-
-
" وَهَؤُلَاءِ هُمُ ٱلَّذِينَ عَلَى ٱلطَّرِيقِ: حَيْثُ تُزْرَعُ ٱلْكَلِمَةُ، وَحِينَمَا يَسْمَعُونَ يَأْتِي ٱلشَّيْطَانُ لِلْوَقْتِ وَيَنْزِعُ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْمَزْرُوعَةَ فِي قُلُوبِهِمْ." (مرقس 4:15)
إنَّ أولئكَ الذينَ لا يرتبطون بَالرَّبِّ من كُلِّ قلوبهم، يَرتكبون خطأً فادحاً، لأنهُم يقفونَ على جَانب الطريق - بدلاً من أن يكونوا في وسَطِ الطريقِ – وهَذا يَؤدي بِهم إلى خسارةٍ كَبيرةٍ. وعلى الرُغم من أن كَلمةِ الله قدْ زُرعت في قلوبِ هَؤلاءِ الأشخاصِ، إلا أنهُ لنْ يُساعدهم شيء، لأن الشرِّير سيأتي ويَنزعهَا. يا إخوتي، لقدْ قارنَ يسُوع مثل هَذا الضرر بِبذرةٍ تُزرعُ على جَانبِ الطريق حَيثُ الأرضُ غيرَ صالحةٌ للزراعةِ، لأن كلَّ من يَمرونَ في نِهايةَ المَطافِ يتجهون إليهَا، مِما يجعلهَا صَعبة وتفتقر إلى المواد الغذائيةِ اللازمةِ لتنمو وتُنتجَ ثمر.
يسُوع هُو الطريق (يوحنا 14: 6). وهَذا يَعني أن الوحي الإلهي – هو الذي يُساعدُ الجماعةَ كلها على النهوضِ في الإيمانِ والاستيلاءِ على بَركتهم – ولكنهُ لنْ يكونَّ قادراً على فعلِ الكثيرِ لأولئكَ الذين يَحضرون خَدماتِ الكنيسةِ ولكنهم ليسوا في المسيحِ. الزارعُ - أي الرُّوحً القُدس - ليزرع البذور في المَكانِ المُناسبِ، وهو القلب. ولكن، إذا كانَ القلبُ لا يوفي الشُروط اللازمةَ، يأتي الشَّيْطانُ ويحصدُ ما زرع فيهِ. ويمكنُ دائماً أن نرى نَتيجةَ ذلك في الاجتماعاتِ: الناسُ الذين لا يفعلونَ الخيرَ أبداً، والذين لا يَزدهرون ولا يَثمروا أبداً لمَملكة الله.
يعتقدُ البعضُ أنهُم قد تم رَفضهُم، لكنهُم في الواقع هُم الذين يَرفضونَ النصيحةَ الإلهية. فَقط أولئك الذينَ يقبلون يَسوع كمخلصٍ لحياتهم يُمكنُ أن يَحصلوا على القوة ليصبحُوا أبناء الله؛ أما الآخرين يَخدعون أنفسهُم تمامًا. وأولئك الذين يَسعون إلى الإرشادِ الإلهي ويَفعلون مَا يَلزم لتنفيذهَا، هُم الذين سَيصبحون مُثمرين في الإيمانِ. فليس هُناك سِحرٌ في عملَ الرَّبِّ: إذا لمْ يَكُنْ أحد يَخدمهُ حقًا، فلنْ يحصل على ما هو لهُ بشكلٍ صحيحٍ. ذلك مُحزن ولكنها الحَقيقةُ.
العليِّ لن يقولَ لنا ذَلك إذا لمْ يَكنْ صَحيحًا - وهو يُفسر سَبب حُضور العديدِ من الناس دَائمًا لبيتِ الرَّبِّ، لكنهُم لا يتخلصون من المُعاناةِ. وتَحدثُ لهُم الكثير من الأشياءِ السيئةِ. والمُحزنِ أن قُلوبهُم مُغلقةٌ، ولا يَتعلمون أبدًا اِحترام كلامِ الرَّبِّ. لكنْ من يُريد حَقا أن يَحصُل عليه سَيرى أنهُ سهلٌ جِداً. الرابحون في الإيمانِ هُم أناسٌ تعلموا كيفَ يَخدمون الله. لهَذا السبب لا يَستطيع العدوُّ إلحاقَ الهزيمةِ بهم. للأسف، هُناك العديدَ من الأفرادِ الذين لدَيهم أفكارٌ مُسبقةٌ عن عمل الرَّبِّ؛ هم يعرفون كُلَّ شيءٍ، لكنهُم لا يَستطيعون أبداً التخلّص من هَجماتِ الشرِّير.
يَجب أن لا نَتشبه بهذا النَوعِ من الناسِ. إن الشَّيْطانَ لا يَتوقف عنْ أداءِ مُهمته من السَرقة والقتلِ والتدميرِ (يوحنا 10: 10 أ)، وسوف يَفعل أي شيء لكي لا تُحقق مَا خَططهُ الله من أجلِ حياتك. وبِدون نَجاحك، سَيكونُ العالمُ أكثرَ حُزناً وسَيعاني الناس أكثر، لذا اِتخذ القرار المُناسب بأن تَكونَ أرضُك جَيدةً، وسَتعثُر على البَركة المَطلوبةَ لإنتاج مَا يريدهُ الرَّبّ. الزارعُ لا يرتكبُ أخطاءً أبداً؛ يَزرعُ البذرةَ في قَلبك وإذا لم يَنبت، فَإن الخَطأ سَيكونُ خَطأُكَ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز