-
-
" لَمْ تَكُنْ لِي رَاحَةٌ فِي رُوحِي، لِأَنِّي لَمْ أَجِدْ تِيطُسَ أَخِي. لَكِنْ وَدَّعْتُهُمْ فَخَرَجْتُ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ.". (2كورنثوس 2: 13)
شعرَ الرسُول بُولس بِعدمِ الارتياحِ، بسببِ أخٍ لهُ في المَسيح، حتى أنهُ تركَ تِرواس حَيثُ فتحَ لهُ الرَّبُّ باباً، وذَهبَ من هُناك إلى مَقدونيا. لكنْ لمَاذا شعرَ بِذلك؟ هل كان تِيطُس أكثرَ أهميةٍ من البابِ المفتوحِ أمامهُ؟ أم أنّ الله نفسه هو الذي كانَ يُوجههُ؟ وإذا كان كذلكَ، فَلماذا بعدَ أن فتحَ الرَّبُّ البَاب أمامَ بُولس، سَمح بأن يَكون قلقاً للغايةِ في روحهِ لدرجةِ مُغادرةِ ذلك المَكان؟
لقد مدحَ بُولس بعدَ ذلك الرَّبّ وقال إنهُ يَقودُ خدامهُ دَائماً للنَصر (الآية 14). أخي، اِتبع إرشاداتِ الله وسَوف ترى أن الرَّبَّ يفتحُ الأبوابَ لك للعملِ في كُلِّ المجالات. ربما يَكونُ عدمُ راحةِ رُوحك، يَعملُ في اِتجاهِ عمل الرَّبَّ. لأنهُ في كثيرٍ من الأحيانِ يأتي الانزعاجُ لكي نَتمكّن من مَعرفةِ المكانِ الصّحيحِ الذي عُين لنّا ويجبُ أن نَكونَ فيهِ.
وبِتلك التَجربةُ، لمْ يَعُدْ بُولس كمَا كان، وفي مَدينةِ فِليبي خرجَ الرسُول ومَجموعته إِلَى خَارِجِ ٱلْمَدِينَةِ عِنْدَ نَهْرٍ، حَيْثُ جَرَتِ ٱلْعَادَةُ أَنْ تَكُونَ صَلَاةٌ. وبَينما كانوا يَسيرونَ في طريقهِم، قَابلتهم جَاريةٌ، وكانت عليها رُوحُ عِرافةٍ، وبالرُغمِ من أن الأرواَح الشرِّيرةَ كانت تَسكُنها، إلا أنها أعَلنت أنهُم عبيدُ الرَّبِّ العليِّ. وفي يومٍ من الأيامِ أمتلئَ بُولسَ بقوَّةٍ بِروحِ الرَّبِّ، وأمرَ الشَّيْطان أن يَترُك تِلك الفَتاة في اِسم يَسُوع (أعمال 16: 16-18). وهذه إحدى الطُرق التي يَستخدمها الرَّبّ معَ شَعبهِ. فيحدثُ أحياناً أن نَشعُر بالضيقِ مِنْ ( مَع؟) شَخصٍ نَراهُ لأولِ مرةٍ - أو نَعرفه مُنذُ زمنٍ طويلٍ – ولكنهُ واقعٌ تحَت سَيطرةِ الشَهوةِ. وعِندما يَحدثُ مَعنا هذا، يَجبُ أن نَتبع التَوجيهَ الإلهي، ونُعامل ذَلك الشَخص مِثلمَا يَقولُ الرَّبُّ لنَا: ففي بَعضِ الحالاتِ، يُريدنَا أن نُصلِّي، وفي حَالاتٍ أخرى يُريدُ منا أن نُبشرهُ بالكلمةِ.
يُعطينا الله دَائماً الرَاحة. ولكن، في بعضِ الأحيانِ يُمكنُ أن يَقودنَا إلى القليلِ من عَدمِ الارتياحِ الرُّوحي. وعِندما يَحدثُ هَذا، كُلُّ ما عَلينا فِعلهُ هو تَحقيقُ مشيئتهِ. لقد حَدث عام 1980 زِلزالٌ رَهيبٌ في مَكسيكو سِيتي، والذي تَسببَ في وفاةِ المِئاتِ من النَاس. ولقدْ قال العَديدُ من المَسيحيين في ذَلكَ الوقت، إنهم فَجأةً شعروا بِعدمِ الراحةِ وغَادروا مَنازلهُم، مُتدفقين في الشَوارعِ. ومُباشرةً بعد ذَلك كان هُناك الزِلزال واِنهارت المَباني. قد يكون الآخرون شعروا بنفسِ الإحساسِ، ولكنهُم لمْ يُصدقوا أنهُ شئٌ مُختلف، ظلوا في امكانِهم، ونَتيجةُ ذَلك لمْ يَعودوا هُنا مَعنا، ليُخبروننا بِما حدثَ لهُم.
أفعل مَشيئةَ الرَّبِّ يا اخي. لقدْ شَهِد العديدُ من الرُعاةِ المؤمنين على الطريقةِ التي تَعامل بها الله مَعهُم، لكي يَبدئوا في العملِ. ورَفض البَعضُ اللمسةَ الإلهيةَ لأشهُرٍ، ولكنْ عندَما قرروا إطاعتَها، حصلوا على البَركات التي كانوا يُصلُّون من أجلهَا لسَنواتٍ عديدةٍ! الله لنْ يَقول لك شيئاً غيرَ ضَروريٍ أبداً؛ وأخيراً، إن كُلَّ ما يكشفه لنا الله لهُ هدفٌ أبدي. لذلكَ لا تحتقر كَلمةَ الله ، لأنّ من يَتصرفَ بِهذهِ الطريقةِ سوف يَهلك!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز