قوة الإيمان

لا شيءَ أكثرَ حزناً من وجود الشَّيطان كسيِّدٍ. إنَّه َأَبُو الْكَذَّابِ (يوحنا44:8) وهو مخادعٌ بطبيعتهِ. فكلُّ ما يعطيه للفرد يؤدي به إلى خسارةٍ كبيرة. والذين هم في خدمته عاملين إرادته يعيشون في بؤسٍ. فلن تجدَ أيَّ شخصٍ يخدم الأرواحَ الشِّريرة ولديه حياة سلمية أو يتمتَّع بصحةٍ جيِّدة ورخاء أبداً. لذلك اِرفض أيَّ اقتراحٍ يأتي منه لأنَّه شيءٌ شرّيرٌ بالتأكيد.

سِرُّ النَّجاح هو أن نوافق الله دائماً لأنَّه الأبُ ويريد رفاه أولادِه. يتحدَّث الربُّ إلينا عندما نسمعُ عظةً من الكلمة أو نقرأ الكتاب المقدَّس. ما نفهمه هو الأفضلُ لنا. وهو يستخدم كلمتين فقط للإجابة على أسئلةٍ حول أيِّ موضوعٍ: نعم أو لا. عندما نفهم أنَّ هناك شيءٌ قدَّمه أو سمَحَ به، فهذا يعني موافقته؛ عندما ندرك أنّه لا ينبغي أن نفعلَ أو نقبل شيئًاً، فهذا يعني رفضَه.

لذلك إنَّ أفضل شيء نفعله هو أن نقولَ نعم لِما يكشفه لنا. كثيرٌ من النّاس يفشلون في الحصول على البركات الإلهيَّة لعدم الاتفاق معه. والموافقة ليست مجرَّد قبولٍ ذهني، ولكنّها القيام بعملِ السيّد. إذا فهمت من خلال كلمة الربّ أنه يوجِّهك إلى القيام بشيءٍ ما، قل نعم بغضِّ النّظر عن مدى صعوبة ذلك. لن يعطينا اللهُ أبداً مهمَّة دون تزويدنا بالوسائل الّلازمة لإنجازِها.

إن كنتَ مقتنعًا بحسبِ الكتاب المقدَّس أنَّ شيئًا ما خاطئًا، فقلْ (لا) على الفور. اثبتْ في ما تمَّ إعلانه لك بعد قبول الكلمة وقولك نعم أو لا. يعملُ الشَّيطانُ جاهداً لإظهار الشّكوكِ دائمًا محاولًا أن يجعلنا نتساءل عمَّا إذا كان هذا هو قولُ الله تماماً أو إذا كان نتاج تفكيرنا، أو لعلَّنا صلَّينا بشكلٍ أفضل حتى نكون متأكدين تمامًا من ذلك ... حسناً لا يوجد يقينٌ أكبر ممَّا يقوله الربُّ.

إن اقترحَ الشَّيطانُ لك شيئاً ما وأنّه على استعدادٍ لمساعدتك، اِرفضه. إنَّ "المساعدة" التي يقدِّمها الشَّيطان لم تكن ذات قيمةٍ لأيٍّ كان. جميعُ الذين قبلوا "المساعدة" من العدوِّ اكتشفوا لاحقاً أنَّ معونته كاذبة. وإضافة لذلك، قبولُ "صالحٍ" صغيرٍ من الشَّيطان كلّفهم الكثير من الدَّموع والمعاناة. اقبلْ بمساعدة الربِّ فقط لأنّه مصدرُ الحبّ؛ لذلك يمكنُ القول أنَّ كلَّ من يحبّ قد وُلد من الله ويعرف الله (1يوحنا 4: 7 ؛ 5: 1).

اِسعَ جاهداً لئلّا تعطي العدوَّ مكاناً (أفسس27:4). فالذي تجرفه الخطية يقعُ ضحيةً له. يجب ألَّا نتنبه لأيِّ شيءٍ آتٍ من الشَّيطان لأنَّه مُضلَّل. إنّه الشِّرير الذي لا يُمكن أن يفعلَ الخيرَ أبداً. فقط روحُ الله القادر على مساعدتك ولن يطلبَ أيّ شيءٍ مقابل خدمته لك وفوق الكلّ: الله يحبّك قبلَ كلِّ شيء.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز