-
-
"فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ ٱجْتَازَ ٱلسَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ٱبْنُ ٱللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِٱلْإِقْرَارِ. (عبرانيين 4: 14)
لأجلِ الرَّبِّ يسُوع - لِما لهُ من صِفات، ومنْ هو، ومَا فعله، ويَفعلهُ وسَيفعلهُ لنا – لقد أعطي الكثيرَ من الألقابِ. واليوم، نَحنُ نعتبرهُ رئيسُ كهنتنَا. وعِندما أعطي هَذا اللقب، لكي يَعرف النَاس مَا يُمثلهُ لهُم بالضبط بِهذا اللقب. إنهُ الشخصُ الذي لهُ السُلطةُ العُلية على وجهِ الأرضِ، لأنهُ كان الشخصَ المسؤولَ عنْ تنفيذِ عملِ الله. ومن خِلالِ خِدمتهِ بينَ البشرِ، كان لديه أيضاً القدرة على اتخاذِ القراراتِ المُتعلقةِ بالقضايا التي تنشأ بين النَاس. فهو فقط الجديرُ باحتلالِ هَذا المَكان الذي كان من ضمن خِطةِ الله، وحَقيقةُ أن يَسوعَ أصبحَ رئيسُ كهنتنَا هو شيءٌ عظيمٌ جداً.
يجبُ علينا ألا ننسى أنهُ أيضاً ابنُ الله. لذا، فإلى جَانب كونه الشَخص الذي يُمثلُ العليِّ في وسَطنا، ويأخذُ طَلباتنَا إلى الآبِ، وأيضاً فالمسيح هو الوَريث، خَليفةُ الأب. وفيه نحنُ أيضاً جعلنا ورثةٌ لله. وفي الواقعِ، هو الكُلّ في الكُلّ بالنسبةِ لنا. وقبل أن يَتجسد، هو كان كلمةُ الله التي خلقَ بها كُلَّ شيءٍ (يوحنا 1: 1)، لذلك فمن المُستحيلِ بالنسبة لنا أن نَفهم قُدرتهِ. ولأنهُ واحدٌ معهُ، فهو صورةُ الأب الغيرِ مَنظور. ولذلك، فمعهُ نحنُ نستطيعُ كلَّ شيءٍ.
كانت ولادةُ السيدِ المَسيح مُختلفةٌ عن ولادتِنا، لأنهُ لمْ يولد من زَرع بَشرٍ. وخلالَ الوقت الذي كانَ فيهِ على الأرضِ لمْ يرتكب أيةَ خطيئةٍ. بالرُغم من أن الشَّيْطان حاول تَجربتهُ بشتى الطُرق، ولكنهُ لم يكُنْ لهُ فيه شيءٌ، وفي كُلِّ مرةٍ كانَ يُجربهُ، كان يُهزم.
لقد ذهبَ يسُوع إلى الصَليب ليَحلّ مَحلنا، ومن خِلال موتهِ دَفع ثمن فِدائنَا. ونزلَ إلى الجحيمِ، وهَزم الشَّيْطانَ، وأخذ مِنهُ مفاتيحَ الهَاوية والمَوت (رؤيا 18:1). وبقيامتهِ تبرَّرنَا. واليوم كُلُّ أولئك الذين يُؤمنون بهِ هُم أحرارٌ من كُلِّ أعمالِ الجحيم. ونحنُ الآن ننتظرُ اليوم الذي سَيأتي فيهِ ليأخذنَا إلى السماء.
ولأننا نَعيشُ في هَذا العالم المليءِ بالإغراءاتِ والفِخاخِ التي يَضعهَا العدوُّ، من المُهم أن نَعترفَ بَإيماننا. ولا يَجبُ علينا فقط أن نقول بأننا بهِ قدْ خُلقنا، وسنظل معهُ هُنا على الأرضِ وطوالَ الأبدية. ولكنْ، علينا أن نَفعل هَذه الأشياءِ بحزمٍ وإشهارٍ للإيمانِ. من الواضحِ أن العدوُّ سيُحاولُ أبعادنا عنْ اخذِ مكاننا الذي وضَعنا فيهِ. لذا، إذا ثبتنا في الاعترافِ ولم نَتراجع، سَيُمثلنا رَئيسُ كهنتنَا أمامَ الآب. ونَتيجةٌ لذلك، لنْ يتمكنَ الشَّيْطان من أن يُفقدنا إيماننَا بمن هُم نحنُ وما يُمكننا القيامُ بهِ.
يَجبُ أن نأخذَ الإرشاداتِ التي تُقدمها لنا الكلمةُ بجديةٍ. ولذلك ضعْ في اعتباركَ أن من وَاجبك أن تصمُد مُعترفا بما يقولهُ لك الله أنك في المَسيح. ولا تدعْ الإحباطَ يُسيطرُ عليك بأي شكلٍ من الأشكالِ. فكُل من يَعترفُ بمن هو في يَسوع، ومَا أنجزهُ وما يستطيعُ القيام بهِ باسمهِ، سيكونُ له بلا شكٍ القوة التي من خِلالها يستطيعُ العملَ بحريةٍ أكبر في حياتهِ وبشكلٍ كاملٍ. حتى عِندما يبدو لك أن كُلَّ شيء لا يَسيرُ على ما يُرام إذا تَصرفت وفقاً للكلمةِ، فكُنْ ثباتاً فيما تُؤمن بِه، لأن رَئيس الكهنةِ يُنقذُ دَائماً مُهمتهُ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز