-
-
" وَجَرَّبُوا ٱللهَ فِي قُلُوبِهِمْ، بِسُؤَالِهِمْ طَعَامًا لِشَهْوَتِهِمْ." (مزمور 78: 18)
تُؤذي الكثيرُ من تَصرُفاتنا قلْبَ الرَّبّ. ففي العَهدِ القديم مَثلاً، رَفض الإسرائِيليون الطعامَ الذي أرسلهُ لهُم الله في البَريةِ، المَكان الذي كانوا يَفتقرون فيهِ لكُلِّ شيءٍ. وقد كانَ هذا الطَعامَ الذي أعطاهُم الله إياهُ - ٱلْمَنَّ - وَهُوَ كَبِزْرِ ٱلْكُزْبَرَةِ (خروج 16: 31) وكانَ يحتوي على جَميع العَناصرِ الغِذائيةِ التي يَحتاجُها الإنْسان للعَيش، تماماً مثلَ كلمةِ الله التي فيهَا كُلّ مَا نحتاجهُ، ولا دون أن تسبب لنا اي ضرر.
تذكرَ شَعبُ الله في المَاضي، الطعامَ الدَسِم الذي كانَ في مَصر. أخي، إن الخَطيئةَ التي اِرتكبها شعبُ إسرائيلَ كانَت في قُلوبِهم، مِمَّا يَجعلنَا نَعتقدُ أنه بِسببِ المَعركةَ الرُّوحيةَ التي كانت بِداخِلهم، أعَطوا مَساحةً أكبرَ لمَا يَقولهُ لهم العدوُّ. ونَفسُ الشيءِ يَحدثُ اليَومَ: فالعديدُ من أبناءِ الله - الذينَ فَقدوا مَا كانوا عَليهِ عِندما كانوا في العَالم، واعتقدوا أن القَداسة ليْست كافيةً ليحصلوا على الفَرح الذي طَال اِنتظارهُ – عَادوا بِسببِ ذَلك إلى الخَطيئةِ، لكلِّ شيءٍ يَعرضهُ عليهم إبليس.
تسببَ القرَار الذي أخذهُ الإسرائيليونَ، في خَسارةِ حَربهُم الرُّوحيةِ، حَتى بِدونِ أن يَنطقوا بِكلمةٍ واحدةٍ. وهَذا هو السَببُ الذي جَعل الله يُرسل لهُم الطعامُ الذي يَملأُ بُطونهُم، السُّمان. نَحنُ لا نَعرفُ مَا هي الشَهوةُ التي تَسببوا بهَ لأجيالهِم في المُستقبلِ، ولكنْ، رُبما تَسببوا في نوعٍ من التلوثِ الناتجِ عن ذَلكَ اللحمُ الذي لمْ يُطبخ بطريقةٍ صَحيةٍ، ورُبما قدْ جلبَ لهُم في ذَلكَ الوقت أمراضاً، ظَهرت نَتيجتُها فيمَا بعْد، وألحقت الضرر بِأحفادِهم، أو رُبمَا بنَا نحنُ أيضاً.
سَمحَ هَؤلاءِ النَاس لأنفُسهم بأن يَبتعدوا عنْ الطريق، ويَتبعوا شَهوات ورَغباتِ أجسادهِم. وبالمُناسبةِ، هُناك العَديدُ من الأشخاصِ الذينَ يُعانونَ من نَفسِ الشيءِ، والنتيجةُ أنهُم يُعانونَ من السُمنةِ، السُكري وأمراضٍ أُخرى. والتي، إلى جَانبِ أنها تُسببُ الضرر لأجسادهِم، وتنتقلُ في كثيرٍ من الأحيانِ إلى سُلالتِهم
فكُن حذر! ولا تقع في أكاذيبِ العدوُّ! وكُنْ ثابتاً في كُلِّ شيءٍ مِن خِلالِ طاعةِ كلِّ ما هو مَكتوبٌ في كلمةِ الله، من أجلِ مُقاومةِ الإغراءاتِ، لأنك بِذلك سَتُعطي رُوح الله النصر وسَتكونُ شَخصاً ناجحاً في جَميعِ مَجالاتِ حَياتِك.
لقدْ دَعانَا الرَّبُّ لكي نَكونَ جُزءً من شَعبهِ ولكي نَكونَّ بركةً. وفي كُلِّ مرةٍ يأتي فيها العدوُّ ليُجربنَا، يَنظُر الرَّبُّ إلى القرارِ الذي نتخذهُ في قُلوبنَا، وأيضاً المَواقفُ الذي نتخذهُ. وإذا قررنَا الوَثوق باسمهِ، فَسوفَ نَفرحُ بهِ - وفرحُ الرَّبِّ هو قُوتنَا (نحميا 8: 10). ولكنْ، إذا لمْ نُرضيهِ فسوف نُصبحُ ضُعفاءَ ولنْ نُحققَ إرادتهُ.
ثِق في إرادةِ الله!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز