-
-
"يَا رَبُّ، ٱسْمَعْ صَلَاتِي، وَأَصْغِ إِلَى تَضَرُّعَاتِي. بِأَمَانَتِكَ ٱسْتَجِبْ لِي، بِعَدْلِكَ." (مزمور 1:143)
من الجَيدِ أن يَكونَّ لنا شَخصٌ مَا مثالًا نَحتذي بهِ. ولكنْ في كثيرٍ من الأحيانِ قد يَبدو لنَا هَذا الشَخصُ جيداً لكنهُ في الحَقيقةِ مُخادعٌ. يُخبرنَا الكتابُ المُقدس بقِصص الأشخاص الذينَ كانوا يخدمونَ الرَّبَّ بإخلاصٍ كبير، ويُمكن أن يكونوا كأمثلةِ لنا جميعاً.
في الحَقيقةِ، إنّ الحُروفَ التي استخدمهَا الرَّبُّ العليِّ لكتابةِ الإنْجيل بها الكثيرُ من التَعليمِ لنَا، وأولئكَ الذين سَيتعلمون من شَهادتهِ، لن يَحتاجوا إلى قَضاءِ الوقتِ في التجربةِ، لأن مَا قام بها أصَاحبهَا - المُسجلةُ في الكتابِ المُقدس – يَتجاوزُ أحياناً قُدرةَ الإنسانِ العَادي. ولكونهم حُكماء فقدْ اعطوا كلمةَ الله مَكانتها المناسبةً والسِيادةَ الكاملة على قُلوبهم، وقدْ ساعدهُم ذلك على تحقيقِ النَجاحِ، والانتصارِ الأعظمِ. ولذا، إذا تَصرفنا نحنُ بالمثلِ، فسوف نَحصلُ على نَفس النَتائجِ.
نرى في الآيةِ التي نَدرسهَا هُنا، أنّ دَاوُّد كان يُصلي وفقاً للإرادةِ الإلهيةِ. ومنَّ الجيدِ مُلاحظةُ صَلاةِ الشخصِ التي تُخرجهُ دائمًا من المَواقفِ الصَعبةِ. إن الرَّبَّ يَسمعُنا بنفسِ الطريقةِ التي سَمع بها أولئكَ الذينَ اقتربوا منهُ في المَاضي، ووثقوا في قوتهِ وصلُّوا. وهَذا ما حَدث لإبراهيم في كُلِّ مرةٍ كان فيهَا بِحاجةٍ إلى المُساعدةِ. وعلى الرغمِ من أن زَوجتهُ سارة كانت عَاقر، إلا أنّ أبونا إبراهيم صلَّى أن تَحمل النساء في مَملكةِ جيَرار وسَمِعَ الله طلبتهُ.
فبغضِ النظرِ عنْ المُشكلة التي قدْ تكونُ لديكَ في جَسدكَ أو في عَائلتكَ، أو إذا طلبَ منكَ أحدهُم المُساعدةَ، فلا تترُك الأمرُ لوقتٍ لاحقٍ: صلِّي، وخذ مَوقفك في الَمسيح وبَارك حَياة ذَلك الشَخص. وبَهذهِ الطريقِة، سَترى ما سَيفعلهُ العليُّ من خلال شَفاعتك - وبِشكلٍ غيرُ مُباشر سَوف يَمنحُك المُكافأة! ولكنْ انتبه، الله لا يَستجيبُ إلا للحقِ. فماذا يعني ذلك؟ إن يَسُوع في صَلاتهِ الكهنوتية قَال: "كَلَامُكَ هُوَ حَقٌّ" (يوحنا 17: 17ب). فَعلينَا أن نُصلي فَقط بناءً على ما تُخبرنا بهِ الكلمةُ، لأن الَّرَّبَّ لا يَسمعُنا إلا عِندما نَصرخُ لهُ بحسبَ هذا المَبدأ.
إن الصَلاة من أجلِ الصَّلاةِ - أو التَصرف بِناء على اِفتراضاتنِا أو مَا قالهُ لنا أحدهم - لنْ يُحقق لنَا أي نَتائج مُرضية. الصَلاةُ الوحيدةُ التي تُنفذ هي التي تَستندُ إلى ما يُعلنهُ الرَّبّ.
قالَ داوُّد أن الرَّبَّ بِعدلهِ سوف يَستجيبُ لهُ. مَا هو هَذا العدْلُ الذي قالَ عنهُ؟ إنهُ عملُ يسُوع من أجَلنا، فَآثامنا حَملها، اوجاعنَا تَحملهَا، تَأديبُ سَلامنَا عليهِ، وبِحُبرهِ شُفينا (إشعياء 53: 4-5). الله - القُدوس، المُنزه عن كُلِّ شرٍّ - جَعل ابنهُ الوحيد يَحمل عنَّا آثامنَا ويَموتَ من أجلنَا، ودَفع جَميعَ دِيوننَا هُناك. لقد جعل الأب كلَّ آثامنَا تَسقُط على المَسيح، وبِفضل هَذا العملِ العاَدل، حَصلنا على الخَلاص والبرّ. ولنْ يَستمع لنا المُشير إن لم نَرتكز وبقوةٍ على مَا تَطَلبهُ هَذا العدْلُ ومَا عَاناهُ الرَّبُّ من أجلكَ ومن أجلي.
يا أخي، إن الصَّلاةَ حسبَ العدْلِ والامانةِ الإلهية، هي أفضلُ طريقةٍ لإكرامِ يسُوع، لأنهُ بذلكَ نَعترفُ بما فَعلهُ من أجلنَا.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز