-
-
"أَمَّا أَنَا فَإِلَى ٱللهِ أَصْرُخُ، وَٱلرَّبُّ يُخَلِّصُنِي." (مزمور 16:55)
يَشكو داوُّد من شرِّ الإنسانِ في بِداية هَذا المَزمور - الذي مُنذ ذَلك الوقت حتى يَومنَا هَذا، لمْ يتحسن عملياً في أي شيءٍ. واليَوم، لا يَزال العَديد من البَشر يَستخدمهُم العدوُّ لتسببِ في الأذى بِجميعِ أنواعهِ.
لا شكَ أن الأنانيةَ - بجَانب غَيرها من الشُرور - هي التي تَجعل الشخص يخون الآخر. وبدونِ أي اِعتبارٍ للمُعاناة التي سَيشعرُ بها الطرف الآخر الذي تعرضَ للخيانةِ، فإن بَعض الناسِ يَنجرفونَ وراء الشَّيْطان لفعلِ الخيانةِ، وفي وقتٍ لاحقٍ ينتهي بهم الأمر إلى الشعورِ باليأسِ، ولكنهُم لا يَخجلونَ من أفعالهم أو حتى من شرهِم، لا يَعترفون بما فَعلوهُ من ذنب. في الواقعِ ، أي شَخص يَفعل مِثل هَذا الشيء لا يُحب زَوجه أو حتى نَفسهِ. وأخيراً، الذي يَحتفظُ بخطيئتهِ ويُخفيها لنْ يدخلَ مَلكوتَ الله. حَسناً، من يكونُ لديهِ الشَجاعةُ للخيانةِ يجبُ أن يكونَ لديهِ الشجاعةُ أيضاً للاعترافِ بذنبهِ وعدمِ العَودةِ إليه.
اشتكى دَاوُّد من أنه تَعرضَ للخيانةِ من صَديقهِ المُقرب. وتلقى العديدَ من الضرباتِ من هَذا النوعِ. كيف يُمكن لشخصٍ نضع فيهِ كل ثِقتنا - ويَدعي أنهُ يؤمنُ بالله - أن يَستخدمهُ الشَّيْطان أو حتى أن يقعَ تحتَ تأثيرِ دَافعٍ لا يليقُ بهِ؟ والآن، إن السرُّ لكي لا تكونَ أداةً للشرِّ ولنشرِ الكراهيةِ أو أي شعورٍ بالانتقامِ هو أن نُصلِّي للرَّبِّ.
فيجبُ أن نكونَ حذرين لأن الشَّيْطانَ يجعلُ الناسَ يتصرفونَ بشكلٍ مُخادعٍ، ومن ثم يَضغطُ علينا لنكرهَ هؤلاءِ الأشخاص. دَعونَا لا نَكونَ مُلوثينَ بِمثلِ هذهِ المشاعرِ الشرِّيرةِ! إن أحدَ الأسرارِ التي يَجبُ أن تتعلمهَا لكي تكون منتصراً هو أن تَتصرفَ دَائماً وفقاً لمَا يقولهُ لك الكتابُ المُقدس، لأن الرَّبَّ يُحب أولئك الذينَ يحترمونَ كلمتهِ (يوحنا 14: 21).
كانت عُيونُ كاتبِ المزمورِ مَفتوحةٌ، ورأى أن الحلَ الوحيدَ لهذه المُشكلةِ: كلمة الله. لقدْ اتخذ القرارَ الصَحيح بإعلانهِ أنهُ سيطلبُ اسمَ الرَّبِّ. فيا أخي، إذا كُنت في وضعٍ مُماثلٍ أفعل الشيءَ نفسهُ: أطلُب العليِّ، لأنك بذلكَ سوف تَضرب خططَ الشَّيْطان ضربةً فعالةً، ومُكافئتك سوفَ تعملُ العدالةُ الإلهيةُ من أجلكَ.
الإيمانُ الذي كانَ لدى داوُّد كان بالتأكيد سَينقذهُ. ومعك أيضاً، أو معَ أي شَخص آخر، سَيكونُ هو نَفسهُ: سَيُكافئ الرَّبَّ أولئكَ الذينَ يُطيعونهُ، ويعطونهُ السُلطةَ ليحملَ كُلَّ الأشياءِ المُؤلمةِ في حياتهم.
إن قلبَ الآب يَحزن من مَوقف الأنانيةِ والخيانةِ التي يَفعلها أولئكَ الذين يَنجرفونَ وراءَ الشَّيْطان، وأولئكَ الذينَ تَركوا رُوح الكراهيةِ تُسيطرُ على رُوحهم. ولكن، لأن الرَّبَّ رحيمٌ سيسمعُ لكَ، شريطةَ أن تتوبَ عن ذنبكَ، وتسعي للرَّبِّ سبحانهُ بالإيمانِ. لذا سواء كُنت قدْ خُنت أو خَدعت شخصاً ما، أدخُل الآن إلى مَحضر الرَّبِّ وصلِّي للرَّبِّ بجديةٍ. وكُنْ صادقاً واِسألهُ عن نعمتهِ لتتمكنَ من التخلُّص من خطاياكَ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز