-
-
" فَإِنَّ ٱلْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ ٱلنِّعْمَةِ." (رومية 6: 14)
إنّ الإعلانَ الواردَ في هَذه الآية هو حَقيقةٌ لا يَجبُ عدمُ نسيانهَا أبداً. وذلك، لأنّ قوى الجَحيم لنْ تُمارس أبداً سُلطانها على أبناءِ الله الحَيِّ. فنحنُ أحرارٌ إلى الأبدِ. ولكي نحيا تلك البَركات التي نِلناهَا في المَسيح يَسُوع، وسَنكونُ في أمانٍ تام في المَلكوتِ وإلى الأبد! وحتى لو حَاول الشريرُ، فلن يتمكنَ أبداً من السيطرةِ على أولئك الذين تم تَغييرهُم وتطهيرهُم وتنقيتهم بدمِ يسوعَ، والمَمسوحين من الرُّوح القُدس.
إنهُ من المؤكدِ أنّ نير الخَطيئةِ هو أسوأ أشكالِ الرّقِ التي عَرفتها البشريةُ على الإطلاق، لأنهُ بالإضافة إلى قمعِ أولئك الذين يَنجرفونَ بالإغراءاتِ وإبقائهم في قبضةِ العدوُّ، فإنهُ يدمرُ حياة الناسِ وينقلهُم في النهايةِ إلى ظُلمةٌ لا تنتهي. فضع في اعتباركَ: أنهُ سيكونُ وراءَ كُلِّ تجربةٍ هُناك شَّيْطان دَائماً. ولذلك، فإن من يوافق على مَا يقولهُ لهُ العدوُّ سيدفعُ الثمنَ باهظاً.
لا يَختلفُ أحدٌ على حَقيقةَ أن الحُرية هي أفضلُ شيءٍ يُمكننَا التمتعُ بهِ. ولكنْ، هناكَ أشخاصٌ يدركونَ ذلكَ جَيداً، وبَينما هُم يشاركونَ في الخِدمةِ المُقدسة، تقومُ الشهواتُ بإبعادهم عنْ الخِدمةِ، ويَنتهي بهم الأمرُ لفقدانِ النعمةِ الإلهيةِ. وبمعنى أخر، يُمكننا مُقارنةَ الشَهوةِ بفيلمٍ من هُوليوود، المُنتج بِشكلٍ جيدٍ والذي فيهِ يبدو لنا أن كُلَّ شيءٍ جميل: فهُم يرتدونَ ملابسَ جَميلة ويَعيشونَ بِسخاءٍ. ولكنْ، عندما تنتهي القِصةُ نُدركُ أن كلها ليْست حقيقية. ففي اللحظةِ التي تَتغلبُ فيها الشَهوةُ على شَخصٍ مَا، يَبدأ هَذا الشَخص في العَيش في الخَيالِ. ولكن عِندما يُدركُ أن ما حدثَ لهُ لم يكنْ سوى خيال، يَبدأ في الشُعورِ بالاشمئزازِ والغَضبِ ممّا حدث.
إنّ أعظمَ بركةٍ كانَ على القدير أن يُقدمها للإنسانِ - الذي سَقط، وحُرمَ من الوجودِ في المَحضرِ الإلهي - هي نَعمتهُ. والعملُ الذي قامَ بهِ المَسيح كان كاملاً وخلَّصنَا من قبضةِ الشَّيْطانِ. أن نِعمةَ الرَّبِّ - هي القوةُ الرائعة التي تعملُ من أجلنَا - وتباركُ حياتنَا. والآن، يُمكن أن يحكمنَا قانونُ الحُبِ الرائعِ، الذي يُساعدنا في كُلِّ شيءٍ.
فلماذا يُسيطر العدو على حَياتك إذا كنت تحتَ النعمةِ؟ فأولئك الذين تَقودهُم النعمةُ لنْ يفشلوا أبداً في الحُصولِ على القوُّة التي يَحتاجون إليها، لمُواجهةِ أيةِ هجماتٍ للشَّيْطانِ. ويُمكنهُم أن يُعلنوا هَذا: يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لَا يَقْرُبُ (مزمور 91: 7). عزيزي القارئ، لا تكُنْ عبداً لأي شهوةٍ. فكونكَ خادماً لله أفضلُ بكثيرٍ من كونِكَ عبداً للخَطيئةِ والشَهواتِ!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز