-
-
"ٱحْمَدُوا رَبَّ ٱلْأَرْبَابِ، لِأَنَّ إِلَى ٱلْأَبَدِ رَحْمَتَهُ. ٱلصَّانِعَ ٱلْعَجَائِبَ ٱلْعِظَامَ وَحْدَهُ، لِأَنَّ إِلَى ٱلْأَبَدِ رَحْمَتَهُ". (مزمور 136: 3-4)
نَجِد جُملة: إِلَى ٱلْأَبَدِ رَحْمَتَهُ، في جَميعِ الآياتِ في مَزمورِ 136. ودونَ شكٍّ هَذا التكرار ليسَ صُدفةً. فَيُعلمنا الرَّبّ أنَّ رحمتهُ ورجاءهُ ولا يَنتهيا أبداً، وسَيظلان إلى الأبد، ممَّا يعني أنهُ لنْ يتخلى عنَا خلال رِحلتنا على الأرض. فكُن مُطمئنا لأنَك كُلما احتجتَ إلى هَذهِ الصِفات الإلهيةِ، سَتكونُ تَحتَ تَصرفكَ.
قِيلَ لنَا ٱحْمَدُوا رَبَّ ٱلْأَرْبَابِ، ولكنْ لكي يَحدُث ذَلك يَجبُ عَلينا أن نُصبح سَادة على حَياتنَا، وعلى الشَهوات التي تَحدُث لنَا، وعلى الوعود التي يَمنحنَا إياها الرَّبّ. وبذلك سَيُصبح حقاً رَبَّ ٱلْأَرْبَابِ بالنسبةِ لنا. وبِمُجردِ حُصولكَ على هَذا الفَهم، يُمكنك أن تتأكد من أن المَسؤوليةَ التي عَليكَ هي أن تُسيطر على كُلّ شيء، وهَذا الأمر رَائع. فَإذا لمْ تُصبح سَيد على كُلّ العالم المُحِيط بكَ، فأن الرَّبّ الإله لنْ يُعطيكَ هَذا الاسم الرَائع.
الرَّبّ العليِّ لا يَفعل أي شيءٍ سيّء. فهو يُعلنْ في كَلمتهِ المُباركة أنهُ ٱلصَّانِعَ ٱلْعَجَائِبَ ٱلْعِظَامَ وَحْدَهُ. ولكنْ للأسف، هُناك منْ يَدعِي أنهُ صانعُ بَعضَ الأشياءِ السيئةِ. فلقد سَمعتُ البَعضَ يَعظُ بأن الرَّبّ يُمكنْ أن يَكسر سَاق أحدهُم، أو يَقتل اِبنَ أحدهُم، أو يُسببُ الطلاق لشخصٍ ما، أو يَجعل أبنائهُ فُقراء وإلى الخ. في الحقيقة ليْس هَذا هو الإلهُ المَكتوب عنهُ في الكتابُ المُقدس لأنهُ وحدهُ صانعُ العَجائبَ. كُلًّ الناس الذينَ يُريدونَ أن يَكونونُ أفضل، عَليهم فَقط أن يُصدقوا مَا يَقولهُ الكِتاب المُقدس عنْ الرَّبّ.
ولأن الرَّبَّ يفعلُ فقط الأشياءَ الرائعةَ لنا، فهو يَقولُ لأبنائهِ أن لا يُؤمنوا بِما يُقال أنهُ يُعلمنَا أحياناً من خِلالِ المُعاناةِ. ذَاتَ مرةٍ، قال وَاعظٌ مشهورٌ عَالمياً إن المُعاناة هي مَدرسةُ الله. أنا حقاً لا أعرف من أين جاء بِهذا الفهم، ولكن ما أنا مُتأكدٌ منهُ أنهُ ليسَ من الكلمةِ، لأن كلمة الرَّبّ لا تدعم مِثل هَذا الفِكر. بلّ على العَكس: إن العليِّ لا يَفعل إلا كُلّ ما هو صَالح. وخِلالَ خدمةِ يَسُوع على الأرض لمْ يجعل أي شَخصٍ يُعاني. وفي كُلّ مَكان ذَهبَ إليهِ حَاربَ الشرّ وحررَ النَاس ليحصُلوا على الخَلاَّص للجسد والنفس والرُّوح.
عندما أعلن يسوع أن مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَٱلْأَعْمَالُ ٱلَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا (يوحنا 14: 12)، كانَ يُحذرنَا من أن نَلعنَ النَاس، أو أن نَستخدم الإيمانَ لنزيدَ مِن مُعاناة الآخرين، أو أن نَسمحَ للعدوُّ بأن يحاربَ أقاربنَا. فقد أظهرَ لنَا السيدَ أن النَاسَ لا يَفعلونَ ألا الشرّ، وذَلك بِسبب التَأثير الشرِّير للشَّيْطان. لذلك جاء ليخلَّصَ كُلَّ أولئك الذينَ تعرضوا للاضطهادِ من قِبل العدوُّ. البَعض مِنهُم رُبما لمْ يتغيروا، لكنهُم شهدوا على هَذهِ الحَقيقِة في حَياتهم، وبِالتالي، في يَومِ القِيامةِ، لنْ يَكونوا قادرينَ على القولِ أنهُم لمْ يفهموا الخِطةِ الإلهيةِ.
قالَ يسُوع أنهُ قُدوةٌ لنَا، لكي نَتبعَ خُطاه. ونَفعل مَا فعلهُ هو أيضاً. وكتلميذٍ لهُ، يجبُ عَليكَ أن تَفعلَ مَا فعلهُ هو.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز