-
-
أَيَّتُهَا ٱلْأَرْضُ تَزَلْزَلِي مِنْ قُدَّامِ ٱلرَّبِّ، مِنْ قُدَّامِ إِلَهِ يَعْقُوبَ (مزمور 114: 7)
إنّ مَعرفةُ ما يجبُ علينا فعلهُ للوقوفِ أمام الرَّبِّ في حياتنَا أمرٌ هامٌّ. ولكنْ هُناك شيءٌ واحدٌ مُؤكدٌ: إن كانَ الأمرُ صَعباً، لكان الرَّبُّ قد اِبتكر لنَا طريقةً أخرى لكي يَستفيد الجَميعُ من هَذهِ البركةِ العظيمةِ. ولكن بإعطاءِ الكلمةِ الأهميةِ في حياتنا والإيمان بِها، من المُمكنِ أن يكونَ الله الحيِّ في حَياتكَ، وبِجانبك، وستحصل معهُ على الوفاءِ بكلِّ الوعودِ التي وعدكَ بها.
إِلَهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ (عبرانيين 12: 29). وإذا آمنّا بِوجودهِ معنَا، سوف نَكونُ قادرينَ على إحراقِ كُلِّ قوى الشرّ التي تُحيطُ بِنا. رُبما كانَ العدوُّ يعملُ لسنواتٍ في حياةِ شخصٍ مَا، ولكنْ عندما يَكتشفُ هذا الشّخص كيفَ يكونُ الوضعُ إذا كانَ الرَّبّ بجانبهِ، فإن الشَّيْطان سَيهربُ حالاً وسَيُرغم على الابتعادِ عنهُ. إنّ العدوَّ يهربُ من أولئك الذين يُقاومونهُ بطريقةِ الكِتاب، لذلك لا فائدةَ من توبيخهِ طُوال الوقتِ، مُعتبراً أنهُ لا يذهبُ بعيداً وفقاً لطلبكَ أو يَستجيبُ لأمركَ. فببساطةٍ عِندما تَدخلُ إلى مَحضرِ القُدوس وتَنتهرهُ باسمِ يَسُوع، فإنهُ سوف يَهربُ بِكلِّ سُهولةٍ.
يُريدنَا الرَّبّ أن نَتذكرَ شيئاً، عندما أشار إلى نَفسهِ كإلهِ يَعقوبَ، لقد كانَ معَ ذلكَ الخادم العَظيم لأنّ يَعقوب عَرفَ كيفَ يُنفذ مُهمتهُ، وكَأميرٍ لله نَاضل إلى أن انتصرَ (تكوين 32: 24-25). فالرَّبّ هو إلهُ القَواعد والأهداف، وهو دَائماً يفعلُ ما يَعِدُ بهِ. ولا يَتصرّفُ خارج ما هو مَكتوب، ولا حَتى لإنقاذِ شخصٍ مَا. إن ما تمَّ تسجيلهُ لنا في كلمتهِ يَهدفُ إلى تَشجيعنَا على التَعرفِ عليهِ، وعلى طريقةِ الاقترابِ منه، وبالتالي الحُصولُ على البَركة.
لقد اضطرَ يَعقوب للقِتال على الرُغمِ من أنهُ كان ورِيثًا. والأمرُ لنْ يكونَّ مُختلفاً مَعك. فإذا لمْ تفعل مَا يجبُ عليك القيامُ به، فلنْ تحصل على شيءٍ. كانَ على بني إسرائيل أن يتسلَّحوا، وأن يَنطلقوا إلى المَعركة ويقاتلوا بكلِّ قوتهم ضدَّ العدوُّ، الذي كانَ سيدمرهُم في غَمضةِ عينٍ. لمْ تكُنْ تلك المَعركةُ مُوجهةٌ للأطفالِ أو الأشخاصِ الذين يُحبونَ الجُلوسَ أو النَومَ أثناءَ العَاصفةِ. فعندمَا توقفَ الإسرائيليون عنْ القِتال، هُزموا وفُقدوا حَياتهُم.
يجبُ أن تَكتشفَ مَا تقولهُ كلمةُ الله عن مَشاكلك، وعنْ ما يَنتمي إليك، وأن تُناضل من أجلِ حُقوقك بِقوةٍ وشَجاعةٍ. فلا تتهاون مع الشَهواتِ التي تُهاجمُك، بل كُنْ قوياً وحاربها باسمِ يسُوع. وبفعلك ذلك لنْ تُهزم أبداً. إن منْ يَتراخى عنْ أداءِ واجبهِ لن يستطيع أن يَدخُل المحضر الإلهي ويطلُب المُساعدة. وفي المَعركةِ القادمة لا تَترُك المُحاولة، لأنّها قدْ لا تَتوفر لكَ مرةً أخرى.
إنّ العالمَ كُلهُ يرتجفُ أمامَ وجهِ الرَّبّ، وهَذه حَقيقةٌ. لذا آمنْ بما يَقولهُ اللهُ لكَ، واِمُر بِكلِّ قُوتكَ، وبكُلِّ قلبكَ وقدرتك. ولا تنسَ أنّ المَعركة التي تُضيعها يُمكنُ أن تكونَّ معركتكَ الأخيرة. لذلك، إن كانَ الشَّيْطان يُهاجمُكَ، واجههُ بِكُلِّ أسلحتكَ. وبالإيمانِ بالرَّبِّ، سَيقفُ دَائماً إلى جانبكَ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز