رسالة اليوم

17/09/2018 - لا تُخطِئ إِلى النِّعَمةِ الإِلهِيةِ

-

-

 " فَمَاذَا إِذًا؟ أَنُخْطِئُ لِأَنَّنَا لَسْنَا تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ ٱلنِّعْمَةِ؟ حَاشَا! "(رومية 15:6)

كانَ على أولئك الذينَ أرادوا أن يَتحرروا من أفعالِ العدوُّ، قبل مَجيءِ يسُوع إلى هَذا العَالم، أن يُطيعوا شَريعة الرَّبِّ المكتوبة، ومن ثم يَخدمونهُ. وبِقيامهم بِذلك اِستطاعوا تغطيةَ خطاياهم لمَرةٍ واحدةٍ، وبالتالي يُمكنهم الحُصول على المُساعدةِ الإلهية. ولكنْ، بمجيء ابنِ الله، جاءت معه ُالنعمةُ والحقّ لنَا. واليوم، يَنتقلُ كُلُّ الذين يَقبلون يَسوعَ كرَّبّ ومخلصٍ لهُم من مَملكةِ الظُلمة إلى مَملكةِ النُور(1بطرس 2: 9)، وبالتالي شملتهُم النِعمة الإلهية. ولكنْ، كل أولئك الذينَ يَضعون أنفسهُم تحت الشَريعة لنْ يَنتصروا أبداً.

كان على الناس في عهدِ الشَريعةِ أن يَعملوا بِجدٍ لإرضاءِ الله. بَينما اليَوم، أصبحَ الأمرُ أسهلٌ، لأنهُ بعد عُبورنَا، أتحدنا مع الرَّبّ بنعمتهِ، وأصبحنَا مُشابهين للمسيح (1كورنثوس 11: 1). ونبدأ بذلك في فهمِ الكتابِ المُقدسِ، وتصبحُ لدينَا القُدرة على قولِ لا للخَطيئةِ، والأهم من ذَلك كُله، عِندما يَقودنَا الرُّوح القُدس، يُمكننا فعل كُلّ الأشياءِ التي فَعلها الرَّبّ يَسوع.

قد يبدو مبالغاً فيهِ أن يُعلن أي شخصٍ أننا قادرونَ على إنجازِ ما فعلهُ يسوع، لأنهُ هو الذي كفلَ لنَا ذَلك (يوحنا 14: 12). وأولئكَ الذينَ ولدوا في عَائلة الله أَصبحوا ورثةَ تلقائياً. ومَسئوليتنَا أن نعملَ نفسَ المُعجزاتِ التي قامَ بها الرَّبُّ. وليسَ علينا أن نُجاهدَ لفعلِ ذلكَ. وحتى لو كُنتَ قد وقعتَ في الخَطيئةِ ونَتيجةً لذلك شعرتَ أنك لا تستحقُ النعمةَ، فلا تدعْ الشَّيْطان يَخدعكَ. وفقط عَليك أن تَعترفَ بتعدياتكَ إلى الله وأن تستولي على مَا قد أعطاهُ لك في المَسيح.

أبقى الشَّيْطان الكثيرَ من أبناءِ الله في الخَطية. فلقدْ قام َالعدوُّ يقوم بإغرائِهم وإذا قَبلوا اِقتراحاتهِ، يُقنعهُم لأنهُ لديهم أفكارٌ خاطئةٌ لنْ يَستجيبَ الله لهُم. حتى لو كُنت قدْ سقطتَ ولكنكَ اِعترفت بَخطيئتكَ - أو إذا اِعترفت بهَا حقاً - الآن – يُمكن للرَّب أن يَستخدمهَا الرَّبّ لتنفيذِ المُعجزةِ التي طَلبتاهَا، فكنْ قوياً وصلِّي وآمن بأن بَركاتَ الله هي لكَ بالفعل.

أسهر، صلِّي، حَارب، وأفعل كُلَّ ما يَطلبهُ منكَ الرَّبّ حتى لا تُخطئ. ولكنْ إذا كُنتَ، قدْ أخطأت أعتذر، ولا تُخفيها بعدَ الآن. وقُم بإصلاحِ موقفك مع الرَّبّ ومع الشخصِ الذي أخطأتَ إليهِ. ثُم صلِّي بإيمانٍ أنها مَغفورةٌ لكَ خطاياك. لا تُصدق أكاذيبَ العدوُّ. فإذا صدقتهُ، فأنت تُصدق الكذابَ وأبو الكذاب (يوحنا 8: 44). وبالمقابلِ، سوف تَكونُ كذاباً، وسوف تَدعوا الله كاذباً.

يَجبُ أن تكونَ حَياتك - وكذلك حَياةُ جميعِ الذينَ ينتمون إلى عائلةِ الله - حَياةً تُمجدُ الرَّبَّ باستمرارٍ. فقدْ سمعنَا الكثيرَ من الأشخاصِ يقولونَ أنهُم لمْ يَتباركوا. وهذا لا ينبغي أن يحدث مع أبناءِ الله، ومن المُفترضِ أن يَكونَ أبناءُ الرَّبِّ مُنتصرينَ دائماً في كُلِّ شيءٍ. فيجبُ أن نَستيقظ لأننا سُنحاسبُ على كُلِّ ما سَمحنا للشَّيْطانِ بفعلهِ بنا ومن خِلالنَا!

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز