-
-
الشِّرِّيرُ يَأْخُذُ الرَّشْوَةَ مِنَ الْحِضْنِ لِيُعَوِّجَ طُرُقَ الْقَضَاءِ. ( الأمثال 23:17)
ليس الأشرار هم الضالين فقط، إنما هناك بعض الذين يختلطون مع مؤمني الكنيسة لا يطيعون كلِمة الرّبّ. حيث يوجد الكثير منهم في وسطنا. لديهم طريقة جذّابة في الكلام، وقد يبدون قدّيسين ومنتصرين، وبشكلٍ عام لا يسيئون لأحد، ومستعدّين لمدحِ الآخرين دائماً وتقديم النصائح السّيئة. لكن كلّ مَن يستمِع اليهم، تنحرف طرقَه بعيداً عن العدل، وستكون النتيجة الفشل، وإن لم يغيّروا سلوكهم، سيذهبون إلى الهلاك الأبديّ.
ندعو عادة تسمية "الخطاة" على جميع الأشرار، لكنّهم بالحقيقة أكثر من ذلك، فهم ما زالوا تحت نير عبودية العدوّ، وهذا ليس وضع طبيعي للذين يدّعون معرفة الإنجيل، لذلك، من خلال الأفعال يُمكن معرفة الذين يدعون أنفسهم مسيحيين، إن كانوا أشراراً أم صالحين.
فمَن لا يحترم كلِمة الرّبّ هو شرير حقاً، لأنّه لا يوجد شرّ أكبر من عدَم وضع أعمال الرّبّ كمِثال لتصرّفات أولاده. فقد يتردّد الشّرير إلى اجتماعاتنا، ويرنّم ويدوّن ما يسمَعه من العِظة، لكنه لا يُطيع التعاليم الإلهيّة، ولا يوقّر وصايا الرّب.
وبِلا شك، يوجد العديد من هؤلاء الأشخاص في وسطنا. وهم خطيرون للغاية لأنّهم في لحظات الضّعف يضعون قرارات تختلف تماماً عن مشيئة الرّب لباقي المؤمنين، فالابتعاد عن مشورة الأشرار أمرٌ حسنٌ جداً (المزامير 1).
فطريقتهم السّاحرة تجعلهم يتشبّهون بالمؤمنين، فيبدون كالمنتصرين، حيث يتصرّفون بأدب ويمدحون الآخرين. وبذلك يقدّمون مثالاً سيّئاً عن المسيحيين. والأسوأ من ذلك، أنّهم ينجحون عادة بذلك، فالمبتدئ بالإيمان قد يصدّق أنّهم خدام الرّب، لذلك يتمكنوا من العيش بحرية ويجدون طُرقاً لخدمة الرّب والحصول على الإمتيازات أيضاً.
وهنا يكمن الشّر تماماً، فمَن يطبّق هذا الأسلوب في حياته، ينحرف عن طرق القضاء، والرّب لن ينظر لأولئك الذين يتبعون الشرّ، بل للنَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ. (العبرانيين 1:12-2)
فمن يتّخذ الأشرار مثالاً له، ستكون النتيجة هزيمة حتمية وكاملة، فانظروا لأنفسكم جيّداً واُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. (إشعياء 6:55)
محبّتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز