-
-
" فَلِذَلِكَ إِذْ أَرَادَ ٱللهُ أَنْ يُظْهِرَ أَكْثَرَ كَثِيرًا لِوَرَثَةِ ٱلْمَوْعِدِ عَدَمَ تَغَيُّرِ قَضَائِهِ، تَوَسَّطَ بِقَسَمٍ" (عبرانيين 6: 17).
يؤكِّدُ لنَا الرَّبُّ دائماً على حَقيقةِ أنهُ لا يَتغيَّرُ أبداً، وذَلك يعنى أنّ ثَباتهُ لهُ أهميةٌ قُصوى. ولكنْ، وَاحدة من أكبرِ الضَرباتِ التي يَحاولُ الشَّيْطان إقناعنا بها، وهي أنّ الإرادةُ الإلهيةُ قد تغيّرت، وليْست هي نَفسُها وأنّ الله لديهِ خطط أُخرى لحَياتنَا الآن. ونَتيجةُ لذلك، يَسرقُ مِنا الشَّيْطان الكثير من المُعجزات التي من حَقنَا الاستمتاعُ بهَا. يَسعى إلى أبَعاد أنظارنَا عنْ القوة الإلهية، وذَلك من أجل تَدميرنَا.
إن الرَّبِّ لا يُريدُ لورثةِ الوعودِ أن يَكونَ لهُم نفسُ نوعِ الحَياةِ، التي يَعيشُها أولئك الذينَ لمْ يقبلوا خِطة الله من أجلِ خَلاصهِم. وتَجدهُم يَتعرضون للقمع بِاستمرار من قبل قوى الظَلام، ويَئنونَ تحت يَد العدوُّ الثقيلة. يَجبُ أن يَتذكرُ ورثة العليِّ الوعد الذي أخذوهُ في المَاضي من الرَّبَّ. ودَعونا نَقولها بِشكلٍ عَابر، هَذا القسم لم يَكُنْ ضَروريًا. ولكنْ من أجلِ ثباتِ من هُم في الرَّبّ وعدمَ تَسربِ أيةَ شُكوك لقلبِ أي شَخصِ، أكدَ الرَّبُّ ذلك بِقَسَمٍ.
إن وَريثَ الوعدِ هو الذي يَقبلُ يَسوعَ كربٍ ومُخلِّصٍ لحياتهِ، والشخصُ الذي يُعطي المَسيح السَيادةَ على كُلِّ الأشياءِ التي يَملكهَا وعلى خِططهِ ومن يَفعلُ المشيئةُ الإلهيةُ. وهَكذا، فَكُلُ الوعودِ التي في العَهدِ القديمِ، والتي أقامهَا الله العليِّ معَ إبراهيم أصَبحت هي أيضاً لنا. ويَجبُ على جَميعِ خُدام الله أن يُلاحظوا مَا وعدَ الله بهِ ذلك البَطريرك - وأيضاً تِكرارا الوعدِ لكُلِّ من يُؤمن بهِ – وبالإيمانِ تتحققُ كلُّ الوعودِ التي في الكلمةِ.
وكمَا قُلت من قبل، لمْ يَكن هُناكَ حَاجةٌ لأن يَقسمَ الله، ولكنهُ فعلَ ذلك من أجلِ ازاحةِ أيةِ شُكوكٍ حَول ثَباتهِ. ويَنبغي على كُلِّ مسيحي أن يَضع هَذا في ذِهنهِ، وأن يَقف صَامداً في أي مَوقف يَتعرض لهُ، ويَطلب بِاسم يسُوع، مَا هو لهُ في العَهد المُوقع عَليهِ بِدمهِ. والذي يعمل بِما يَقولهُ الكتاب المُقدس، يعلمُ أنهُ في المَسيح يُوجدُ كُلُّ الكفايةِ. في الواقعِ، جَميع البَركاتِ الرُّوحية هي لنَا. ولذلك، فإن كلَّ ما تَحتاجُ إليهِ الآن أو رُبما تَحتاجُ إليهِ في المُستقبلِ قدْ تم مَنحُك إياهُ بالفعلِ. ويُمكنك أن تطمئن إلى أن أمانةَ الرَّبِّ حَقيقيةٌ ولم يفشلُ أبداً في الوفاءِ بأي وعد من وعُودهِ!
وَاجبنَا أن نَبحث عنْ الله، الذي يُمكننا أن نَعثر عَليهِ في كلمتهِ. ومن خَلالهَا، يُمكننا اكتشافُ كُلّ ما قام بهِ المَسيحُ نِيابةً عنا، ونتعلمُ كيفيةِ الاستيلاءِ على مَا هو لنَا فِعلاً في يَسُوع. وبالتالي، فَنحنُ لسَنا بِحاجةٍ لأن نَيأس أو أن نَنسى الوُعود أو نُصلي بِكثرةٍ ليُعطينا الرَّبّ مَا نحتاجُ إليهِ؛ فبعدَ كُلذِ شيءٍ، نَحنُ نملكُ بالفعلِ كُلَّ شيء. أيها الإخوةِ ، لأننَا نَعرفَ أنهُ لنْ يتغيَر أبداً وسَيُحقق دَائمًا مَا وعدَ بهِ، يَجبُ أن نكونَ في ملءِ البرَكةِ دائماً!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز