-
-
" فَيَصْرُخُونَ إِلَى ٱلرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ، وَمِنْ شَدَائِدِهِمْ يُخَلِّصُهُمْ. " (مزمور 107: 28)
إن أفضلَ شيءٍ يُمكننَا القيامُ بهِ عندَ مُواجهةِ أيةِ صُعوبةٍ، هي الصُراخُ إلى الله العليِّ، لأنهُ وبهذهِ الطريقةِ نَفتحُ قُلوبنَا لرُّوحِ الله ليَتحدثَ إلينَا، ونَتمكنَ أيضاً بِذلكَ من معرفةِ ما هو الخَطأ الذي فِينا. وفي الحَقيقةِ، إن روحَ الرَّبِّ يُعلمنَا ما يَجبُ علينا أن نفعلهُ لكي نَتواصل مع الآبِ. لذلكَ، عِندما نَتخلصُ مما يُعيقُ تقدمنَا، يُمكننَا سماعُ صوتِ الله. وبِهذهِ الطريقةِ يَنضجُ الإيمانُ الذي في دَاخلنا، ويُمكننا أن نُصلِّي وفقاً لما هو مَكتوبٌ - صَلاةَ الإيمانِ.
نحنُ نعلمُ أنهُ يجبُ علينا ألا نَصرُخ إلى المَصدر الخَطأ. ولذلكَ، لا يَكفي الصُراخُ إلى الأبِ باسمِ يسُوع، بل نَحنُ بحاجةٍ للقيامِ بذلكَ بإيمانٍ، ونُصلي لهُ ضمنَ ما تقولهُ كلمتهُ كوعودٍ لنَا. وإذا أردنَا حقاً أن يَسمعنَا، يجبُ علينَا القيامُ بذلكَ بكُلِّ إخلاصٍ. حسناً، إن كلَّ شيءٍ نقوم به بِاستخدامِ اسم الرَّبّ يَجبُ أن يَكونَ بِإصرارٍ كاملٍ على الهَدف. وإن أولئكَ الذينَ يُصلونَ بِلا مُبالاةٍ لنْ يُستجابُ لهُم؛ وأخيراً لنْ تأتي الإجابةُ التي نَرغبُ فيها أبداً بِلامبالاتنا.
يَحتاجُ أولئكَ الذين هُم في المَسيحِ لفهمِ أنهُ هو الشَخصُ الذي يَحفظُنَا (مزمور 121: 5). وإذا ظَهرت لنَا أيةَ مُشكلةٍ - سواء كانت تَجربةٍ أو مُعاناةٍ أو خِيانةٍ - فإن الرّبَّ لا يُفاجئهُ ذلك، لأنهُ يعرفُ كُلَّ شيءٍ. حَتى ورقُ الشَجرِ – من بينِ كُلِّ ما هو مَوجودٌ في العَالمِ – لا يسقط دُونَ عِلمهِ. فهو لن يَسمحُ للشَّيْطان بأن يُرعبنا، ولكنْ كُل ما علينَا فعلهُ أن نَثبتُ لهُ أننا حَقاً نُؤمنُ بهِ.
إن الرَّبَّ يُخلِّصُ دائماً أولئكَ الذين يَدخلونَ مَحضرهُ. وفي الحَقيقةِ، لقد قالَ لنَا يَسُوع أن كُلَّ من يَطلبُ يَجد (متى 7: 8 أ). ولكنْ، هُناكَ الكثيرُ من الأشخاصِ لا يُستجابُ لهُم. فلكي يُستجابُ لنَا، من الضَروري أن تَكون لنَا عِلاقةٌ بالكلمةِ، وليس فقط أن نُصلِّي. لقدْ قال المَسيح لليهود: إلى الآن لمْ تَطلبوا شَيئاً. وفي الوَاقع، رُبما كانَ العديدَ منهُم يَسألون الله عنْ بعضِ الأشياءِ، لكنهُم فَعلوا ذَلك بَعيداً عنْ الحُضور الإلهي (يوحنا 16: 22).
يُنقذ الرَّبُّ العليِّ كُلّ أبنائهُ من الألم عِندمَا يَصرخونَ لهُ. ولذلكَ، يجبُ عَليكَ أن تَهتمَ أكثرَ بِقراءةِ الكتابِ المُقدسِ وسَماعِ الوَعظِ بِالكلمةِ. وعِندما تَشعُر بِزيارةٍ إلهية، وأنكَ حَصلت على رِسالةِ من الرَّبَّ، كُنْ مُستعدًا للاستيلاءِ على البَركةِ التي اعلنهَا لكَ. إن شخصَ القَديرِ - والذي يَستمتعُ بِمُساعدةِ منْ هُم في ضِيق - يَعمل كدواءٍ قويٍ لتدميرِ أي عدوى، ولكنْ لكي يَكونَ فَعالاً، يَجبُ أن يَدخُل إلى أجسادنَا. فَتصرف وفقاً لتوجيهاتِ الكتابِ المُقدس، وسوف تَرى أنه لا يُوجدُ سَببٌ لتعيشَ كالخاسرٍ، لأن الكتابَ المُقدس يُؤكد لنا أنه عِندمَا يَصرخُ النَاس إلى الله، فهو يُخَلِّصُهُمْ مِنْ شَدَائِدِهِمْ .
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز