-
-
فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيُّ جِهَادٍ لِي لأَجْلِكُمْ، وَلأَجْلِ الَّذِينَ فِي لاَوُدِكِيَّةَ، وَجَمِيعِ الَّذِينَ لَمْ يَرَوْا وَجْهِي فِي الْجَسَدِ، كولوسي 1:2
كانَ بولس الرّسول رجلاً لديهِ معرفة روحيّة جيّدة جداً، ولذلك أُعطِيَ شوكة في الجسَد من ملاك الشّيطان لئلا يرتفع، كانَ يعلم أنّه يجب أن يثابر بالصّلاة من أجلِ إخوته في الإيمان، فهذا من أحَد الأسرار التي تجعَلنا منتصِرين، ويجِب ألّا نترك أولئكَ الذين دعَاهم الرّبّ دونَ صلاة .
اخْتُطِفَ بولس إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا ( 2 كورنثوس 1:12-5) . لذلك كانَ عليهِ أن يدفَع ثمَناً باهظاً، لكن الدروس التي نتعلّمها من بولس ذو قيمَة عظيمة، وهناك بعضها يكمُن بين السّطور كالتي كتبَها عن الجّهاد من أجلِ النفوس التي نكسبها للرّب، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر.
الفشل في تتميم هذه الخِدمة هو أحد أسباب ابتعاد كثيرين عن الرّبّ يسوع، ألا توافقونني؟ يُنكِرون الحقيقة، التي في كلِمة الله، ويخالِفون مبادئ وتعاليم الإنجيل، فالتعليم بالكلِمة غير كافٍ، إنّما كمسيحيين علينا أن نثابِر ونُجاهد بالصّلاة من أجلِ الذين أعطاهم لنا الرب كأولادٍ بالإيمان، فعلينا أنْ نعتني بِهم، من خلالِ قضاء وقت بالصّلاة من أجلِهم، فصلاتنا ستجعَل الكثيرين منهم يتغلّبون على التّجارب، ولن يفرَح إبليس عندما يرى الأشخاص يقتربون من الرّبّ، ويُحاول جاهداً أن يُبعدهم عن الطّريق الصّحيح. لكن صلاتنا من أجلهم تجعلهم أقوياء وحُكماء في الإيمان.
فكلّ شخص يشعُر بالسّعادة إنْ علم أنّ هناك من يهتَم بِه، وأنّ أخاً مؤمناً يصلّي من أجلِه، كي يتقوّى بالإيمان، فلِمَ لا نفعل ذلك مع الذين يعاندوننا؟ فواجبنا أن نصلّي من أجلهم، وكذلك من أجل الذين انضمّوا للعائلة الإلهيّة أيضاً.
فحبّذا لو تمضي بعضاً من الوقت في الصّلاة من أجل الأخوة بمحبّة، وشاركهم إيمانك لأنّ من يُعطِي يُعطَى، والحق هو أنّ الرّب سيكافئنا على كلّ ما نُشاركه مع الآخرين (متى 42:10) .
محبّتي لكُم في المسيح
د.ر.ر.سوارز