-
-
" هُوَذَا ٱللهُ مُعِينٌ لِي. ٱلرَّبُّ بَيْنَ عَاضِدِي نَفْسِي."(مزمور 54: 4)
يَجبُ أن نتذكرَ دائماً أنّ الشَّيْطان لا يَزالُ مُوجوداً، ويقومُ بِمهاجمتنَا بجميعِ الطُرق. في بَعضِ الأحيانِ، يَستخدمُ الناس ليُسببَ لنا الضّرر؛ وفي مُناسبات أخرى يَستخدمنَا للإساءةِ إلى شخصٍ ما. وعندمَا نُطيع السيد، يَزدادُ الشَّيْطانُ في هجماتهِ كثيراً، حتى لا تَسيرُ أمورنَا بِسلاسةٍ: إنه يُفجرُ الرِيح، يُرسلُ العَواصف، ويَفعل كُلَّ ما بوسعهِ حتى نُصبحَ محبطين، ونعتقد أنهُ لم يتم دَعوتنا للقيام بعملِ الله، وأننا نفتقرُ إلى المِسحة وليسَ لدينَا المواهب اللازمةَ للنجاحِ. ولكن، لنتذكرَ يا إخوتي أنهُ في جميعِ الظروفِ، لا يَوجدُ سببٌ لتشعرَ بالتهميشِ، لأن الله هُو مُعِينُك (مزمور 115: 11).
إن الحقيقة هي أن الله العليِّ يُساعد جَميع البشرِ، حتى أولئكَ الذينَ يُشاركونَ في أعمالِ الشعوذة وأولئك الذينَ يَنتمون إلى دِيانات مُتعددةٍ أو أولئكَ الذين لا يُؤمنونَ بِوجودِ الله أصلاً. ولولا مُساعدةِ الله لهُم، لكانَ العدوُّ دَمرهُم جميعاً. ويَرجعُ الأمر في اِهتمام الله بالبشرِ، لأنهُم كلهُم من إبداعِهِ. ولذلك يجبُ علينا أن نكرزَ بالكلمةِ لكي يَفهم الناس، لمَاذا هُم هُنا وأين سَيذهبون بعدَ الموت.
يَجبُ أن يُشفى العمى الرُّوحي الذي أصَاب البَشرية؛ ولكي يَحدث ذلك نَحتاجُ إلى نشرِ الأخبارِ المُفرحةِ في كُلِّ أنحاءِ العالمِ. ولكنْ، قبل البشارةِ بالإنجيلِ، يجب أن نكونَ في شركةٍ مع الآب، دُون أن نَنسى أن التشفُع من أجلِ المُذنبين شيءٌ مهم للغاية. لذلك عندما نتحدثُ عن مَحبةِ الله، لا يَنبغي لنا أن نَفعل ذَلك بِتسرعٍ، ولكن ِبوعي أننا نفعلَ ذلك لكي نُغير شَخصٍ ما ليُصبحَ عُضواً في كنيستنَا. وإذا اتبعنا تَوجيهاتِ المُعلم، فَسنُصبحُ فعلاً جُنوداً في حَربِ الله ضدَ الشَّيْطان، والخير ضدَّ الشرّ.
إنّ كُلَّ من يعمل لدى الله، سَيكونُ العليِّ بجانبهِ - سِواء كان مُبشراً مُتحمِّساً يتحركُ بينَ شعب الرَّبّ. أو شخص يقتربُ من الناس أينما كانوا ليتحدثَ معهم عن محبةِ الله، أو حتى شخصاً يقضي وقتهُ ليلاً ونهاراً في الكنيسة للردِ على مُكالماتِ أولئكَ الذين يحتاجون إلى المُساعدةِ. وبالتأكدِ هَؤلاءِ الناس لم يَتخلوا أبداً عنْ تقديمِ المُساعدة للآخرين، وسَيكونُ الرَّبُّ لهُم ومعهم.
أخي، لا يَهم ما تَفعله أمامَ الآب، للحفاظِ على رُوحِ النَاس التي يَضعك لخِدمتهم، بغضِ النظرِ عن عَددهم. لذلك، صلِّي للرَّبِّ أن يسَتخدمك، وكُن دائماً مخلصاً وأميناً لرسالتك، ولا تُهمل المُحتاجين إليها أبداً. إن وجودَ الله بِجانبك هو واحدٌ من أعظمِ المكافآت التي يُمكن للشخصِ الحصول عليها. من المُفيد جداً لك قضاءُ بعضٍ من وقتكَ لدراسةِ الكلمةِ، والصَّلاةِ لتعضيد رُوح شخص ما. وتذكر دَائماً أنه يجبُ علينَا أن نُقدم المُساعدة الآن، لأنهُ في الأبديةِ لا يُوجدُ مثلَ هذهِ الخِدمةِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز