-
-
قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا:«أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي، وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» (يوحنّا 21:8)
بعدَ أنْ أعلنَ الرّبّ يسوع أنّه ابن الله ولم يقبَله اليَهود، قالَ لهُم أنّه سيَمضي. عندما ندرك جيّداً من هو الرّب وما يمكن أن يفعله من أجلنا، لكن لا نقبَله، سيمضي. ولا فائدة من البَحث عنه لأنّ المَكان الذي سيَذهب إليه يصعب وصول الإنسان إليه. وبدون يسوع سيموت الإنسان بخطاياه. حينها من المستحيل الذهاب حيث الرّب موجود.
سمِع اليهود من فمِ الرّب يسوع أنّه ابن الله، وقال لهُم أنّ الآب يشهَد له. وكانوا متديّنين جدّاً، ولم يفتَحوا قلوبهم لإعلانِ الكلِمة. ثم قالَ الرّبّ يسوع إنْ بقيتم هكذا، سأمضي.
كم مِن المؤسف أنْ يمضي الرّب يسوع، وإن حصل هذا، لن تحذّرنا ضمائرنا عندما نُخطئ، ولن تستقبل آذاننا الروحيّة صوت الرّبّ عندما يكلّمنا. ولن ترى أعين قلوبنا الطريق الصّحيح عندما نضلّ. والإعلانات التي ننالها عندَ سماعنا للكلِمة ستختفي، ونبدأ بالإعتناء بأمورٍ ماديّة ونحيا وسَط العقبات التي يضَعها العدوّ.
فالأشخاص الذين مضى يسوع بعيداً عنهم يحاوِلون البحثَ عنه: في العِلم، لكن لا يجدوه. في الديانات، ليست هناك أيضاً في الحقيقة. في المال، سيكتشفون أنّ ذلك لا يجلب السّعادة. في الخطيّة، لكن لا يحصلون سوى على النّدم. فالذين يتركهم الرّبّ يسوع ويمضي يعيشون بأسوأ حالاتِ اليأس.
فالذي لا يسكن الرّبّ حياته هو عبدٌ للعدوّ، الذي يقوده إلى حيث يريد. فيسقط البعض في الزنى، والخيانة، والإدمان، وارتكاب الجرائم. وآخرون من الذين لا يقبلون الرّب قائداً على حياتهم يمرون بصعاب كثيرة، كإجراء كثير من العمليّات الجراحيّة، والتعرّض للحوادث، والمشاكل الزوجية، والإفلاس، إلخ... فحقيقة من ليس لديه يسوع في حياته لا يحيا بلْ يموت في خطاياه.
قد يحاول العُلماء إيجاد السّلام في أنبوب الإختبار مثلاً، أو السياسيين في المعاهدات، والعسكريين في الحرب، لكن لن يستطيعوا. فبدون ابن الله لا يوجد سلام ولا نجاح. ومهما جاهد الإنسان لن يتمكّن من الوصول إلى المكان الموجود فيه الرّب.
محبّتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز