-
-
" وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ ٱللهِ ٱلَّذِي يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلَا يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ". (يعقوب 1: 5)
تُزوّدنَا هَذهِ الآيةُ بالوصفةِ التي نَستعملهَا لكُلّ مَا نَفتقدهُ في حَياتنَا. ومَع ذَلك، بِما أنّ الرَّبَّ أعَطنَا التَوجيه - والرُّوحُ القُدس لنْ يقولَ لنَا أبداً أي شيءٍ يتعارضُ مع الواقعِ المُطلق - فَلا يُوجدُ أي سَبيلٌ للفشل. وهَكذا كانَ خُدامُ الرَّبِّ الذين يُطلق عَليهم أبطالُ الإيمانِ، يَحصلونَ على جَوابٌ من السَماءِ من أجلِ حَاجاتِهم (عبرانيين 11).
يَتحدثُ هَذا المقطع من كِتابِ يَعقوب عنْ الحِكمةِ في الكتابِ المُقدس - والتي حَسبَ الوصفِ، نَفهم أنهَا نُموذجٌ لأي غَرضٍ أخرى نُريد أن نُحققهَا - لتحقيقِ الشِفاء الإلهي أو الرخَاء أو أي بَركةٍ أُخرى. أعلم أنك عِندمَا تُدرك أنكَ تفتقر إلى شَيء وتَتعلم من كَلمةِ الله إن مَا تَحتاجُ إليهِ قدْ وعَدك بهِ، عِندئذٍ يُمكنُك المُطالبةُ بهِ. والآية تَتحدثُ عنْ شَخصٍ مُحتاجٌ إلى شيءٍ مَا، ومِما لا شكَ فيهِ أنه يَمكن أن يَكونُ أنتَ، أو أي شَخصٍ أخرٍ يَحتاجُ أن يَتعلم مَا يَعنيهُ أن يَسألُ عنْ شيءٍ في المَعنى الإنْجيلي.
لقدْ تَعلمَ شَعبي على مَدى واسع، إن الصُراخ التي يُشير إليهَا الكِتاب المُقدس، أكبرَ بِكثيرٍ مما نَفهمهُ على أنهُ طلب؛ فهوَ يَعني الاستِيلاءَ، والتَمتُع بالبركةِ التي نُريدهَا. وعِندمَا يَكون لدينَا هَذا الفَهم من الكلمةِ، نَحصُل على النَصر - أو حَصلنَا عَليهِ بالفعلِ.
دَعونا نَرى كيفَ حَصلَ أحدَ إخوتنَا في العَهدِ القَديم على النَصرِ: فعندمَا سلمَ الله ٱلْأَمُورِيُّونَ في يدِ بني إسرائيل، ورأى يَشُوع أن اليَوم قَاربَ من نِهايتهِ، صلَّى إلى الله، ثم أمرَ الشَمس بِالوقفِ على جِبْعُونَ والقمر فوق وادي أَيَّلُونَ (يشوع 12:10). وهَذا الشَيء أكثر مِن أنه طَلبَ من الرَّبِّ أن يَفعل شَيئاً. لأنهُ كانَ على يَقين من أن الله سُبحانهُ، سَيفعلُ ما كانَ يَشعُر بهِ في قَلبهِ، وتكلمَ يَشُوع بأن يَتم ذَلك. وهَذا هو الطريق للتَقدم! فَالطلب هو أكثرُ من التَسول من أجلِ شيءٍ مُعينٍ أعلنهُ الرَّبَّ بالفعلِ لنا. وكمَا يَقول الكِتاب المُقدس أننا قدْ شُفينا بِالفعل بِجلداتِ يَسُوع (إشعياء 53: 4-5)، ونحنُ نَقدر - ويَجبُ عَلينَا - أن نَأمر كُلّ مَرض أن يَرحلَ بِمُجردِ أن يَبدأ بِضربنَا.
أنهُ لبركةٌ كبيرةٌ عندما نكتشفَ ما تعلنهُ الكلمةُ لنَا. فليس صَحيحاً أن البَركات سَتأتي وفقاً لمدى جَدارتنَا أو اِستحقاقنَا؛ ولكنَّ أبانَا يَمنحهَا حُريةِ الحَركةِ عِندمَا نَطلُب مَا هو لنَا في الكتابِ المُقدسِ بالإيمانِ. وإذا كانَ الله إنسان، فقد يَتفاوض مَعنَا من أجلِ بَركتهِ، ووفقاً لمَا نَفعلهُ من أجلهِ. لكنهُ هو الله، وبَالتالي فهو مَثالي وكامل – وهُو ليْس في مَشروعَ عَملٍ مَعنَا.
عِندمَا تَتصرف بِالإيمان، سَتحصُل على مَا تُريد. ونُقطة البِدايةِ هي أن تَفهم ما تقولهُ الكلمةُ أنه يَخُصكَ بالفعلِ. وإلى جَانبِ ذَلك، فَطالمَا أنك تَركتَ الخَطيئة، فكُن على يقين بأن الرَّبّ لنْ يُعيرك أبداً بِماضيكَ. وأخيراً، بِغضِ النظرِ عنْ الوقتِ الذي ارتكبت فيهِ الخَطيئة في المَاضي أو الحَاضر، إذا لمْ تَعترف بِتجاوزاتك، ولا تَسأل الله الغُفران، فإنّ هذهِ الخطيةِ سَتظل قَائمةٌ، كمَا لو أنكَ قدْ فعلتهَا الليلة المَاضية. لذلكَ، نفِّذ الشُروط وتأكد من أنكَ سَتتلقى الاستجابةِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز