-
-
" وَعَبَدَ إِسْرَائِيلُ ٱلرَّبَّ كُلَّ أَيَّامِ يَشُوعَ، وَكُلَّ أَيَّامِ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ طَالَتْ أَيَّامُهُمْ بَعْدَ يَشُوعَ وَٱلَّذِينَ عَرَفُوا كُلَّ عَمَلِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي عَمِلَهُ لِإِسْرَائِيلَ". (يشوع 24: 31).
كانتَ الأوقاتُ السّعيدةُ هي تِلك التي كان فِيها الإسرائيليونَ، إلى جَانبِ كونهم مُزارعينَ، ويتمتعونَ بِالسلامِ ويَعيشونَ بِشكل جيدٍ! ولأنهم خَدموا الله القدير، أصَبحوا أكثرَ من مُنتصرين في كُلِّ شيءٍ. واليوم، يَجبُ أن يَتعلمَ المَسيحيون أنهُ من خلالِ عَيْشهِم حياةَ الإيمانِ سَتقودهُم إلى النَصرِ.
إن من السَهلِ مَعرفةُ منْ في وسَطنا لا يَعملُ بالكلمةِ، لأن هَؤلاء الناسِ دَائماً مَا تجدهُم يُواجهونَ المَشاكِل بِاستمرارٍ. وبِالمناسبةِ، يُمكنُ أن يكونَّ الكثيرُ مِنهُم مُتدينونَ للغايةِ، ومع ذَلك، لا يَتبعونَ الوصَايا، وهُم يقودونَ حَياتهم كمّا لو أنهُم ليسوا من الله.
قامَ يَشُوع بمهمتهِ كقائد، وقادَ شعبهُ ليحيَا مِلءَ بَركاتِ الله. وهَذا يَجبُ أن يَكونَ دَورُ كُلِّ شخصٍ يُمارسُ القيادةَ. ولكنْ، عِندمَا تكونُ الرعيةُ كَبيرةٌ، في كثيرٍ من الأحيانِ الرُعاة لا يَعطوا اِهتماماً لحَقيقةِ أن السَعادة تَأتي لشَعبهم من خِلالِ مَا يَقولونهُ أو يَفعلونهُ. حَسنًا، وعلى رِجالِ الله أن يَعيشوا عندَ قدمي السَيدِ، لأنهُم بهذهِ الطريقةِ سَيحصلونَ لشَعبهم على فهمِ الخطةِ الإلهيةِ، وبِالتالي سَيقودونهُم للحُصول على الحَياة الأفضل التي قدمهَا لنَا يَسُوع (يوحنا 10: 10).
مَا فعلهُ خَليفةُ مُوسى لإسرائيلَ لمْ يَكُنْ مَنفعةٌ كبيرةٌ فحسب، بل قَام أيضاً بِتعليمِ جَميعِ الشيوخِ الذينَ سَيخلفونهُ كيفَ يُكملونَ في نَفسِ الطريقِ. ولا يَجبُ علينا أن نُفكر فقط في رَفاهية جَيلنَا، ولكنْ يَجبُ علينَا أيضاً تدريبَ القادةِ الذينَ سَيخلفوننَا في الخِدمةِ على النحوِ الذي سَيستمرُ عليهِ الناس بَعد رَحيلنا، لكي يَتمتعوا بِبركاتِ الآبِ. ويَحتاجُ هؤلاءِ القادةِ إلى رُؤيةِ الخيرِ الذي يَفعلهُ الرَّبُّ لشَعبهِ عِندمَا يَتم تَعليمهُم بِشكلٍ صَحيح. وبِذلكَ، بِالإضافةِ إلى مُساعدتهم لشعبِ الرَّبِّ في الوقتِ الحَاضرِ، سَيكونون قَادةً لمُواصلةِ عملِ الله. ويجبُ علينَا دائماً أن نُفكرَ في الأجيالِ القَادمةِ ونُقدمُ الأفضلَ لهُم.
إن كُلَّ مسيحي مَدعوا ليَكونَ شَاهداً عنْ يسُوع. ومنْ يَشهدُ عنهُ سوفَ يَكونُ حقاً خَادماً لهُ، ويَعيشُ بعيداً عنْ الخطيئةِ ويَتمتعُ بالسلطانِ الذي من فوق. إن دَعوتنَا العُظمة هي أن نَحصُل على الحَياة الأفضلِ التي جَلبهَا لنا المَسيح - والتي تَشملُ، من بينَ الكثيرِ من البَركاتِ، الشَفاءَ والازدهارَ والزَواجُ النَاجحُ. ومن خِلالِ العَيشِ وتَعلُم الحَقيقةِ نَحنُ نَخدمُ الرَّبَّ.
من بَينِ الدُروس الجَيدة العَديدةِ التي يُمكن أن نَستخلصهَا من الآيةِ أعلاه، أنهُ يَجب أن نَنجح في كُلَّ أعَمالنَا. ويَجبُ علينَا ألا نَعيشَ بِأنفسنَا، ونُفكر في الوقتِ الحَاضرِ فقط، بل في الأجيالِ القَادمةِ، حَتى يَتمكنوا من الاستمتاعِ بِكل مَا تعلمناهُ وطَبقناهُ في حَياتنا، ويَجبُ أن يُصبحَ هَذا رِسالةٌ مقروءة، ليَتمكنَّ أولئك الذينَ يخدمونَ الله في المستقبلِ من تنفيذهَا بِنجاح. أو بِعبارةٍ أخرى يَجبُ عَلينا تَركُ دَربٍ مُباركٍ في مَسيرتِنا!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز