-
-
" صَلَّيْنَا إِلَى إِلَهِنَا وَأَقَمْنَا حُرَّاسًا ضِدَّهُمْ نَهَارًا وَلَيْلًا بِسَبَبِهِمْ." (نحميا 4: 9)
كانَ الله قدْ دعَا نَحميا لإعادةِ بِناءِ أورشاليم، ومن أجلِ تَحقيقِ مَا أسندهُ الرَّبُّ إليهِ كرسالةٍ، تَلقى خَادمُ الله الإذنَ من مَلكِ فَارسَ أَرْتَحْشَشْتَا، الذي كانَ يحكمُ العَالم في ذَلك الوقتِ.
أولئك الذينَ يَتلقونَ التوجيهَ من الرَّبِّ للقيام بشيءٍ مَا، يجبُ أن يكونوا مُدركين أن العدوُّ سوف يستخدمُ أشخاصًا آخرينَ ليَجعلهُم يَتخلون عنْ فعلِ مَا أمروا بهِ. فكُن حذراً، لأن الرَّبَّ يقولُ انهُ لا يُسر بالمُتخاذلين!
بدأ بَعضُ الأشخاصِ الذين اِستخدمهُم الشَّيْطان، بِمنعِ نَحميا من القيامِ بِعملهِ، وأخذوا يُهددونهُ ليتوقفَ عنْ العَمل. وصلَّى إلى الله وطلبَ العَدالةُ الإلهية. ونتيجةً لذلك حصلَ على السلام واستأنفَ العَملَ. فعندمَا لا نَستسلمُ للعدوِّ، يَبدأ في اِضطهادنَا من جَديدٍ ويستمرُ في هَجماتهِ في كُلِّ وقتٍ. فماذا يجبُ ان نفعل؟
لقد صلَّى نَحميا إلى الرَّبِّ مرةً أخرى. لكنْ هذهِ المرة كان الأمرُ مُختلفاً، لأنهُ شعر بما يجبُ عليهِ فعلهُ، وسرعانَ ما بَداء في تَنفيذِ الأمر الإلهي: وضَع حِراسةً ضِدهُم ليلاً ونَهاراً. وقد يبدو هَذا شَيئًا بَسيطًا، ولكنْ لا يُمكنُ تنفيذَ أي أمرٍ إلا إذا جاء من الله، لأننا خُدامهُ وهو صَاحبُ العَمل، وتوجيهاتهُ مهمةٌ جداً. حسناً، إن الرَّبَّ يعلمُ ما يُخطط له العدوُّ، ومقدار القوَّة التي يَستخدمها وكميةِ الأذى الذي قدْ يُسببهُ لنا. لذلك، فمن الأفضلِ الالتزامُ بما يَأمرنا بهِ الله دَائماً. فالنبي نَحميا لمْ يُصلِّي إلى الرب من فراغٍ، ولكنهُ بالرغم من التهديداتِ المُستمرةِ وغيرها من الحَوادثِ المُؤسفةِ، اِستمرَ في العملِ، حَاسماً قرارهُ في ذلك.
نحنُ عندمَا نَتلقى رِسالة من الله، لسنا بِحاجةِ لأن نُصلي، ولكنْ عَلينا أن نُبقي آذاننا مَفتوحةٌ لمَا يقولهُ لنا. أنا لا أقول أن نحميا توقف عن الصُراخِ إلى الرَّبّ. ولا يَجب أن نَتوقف نحنْ عنْ الصُراخ - فهو طريقةٌ مُمتازةٌ ليَعرف الله طَلباتنَا. ولكنْ، لا نَحتاجُ للصلَّاة والصُراخ من أجلِ ما كشفهُ لنَا. فبعدَ أن تتلقي الإعلان من فوق، كُلُّ ما عليك القيامُ بهِ هو الوثوقُ فيما قال لكَ الرَّبُّ أنهُ سيحدثُ. وإذا واصلنا طلبَ المُساعدةِ منهُ، لأجل بَعضِ الحَقائقِ الجَديدةِ التي رُبما قد أدت إلى صُعوبةِ الوضعِ، يُمكنُ أن يَظهر ذَلك على أنهُ شكٌ في أن الخِطة الإلهية لنْ تنجح.
لقد طلبَ يَشوع من الله التوجيه حول مَا يجبُ عليه فِعلهُ بشأنِ المُلوكِ الذين كانوا يُهاجمونَ أَهْلُ جِبْعُونَ، وتلقى التوجيهَ الإلهي بشأنِ ذَلك، وقامَ بتنفيذهِ. وبدا الأمر صَعبٌ في تنفيذهِ، لأنهُ سيضطرُ إلى أمرِ الشمسِ أن تَقفَ على جِبْعُونَ والقمرَ في وادي أَيَّلُونَ (يشوع 10:12)، ولكنهُ أطاعَ أوامرَ الله وتَوقفت المَنظومةُ الشمسيةُ. ومِثلُ يَشوع سَيكون لديكَ السُلطان، إذا كانَ نظامُك قائماً على مَا تقولهُ كلمةُ الرَّبِّ.!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز