-
-
" إِنْ سَلَكْتُ فِي وَسَطِ ٱلضِّيْقِ تُحْيِنِي. عَلَى غَضَبِ أَعْدَائِي تَمُدُّ يَدَكَ، وَتُخَلِّصُنِي يَمِينُكَ. ". (مزمور 138: 7)
إنَّ كونكَ خَادمًا لله هذا لا يَعني أنكَ لنْ تُواجه المَشاكل؛ وذلك، لأنَّ الصُعوباتٍ تَأتي في هَذهِ الحَياة، ولكنْ سيكونُ هُناكَ دَائماً حَلٌّ مُناسب. إنّ المُساعدةَ لا تَأتي تِلقائياً: إنهَا مُوجودةٌ في كَلمةِ الله، وتُنفَّذ بِمجردِ أن نَستمع إلى مَا يقولهُ الرَّبّ. ومن يَقرأ الكتابَ المُقدّسَ ويَنتبهَ دَائماً إلى مَا هو مَكتوبٌ فيهِ، مُؤمناً بِما هو مُعلن، يُصبحُ مُنتصراً على كُلّ قوَّى الشَّر. وعلى النَقِيض من ذَلك، الذي يَستمع بِغيرِ اِهتمامَ لنْ يَنجح ولنْ يَختبر تَحقيقَ مَا وعدَ بهِ.
إعلانِ داوُّد هُنا في هَذا المَزمور، يُبينُ أنهُ لا يُوجدُ شخصٌ مُنفردٌ بِشكلٍ خَاصٍ، لأنهُ وعلى الرُغمِ من كونهِ رَجلاً حَسبَ قلبَ الله، فقدْ مرَّ بِمشاكلٍ. ومعَ ذَلك، كانَ هذا الملِك على يَقينٍ أنهُ لنْ يَكونُ عَاجزاً وقتَ حُدوثهَا. إن الأوقاتَ السّيئة تَأتي على حياةِ الجَميع: القِديسين والخُطاة، المُعلّمين والعِلمانِيين، الرِجال والنِساءَ. والشُعور بِالضيق سَيئٌ للغايةِ لدَرجةِ أننَا نَقومُ بِفعلِ مَا بِوسعنَا لتَجنبِ مِثلِ هَذا الوَضع.
لكنَّ الشيءَ الرَائعَ هو أن الرَّبَّ يَعِدُ بِإحيَائنَا. وعندمَا يَلمسنَا الله تَتشجعُ أروحنَا، ونَتشجعُ نَحنُ. ولذلكَ، عِندمَا نعرفُ مَا تَكشفهُ لنَا الكلمة، نَحصلُ على الإلهامِ الإلهيِ، وفي غَمضةِ عينٍ، تَتقوى أنفسنَا من الدَاخلِ. وبِتفسيرٍ أكثر، ودُون القصد تغيير الكلمةَ، يُمكننَا القول إن الله يُحيي الجِسم المَريض، ويُحيي العَقل الذي لمْ يَعُد بإمكانهِ رَؤية أي مَخرجٍ أو أي جُزء آخرٍ من كَياننَا.
تَمُدُّ يَدَكَ، يدَّ العَونِ – التي هي قُوتهُ الكَامِلة – عَلى غَضَبِ أَعْدَائِي. لذلكَ الذي يَتسببُ لنَا في الضررِ سَيكونُ في مُشكلةٍ كبيرةٍ. قالَ يَسُوع أنهُ طردَ الشَّيْاطين بِإصبعِ الله (لوقا 11: 20). ولذلكَ عِندمَا يَتمُ أحَياؤكَ، اِستريح في الوَعدِ الإلهي، لأن الرَّبَّ سَيهتمُ بِكلِّ شيءٍ.
لنْ يتمكن أي شَّيْطانٍ من التَغلبِ على ذِراعِ القَدير اليُمنى، لأنهُ عِندمَا يَبدأ في العَمل، سَيضربُ كُلَّ قوُّاتِ العَدوُّ، وتَنسحبُ مَهزومة. وَعَدنَا الرَّبَّ أنهُ سيُخلصنَا بِيمينهِ، وبالتالي، فإن الذي يَتعذب ويُعاني الآن من التَجاربِ يُمكنهُ أن يَقوم ويُطلق الأمر بِاسم يسُوع. وبِغضِ النظرِ عنْ المَرض الذي تُعاني مِنهُ، فإنهُ لنْ يقف أمامَ الفعل العَظيم الذي سَيبدأ الله في القيامِ بهِ من أجلكَ.
لمَاذا أنتَ حَزين؟ هل لأنكَ لمْ تَنجح في حَياتكَ؟ أنتَ لديكَ الوعدُ الإلهي الآن، ولا يُوجدُ أي سَببٍ ليغلبكَ الشرّ. أن الرَّبَّ يُراقبُ أفعالكَ، لذا كُنْ حَكيماً وتَصرف كمُنتصرٍ. فَخلاصُك يَعتمدُ على قَرارك فَقط.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز