-
-
" لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ." (مزمور 32: 3)
إنّ أسوأَ خَيارٍ يُمكننَا القيامُ بهِ هو الالتزامُ بِالصّمتِ، عَلى الرُغمِ من تبَكيتِ رُوحِ الرَّبِّ لنا. وفي كُلِّ مرةٍ نَذهبُ فيهَا بِحماسٍ، ونَدخلُ إلى الأرضِ المُحرّمةِ ونَفعلُ أشياءٌ خَاطئةٌ، يَأتي رُوحُ الله الطَيب إلينَا، ويَدِّينُنَا على الخَطيئةِ (يوحنا 16: 8). في تلكَ اللحظةِ، يَجبُ أن نَفتحَ قُلوبنَا لهُ، ونَعترفُ بِالخطأ الذي فَعلناهُ، ونَطلبُ الرَحمةَ الإلهيةِ.
إن الحَقيقةَ البَسِيطةَ المُتمثلةَ في الإدانةِ بِالأخطاءِ التي نَرتكبهَا، تَعني أن هُناكَ رَصيدَ غُفرانٍ بِالنسبةِ لنَا. والآن، فالرَّبّ لا يَعملُ أي شيءٍ عَبثاً، ولكنهُ دائماً لديهِ هَدف، فهو لنْ يُقنعنَا بِأخطائِنا إلا لكي يُذكرنَا بِرحمتهِ بعدَ ذَلك. فالغُفران هو حق لكُلِّ أولئكَ الذينَ أخَطأوا، وهُم مُقتنعين بأن مَا فَعلوه هو شيءٌ لم يَكُنْ ينبغي عليهم أن يفعلوه. فكُلُّ ما علينَا القيامُ بهِ من أجلِ إنجازِ عملِ الله، هو الإقرارُ بأننَا قد اِرتكبنَا خَطيئةَ. وبعد أن يَعترفُ الفرد بِمُخالفتهِ ويَطلبُ الصَفحْ، يُمكنهُ أو يَجبُ عليهِ أن يُصدقَ أنهُ قدْ غُفرَ لهُ.
يرتكبُ أولئكَ الذين يَلتزمونَ بالصمتِ على الرُغمِ من سَماعِهم صَوتِ الرَّبِّ خطأً فادحاً. وفي الواقع، إن التظاهرَ بأنهُم لمْ يَفهموا أو أنهُم لم يَشعروا بِالمسةِ الإلهيةِ هو خطأ كبيرٌ جداً - أولاً لأننا نَحنُ البشر مُوضوعَ مَحبّةِ الله وهوُ لا يُريد أن يَضيعَ أحد. ثانياً، بِسببِ الخَطيئةِ تَنقطعُ الشركةُ مع الأب، وإذا لمْ نَقُم بِالتواصلِ مَعهُ بالاعترافِ بأننا تَجاوزنَا ونَطلبُ منهُ الغُفران، فَسوفَ نَنفصلُ عنهُ إلى الأبد.
إن أولئكَ الذين يَظنونَ أنه بِمرورِ الوقتِ فإن الخَطيئِة التي اِرتكبوهَا سوفَ تَرتفع عنهُم قريباً وتُنسى، هُم يَخدعونَ أنفسهُم. حَسنًا، هُناكَ طِريقة واحدةً ليتم تَطهيرنَا، وهي الاعتِرافِ بِها وطَلبِ الصَفحِ (1 يوحنا ١: ٩). أمَّا التأخر في الاعترافِ للرَّبِّ بالحقيقةِ وطلبِ الرَحمةِ الإلهية، يُفسدُ أروحُنا ويُسببُ لنَا البدءَ في الشَكِ والابتعادِ عنْ الله. وهذا هو مَا يَحدثُ لأولئكَ الذينَ لا يَستخدمونَ النِعمةَ المقدمةَ لهُم في الكلمةِ المُقدسةِ - والتي تَسمحُ لنا بِالدخولِ إلى مَحضرهِ والتَصالُحِ معهُ مرةً واحدةً وعلى كُلِّ شيء. وبَعدهَا سَنكونُ قَادرينَ على المَشي ورَأسُنا مَرفوعٌ. إن الأشخاصَ مِثلَ هَؤلاء ليْس عِندهُم سَلامٌ. فهُم يَشعرونَ بِالضَياعِ، بِالإضافةِ لمَدى الصُعوبةِ التي يَعيشونهَا مُحاولينَ إصلاحَ وضَعهُم. ونَتيجةً لذلكَ، فإن صِحتهُم الجسدية تتعرضُ للخطرِ؛ وتتدهور عِلاقتهم الزَوجية ولا يُمكن أن يَكون لهُم حَياةٌ مُتزنةٌ.
إن الشَيء الوحيدَ الذي يُمكن أن يُنقذ أي شَخصٍ من اللعنةِ، هو الاعترافُ لنوالِ المغفرةِ. ولكنْ دونَ ذَلك سَيزدادُ أنينهُم، وسَتَبلى عِظامُهُم. ومن ثم مَعنوياتهِم ستتدمر، وسَيصبحونَ بلا حَياء، وإذا لمْ يتوقفوا عنْ ارتكابِ الأخطاءِ على الفورِ، سوف يِبدئون في اِرتكابهَا واحداً تِلو الآخر. وأسوأ شيءٍ هو أن الهَيكلُ القديم لهُ القُدرة على الخُضوعِ لهَذا الضَغطِ وسوفَ يَنهار.
إن أولئك الذين يُحافظونَ على الصَمت على خَطاياهم، هُم الوَحيدونَ الذين سَيفقدونَ الكثير، وسوف يَشيخون بِسرعةٍ. لذلكَ، إذا قُمت بِخطيةٍ مَا، يَجبُ أن تفتحَ فمكَ وتتصالح مع الرَّبِّ ومع الشَخصُ الذي أساءتَ إليهِ. وهَكذا، لنْ تَبلي عِظامكَ. ولكنْ بدلاً من ذلكَ، سَيكونُ لهَا المُرونةُ اللازمةُ لمُحاربةِ هَجماتِ إبليس.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز