-
-
"وَلَا تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلَاتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ، بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ لِلهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلَاتِ بِرٍّ لِلهِ." (رومية 6: 12)
إنّ الأعَذارَ الذي بِسببهَا يُجبر الشَّيْطان الإنسانَ على القيامِ بأشياءٍ خَاطئةٍ، لا يُمكنُ قُبولهَا. لأن الشَّيْطانَ لا يَملكُ على إجبارنا - وعلاوةً على ذَلك، لا يَفترضُ أن يَستمعَ أحدٌ لاقتراحاتهِ. وعلى الرُغم من أنهُ يحاولُ إغرائنا، إلا أن الأمر مَتروكٌ لنَا، لكي نَقول "لا" لعُروضهِ. ولكنْ، إذا كان أحدنا يَعتقدُ أن الشَّيْطان يُمكنهُ أن يُجبرهُ على الوقوع في تجاربهِ، فهو بالفعل بعيداً عن ما تقولهُ كلمةُ الله.
إن الحقيقةَ هي أنهُ يجبُ علينا أن نُقدم أعضائنَا - العَينين والفَم والعَقل والمَشاعر وغيرهَا - ويَمكننَا تَقديمها إما إلى الرَّبِّ أو إلى الشَّيْطان. والشيءُ الصحيحُ الذي ينبغي عَلينا فعلهُ هو تقديمها إلى الله. لأن من يُقدم أي جُزءٍ من جَسدهِ إلى الشرِّير سيتحملُ نتيجةَ ذَلك. وعَليهِ، في كُلِّ مرةٍ تشعر فيها أن الخَطيئة تُحاصرك، أدخل إلى محضرِ الله بالصلاةِ، واسألهُ المَعونةَ وأن يُنقذك من هَذا الشرِّ. وإذا ألتزمت بِتوجيهاتِ المُعلم، فأنت تُعطيهِ السُلطة على حَياتكَ، وسَيقويك لتُحارب وتنتصر على الشَهوات الرديئةِ!
لقدْ قالَ الرسول بُولس لتِيمُوثاوس ٱجْتَهِدْ أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ لِلهِ مُزَكًّى، عَامِلًا لَا يُخْزَى، مُفَصِّلًا كَلِمَةَ ٱلْحَقِّ بِٱلِٱسْتِقَامَةِ. (2 تيموثاوس 2: 15). وأعتقد أن هَذا العَرض يجبُ أن نُمارسهُ نحنُ يومياً، لأن يَسوع قال أنهُ يجبُ علينا أن نَحملَ صَليبنا كُلَّ يومٍ ونَتبعهُ (لوقا 9: 23).
أننا نرى أشخاصاً في كُلِّ مكانٍ لم ينالوا الخلاصَ بعْد. وهذا يعني أننا نَعيشُ في وسطِ الأمواتِ رُوحياً، أولئك الذينَ لم يَستوفوا المَعايير الأخلاقيةَ للكتابِ المُقدس، وبالتالي، هُم يفعلون إرادةَ العدوُّ. وإذا سَمحنا بِذلك نحنُ أيضاً في حَياتنا، فإن أمثال هَؤلاءِ الناس سَيوجهون قَراراتنا - كمَا هو الحال في كُلّ ما يحدث على التلفزيون، في عالم الأزياءِ والسِياسةِ، فهذهِ السِيناريوهات التي تُعرض دَائماً، هو مَا يُريدهُ العدوُّ. وإذا لم نُنفذ ما هو مَطلوبٌ منا كل يومٍ، ولم نكُنْ في شركةٍ مع روح الله والكلمة، فسوف نأخُذ من عِندهم بِدون أن نَشعُر، وبالتالي سوف نبتعد بأنفسنا عنْ الآب.
أخي، والآن بعدَ أن عَلِمت أنهُ لا يجبُ أن تُقدم أعضائكَ كالآتٍ للخطيةِ، قُم برفضِ كُلِّ مقترحاتِ العدوُّ. وأسعى دائماً لتقديمِ نفسك لله كخادمٍ مُخلِّصٍ. وعندما يأتي العدوُّ لتجربتك ومعهُ أي مقترحٍ، أرفضهُ. وتذكر دَائماً، أن كُلَّ ما يأتي من العدوُّ هو نَجسٌ وشريرٌ. وإذا كُنتَ ضعيفًا، حاول الابتعادَ عن الشَهواتِ، وأطلب من الله الغُفرانِ، ولا تُقدم لنفسكَ ما سَوف يُهلكها. فالمعصيةُ قد تسلبكَ سعادتكَ الأبديةِ. ولا تجعل أي شخصٍ قدوةٌ لكَ، لأنّ الشخصَ الوحيدَ الذي يَجبُ أن نَقتدي بهِ هو الرَّبُّ يسُوع!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز