-
-
"لِأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلَامِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ ." (فيلبي 3: 10)
نَجدُ في الكتابِ المقدّس كُلَّ التعليماتِ الّلازمةِ لنَا للوفاءِ بالواجباتِ التي أعطاهَا الرَّبّ لجَميعِ النَاس. وعلى وجهِ الخُصوص، لكُلِّ واحد منَّا. كمَا نجدُ فيهِ تَعليماتٌ حول ما يجبُ أن نفعلهُ من أجلِ الحُصولِ على مَعرفةٍ كاملةٍ بأربعِ حَقائق ذَاتَ أهميةٍ قُصوى: (1) منْ هُو رَّبُنا؛ (2) مَا هِي وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ؛ (3) كيفيةِ المُشاركة معهُ في آلَامِهِ، (4) لمَاذا يَجب أن نَتشبهَ بِموتهِ. وأولئكَ الذينَ يَفهمونَ ويَختبرونَ أنفسهُم، سَوف يَفعلونَ المَشيئةَ الإلهية ويَستمتعونَ بِالرَّبِّ ونَتيجةً لذلكَ سَيكونوا نَاجحين.
يَجبُ أن نَنتبهَ لهَذا الإعلانِ الذي في الإنجيل، ونَسعى جَاهدين للعيشِ بهِ على أكملِ وجهٍ. ووفقاً للرسُول بُولس فأن كُلّ عُنصر منهَا هو هَدف بِالنسبةِ لنَا، ولتَحقيقهَا فَمن الضَروري أن نَهتم بِجميعِ العَناصر الأخرى. وكمَّا أنهُ من المُهم بِالنسبةِ للمَطرود أن يجد أرضاً ثابتة ويَستقر فَيها، كذلك نحنْ، ليْس هُناك ما هو أهم بِالنسبةِ لنا من فهم مَا تُمثلهُ هذهِ البركات، وكيفيةِ الحُصولِ عليهَا.
كانت رَغبةُ بُولس الأكثر إلحاحاً هي التَعرف على المَسيح يَسُوع، الذي هو الله. وهو شَخص في الثَالوث الإلهي الذي خَلُق كُلَّ شيءٍ بهِ. هو الفِعل الإلهي الذي بِدونهِ لا يُمكن صُنع أي شيء (يوحنا 1: 1-4). فإلهنَا العليِّ ذَكي للغايةِ. فَعندمَا نَنظرُ إلى صُورةُ الفَضاءَ الخَارجي، بِملايين من النِقاط الصَغيرة اللامِعة، يُمكننَا أن نشعُر بِمدى قوّتهِ، فهو خَلق كُلّ شيءٍ من عَدمْ، ويُبقيها في مَداره بِقوةِ كلمتهِ. ولكنْ، مع كُلِّ العَجائبِ التي خَلقهَا الله، لمَاذا هو مُهتم جِداً بِالجنسِ البَشري؟ وبالأخص، لمَاذا هو مُهتم بكَ وبيِّ؟ ونحنُ بحاجة لأن نَعرفهُ ونَطلبهُ، ذاك الأب الذي يُحبنَا كثيراً.
لمْ يستطع الظلام أن يَثني يَسُوع عِندما اَقامهُ رُّوحُ الله. وهي القوُّة التي كانت تعمل فيهِ - وسَتظلُ كذلكَ – وهي قويةٌ لدرجةِ أن جَميعَ الشَّيْاطين سَقطت منها على الأرضِ. وقد رَأى إبليس قَائدهُم، أن الرَّبَّ يسُوع يَأخُذ بيدهِ مِفتاح المَوت والهَاوية (رؤيا 1: 10-18). المَسيح قامَ يَالهُ من سُلطان! يَالها من عَظمةٍ! وتلك القوُّة ذاتهَا كانت تِلك التي سَعى الرسُول بولس لمعرفتهَا. وكم سَنتبارك عِندما نَحصل على هذا الفَهم!
كانت مُشاركةُ الألم مُهمةٌ جداً لبُولس. فَلقد كان الظُلم الذي وقعَ على مُخلّصنا، ليرفعَ عنَّا الظُلم ولنُصبح أحرارًا. وإذا لمْ نفهم هَذهِ الحَقيقة، فإن العدوَّ سيضطهدنَا. فقد نَستسلم علي سَبيلِ المِثال لبَعض المَشاعر المَمنوعةِ. ولكنْ، عندمَا نَحصُل على هَذا الفهم الكتابي، سَنعيش فَوق الفِتن والأمراض والمَشاكل الأخرى.
أرادَ الرسُول بُولس أن يَتشبه بِموتهِ. ومع العِلم أن يَسُوع مات من أجلهِ، لكي يَدفعَ الثمن اللازم عنْ أولئكَ الذينَ يُؤمنون بهِ، وليُنقذهُم من سُلطانِ الظُلمةِ. فبموتِ المَسيح حَصلنَا على كُلّ ما نَحتاجه لنُصبح نَاجحينَ. وهَذا التحدي كبير بِالنسبةِ لنَا! فَماذا سَتفعل حِيالَ ذَلك؟
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز