-
-
لِأَنَّهُ أَمَالَ أُذْنَهُ إِلَيَّ فَأَدْعُوهُ مُدَّةَ حَيَاتِي. (مزمور 116: 2)
يُميلُ الله أُذْنَهُ لمنْ يَبحثُ عنهُ بكلِّ إخلاصٍ. وهو ليس لديهِ أي فرقٍ، لكنهُ يستجيبُ فقط لأولئكَ الذينَ يسيرونَ في طُرقهِ. الآن، ليس هُناك فائدةٌ من الصَّلاةِ طوالَ الوقتِ إذا لمْ تفعل ما هو مَكتوبٌ في الكتابِ المُقدس، ولنْ تتلقى أيةَ إجابةٍ. وإلى جانبِ ذلك، يَجبُ أن تُحبَ الله - وتَحفظ وصَاياه (يوحنا 14: 21) - لأنهُ لا يُمكنُ إلا أن يحبّ الذين يحبونهُ. فيا إخوتي، لنْ يكونَ لك شَركةٌ مع الرَّبِّ، إذا كُنتَ ترغبُ فقط في إرضائهِ للحُصول على مَصلحةٍ شَخصيةٍ، أو كُنت تتظاهرُ بعدمِ معرفةِ أن هُناك شيءٌ خَاطئٌ، وابتعدت عنْ الله ولم تَطلب مِنهُ المغفرةَ ولم تُقدِّم تَوبة حَقيقية.
يشهدُ صاحبُ المزمورِ بأنّ الرَّبَّ أمالَ أُذْنَهُ لهُ، ومعنَا أيضاً يَفعلُ المِثل. وهو يستجيبُ لأولئك الذينَ يفعلونَ ما هو مكتوبٌ في كلمتهِ. لأنّ توجيهات الكتابِ هي دائماً ذات قيمةٍ كبيرةٍ للذين يفهمونها. أما الذين يَسيرون وفقاً لطُرقهم، سيكتشفون عَاجلاً أم آجلاً أنهُم تصرّفوا كالحَمقى. فلماذا تَخرُج عن الطريقِ المُؤدي إلى النجاح، لتُجرب طُرق أخرى لنْ تقودك إلى أي مكانٍ، بِاستثناءِ الخَطيئة؟
تأكد جَيداً من عُثوركَ على الطريقِ الصَحيحِ، وخُذ القرار الذي أخذهُ صاحبُ المزمورِ عندما قال أنه بحاجةِ لأن يدعوا الرَّبَّ. اِفعل الشيءَ نفسهُ! وإذا دَعَت الحاجةُ، استدعيهِ كُلما احتجت إليهِ. لقدْ علّمنا يسوع أنه إذا أخطأ أحدٌ معنَا وأتى إلينا طالباً الغُفران، فَعلينا أن نَغفر لهُ، حتى لو اِضطررنَا إلى فعلِ ذلك 490 مرةً في اليوم. والآن، إذا كُنا ونحنُ البشر يُريدنا الرَّبُّ أن نغفرَ كُلَّ 20 دقيقةٍ وسطِياً، فكم بالحري الرَّبّ، المُحب والصَّبور والكامِل. فمن فضلك حَافظ على هَذا النوع من الإيمان.
لا تستسلموا يا اخوتي أبداً واختبروا أنّ الرَّبَّ صَالح، ولا يمل من فعلِ الخيرِ لاحدٍ، قدْ وضعه الله تعالى في طريقكَ لتلبية اِحتياجاتهِ. ولا تَكُن بَطيئاً ولا تَستسلم لأنّ الله يُنفّذُ وعودهُ المُقدسةَ. وكُلُّ ما يَحتاجهُ هو أن نَعيش بالإيمانِ، لذلك كُنْ جَريئًا وادخُل إلى مَحضرهِ وطَالب بِحقوقكَ في المسيحِ.
يجبُ أن يعتمدَ كلامُ خادمِ الرَّبِّ على الكلمةِ، حتى آخرِ لحظةٍ في حَياته، لأنّ العليِّ يحترم ما وعد به، شريطةَ ألا نَستسلم. قدْ يتأخر الله في الرَّدِ على طلبتنا، والسببُ في ذلك عدمُ إيماننا بالكاملِ. والآن، إن الأمورَ الرُّوحية واضحةٌ وصريحةٌ جداً. والإهمالُ قَليلاً في الإيمان، ودُخولِ بعض الأفكارِ القذرةِ، وعدمُ حِفظ القداسة، يكفي لفصلنا عنهُ. على سبيل المثال، يَتمُ الزِّنا حتى قبل الفعلِ الجَسدي (متى 28:5). ولذلك، من خِلال إتباع إرشاداتِ العليِّ، سوف تَكتشفُ مُتعةَ العيشِ بالإيمانِ، ومن ثم سَتلاحظ أنّ رِحلتك على الأرض كانت دَربَ النَجاحِ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز