرَّبِّ العليِّ أن يُجردَ نفسهُ من سُلطانهِ الإلهي، وكذلكَ من صَلاحياتهِ ككلمةُ الله، وأيضاً أن يُولدَ كإنسانٍ في هَذا العَالم، وبموتِه لمْ يحمل فَقط كلَّ آثامنَا، و لكنهُ حَمل كُلَّ المُعاناةِ والألمِ الذي دخّل إلى هَذا العالمِ بِسقوطِ آدمَ. وبَسببِ هَذا الحُبِّ العَظيم، فإنّ الخَلاص اليوم هو طَريقةٌ البشرِ للنَجاة، والخلاصِ ليْسَ فقط من اللعنةِ الأبديةِ، بل أيضًا وللتمتُع بَجميعِ البركات السماوية.
كان العمل بسيطًا ومعقدًا للغاية في نفس الوقت. من الناحية الإنسانية، لم يكن الناموس كافياً لتحريرنا من سلطان إمبراطورية الشَّر، وهذه الحقيقة واضحة! ولذلك، فإنَّ من يستسلم للاغراء وينسى ما فعله الله، لا يسيء إلى الرب فحسب، بل هذا يدل أيضاً على حماقة كبيرة، لأنه يفهم أن دعوة الله ناقصة، وهي كذبة لأنه ليس هناك ما يلزم إضافته إلى خطط الآب وأعماله.
لننتبهَ إلى هَذه الحَقيقةِ: فَنحنُ عندمَا نَقبل يَسُوع كَمخلصٍ لنَا، نُصبحُ مُؤمنينَ. ولذلك لا دَاعٍ أن نَعيشَ بَعيدًا (2كورنثوس 5: 7) ، يَجبُ أن يعيشَ المُؤمنُ ليس بِما يراهُ هَو أو شَخصاً ما أنهُ صَحيحٌ، وإنما يعيش بما يؤمنُ بهِ عندمَا يَسمعُ التبشيرَ بالكلمةِ أو عند قِراءة الكتابِ المُقدسِ. فالإيمانُ هو السَلاحُ الذي نَحتاجهُ لمواجهةِ الشرّ، والحُصولِ على البَركة التي نَحتاجُها ولنُرضي الله (عبرانيين 11: 6). في الحَقيقةِ، إن أولئك الذينَ يعيشونَ بالإيمانِ لنْ يكونَ لديهِم إدانةٍ في حَياتهم.
عِندمَا نُؤمنُ بالسُلطان الذي في الرَّبّ، نَحنُ نُرضي ذَلك الذي يَعيشُ الآن في قُلوبنَا. وعندئذ فقط يُمكننا التغلبُ على أي حَربٍ يَشنهَا الجَحيمُ علينا. ويجبُ أن يَكونَ الإيمانُ الذي نَتمتعُ بهِ كبيراً وهو السِمةُ المُميزةُ لحَياتنا. وفي جَميعِ الظُروف، يَجبُ أن نؤمنَ بأنهُ سَيحمينا ويُرشدنَا للطريقِ الصَحيحِ. لذلكَ، عَلينا فَقط اللُجوءُ إلى الكلمةِ المقدسةِ لطلبِ المُساعدةِ.
فيا إخوتي، لا تفقدوا أبداً إيمانكم بالله، لأنكُم عَندما تؤمنوا بهِ، ستَكونُ قادرينَ على التمتُعِ بما قدْ أُعطاهُ لكُم في اِبنهِ الحَبيب. فَكلُّ ما يَتعلقُ بِحياتِكَ أعطاهُ لكَ حتى لا يَكون هَناك شيء - لا شيءَ على الإطلاقِ – يَنقصك لا الآن ولا في المُستقبل. لذا فقط اِستخدم ذَلك الإيمان دُون أن يَكون لديكَ أي شكٍ في اِنتصاركَ وبِدونِ أن تَستجدي البَركات، بل اِستولي على مَا هو لكَ في الرَّبّ!
قد دَعانا الرَّبّ لكي نَكونَ مُنتصرين في الذي أحبنَا (رومية37). لذلك، ليسَ علينا القيامُ بأي شيءٍ للتمتُع بالعطايا الرَائعة التي مَنحهَا لنا الآب في المَسيحِ يسُوع. فالإيمانُ هو التَأكيد على أننَا سَنكونُ دائماً نَاجحينَ ومُنتصرين في أي ظرفٍ من الظروف، وذَلك لأن الشرِّيرّ لا يَملكُ سلاحاً أقوُّى من السِلاح الذي لدَينَا.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز