-
-
" فَإِنِّي أَقُولُ بِٱلنِّعْمَةِ ٱلْمُعْطَاةِ لِي، لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لَا يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ، بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى ٱلتَّعَقُّلِ، كَمَا قَسَمَ ٱللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ ٱلْإِيمَانِ.». (رومية 12: 3)
لقد وزَّعَ الله نِعمتهُ على كُلِّ فردٍ. حتى لأولئكَ الذينَ لمْ يَسمعوا عنْ الإنْجيل حتى الآن، وكذلكَ أولئكَ الذينَ سَمعوا عَنهُ وليس لديهم الجُرأة لقبولهِ حَتى الآن، لهُم النعمةُ الإلهية في حَياتهم أيضاً. ولكن، لأنهم لمْ يولدوا مرةً أخرى، فإن هَذه النَعمة لنْ تكونَ قادرةً على فِعلِ الكثيرِ من أجلهم. وحَالاً وفي اللحظةِ التي يَقبلونَ فيها يسُوع كرَّبٍّ ومُخلّص، كُلُّ شيءٍ سَيتغير، لأنّ هَذهِ العَطيةُ - تَجعلهُم يَحصلونَ على البركاتِ الإلهيةِ مثل الخَلاصِ والبركاتِ الأخرى- وسَتدخل حَيزَ التنفيذِ، وسَيصبحونَ أكثر من مُنتصرين (رومية 8: 37).
يَجبُ على الجَميعِ أن يُصلّوا ويَطلبوا مَا في الكلمةِ من الرَّبِّ العليِّ لكُلِّ واحدٍ منهُم. فإذا حَصلنا على نعمةَ الرَّبِّ وعملت في حَياتنا سَننجح، وليس علينا فعلُ أي شيءٍ لأجلِ أن تمتد يدُ الرَّبِّ وتعمل على حِمايتنا وباركتنا. فلا يجبُ على خَادمِ الله أن يفعلَ شيئاً سوى ما خصصهُ الله لهُ كرسالةٍ، لأنه سَيحققُّ النصرَ بالكاملِ. ومن يُفكرُ في نفسهِ أكثر ممَا ينبغي، سَيرتكبُ الأخطاءَ.
إنَّ الله يَعرفُ كُلَّ شيءٍ، وهَذا أمرٌ مهمٌ جداً، ويجبُ أخذهُ بعينِ الاعتبارِ. ولذلكَ، لنْ يُفاجئهُ أي شيءٍ أبداً. ويُمكنكَ أن تَطمئن لأن الآبَ سيُعطيكَ كُلَّ ما هو ضروري لكَ لكي تُنفذ خطتهُ، لذلك لا تُحاول أن تفعلَ أشياءً أو تُضيع وقتك، في مُحاولةِ معرفةِ ما لدى الرَّبِّ لكَ. لأنهُ بقراءةِ كلمةِ الله، والتأمُلِ فيها أو الاستماعِ إلى الوعظِ بالكتاب المقدس، سَتعرفُ كلَّ شيء. والشخصُ الذي يَظنُ نفسهُ أنه الأفضلَ سَيخدعهُ الشَّيْطانُ بسهولةٍ.
إن كُلَّ ما يأتي من الرَّبِّ هو صالحٌ. ولكن حَتى عِندما تكونُ متأكداً مما يُريدهُ منكَ، عليك التحكمُ في نَفسك. فبدونِ ضبطِ نفسٍ تقع في التَجربةِ، ويَنتهي بك الأمرُ بفعل ما يَتوقُ لهُ قلبكَ، وهو أمرٌ خطيرٌ للغايةِ. يَقولُ الكتبُ المُقدس:" اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟ (إرميا 17: 9).
يَنفصلُ عنْ الخطةِ الإلهيةِ كُلُّ من تقودهُ رغباتُ القلبِ بدلاً من أن يَسترشدَ بِالكلمةِ. وشَخصٌ مثلُ هذا، كفردٍ على سَبيلِ المثالِ، سَيجدُ أخطاء في الجَميعِ، ولهَذا السببِ لا يمكنهُ التواجدُ في أيةِ جماعةٍ. وكقائدٍ سيفعلُ ما يَراهُ مُناسبًا، وقَريباً سَيقسّم الكنيسةَ، وسَيقودهُ جنونهُ إلى إنشاءِ الكنيسةِ الخَاصةِ بهِ. ومَاذا سَيكونُ وضعهُ في يومِ الحسابِ؟ وماذا سيقولُ لرَّبِّ الكنيسةِ؟ وما العذر الذي سَيعطيهِ؟ لأن الكلمةً تنصُ على أن ٱلْمُعْتَزِلُ يَطْلُبُ شَهْوَتَهُ. بِكُلِّ مَشُورَةٍ يَغْتَاظُ. (امثال 18: 1).
يَأمرُنا كلامُ الله بالبقاءِ ضِمنَ الحُدودِ التي حدَدهَا لنَا. وتَحقيقاً لهذهِ الغايةِ، يجبُ أن يتحكم فينا مِقدار الإيمانِ الذي لنَا. ونَحنُ لنْ نكونَ مُلزمين بِإعطاءِ حسابٍ عن أي شيءٍ لمْ يُعطى لنَا.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز