-
-
لَا تَتَّكِلُوا عَلَى ٱلرُّؤَسَاءِ، وَلَا عَلَى ٱبْنِ آدَمَ حَيْثُ لَا خَلَاصَ عِنْدَهُ. (مزمور 146: 3)
نحنُ أمراءُ الله - الرِجال الذينَ أقامهُم هُو، والذينَ يَنفذوا عَمل الله وفقاً لإرادتهِ – والمُلزمين بأن يَكونوا قدِّيسين، بَعيدين عنْ الخطيئة، مُكرّسين أنفسهُم للرَّبّ. نَحنُ نُمثل القوُّة التي من فَوق، ومن أجلِ هذهِ الغَاية أدخلنَا في خِدمةِ الكلمةِ المُقدّسةِ. لذلك بصفتنا لدينَا السُّلطان، نَحتاج أن نُطالب بِحقوقنَا وحُقوق الناس. فَنحنُ لدينا مَفاتيح المَلكوت لقِيادةِ كَنيسةِ يَسُوع إلى المَكانةِ التي أعطاهَا لهَا القدير، وبالتأكيد أنّ أبوابُ الجحيم لنْ تُعيق تَقدمنا.
كأمراء لله يَجبُ عَلينا أن نَكون حَريصين على عَدمِ ترك القوَّة تُسيطر على عَقولنا وتَجعلنَا نَبدأ في التَمييزَ أو إيذاءَ الآخرين. فَهناك أناسَ على الرُغم من أنهُم لا يَخدمونَ الرَّبّ العليِّ إلا أنّ لديهم شَخصية جَيدة. ومعَ ذَلك، لا يَجب أن نَثق بَهم أو في أولئك الذين يُرسلهُم الآب. والرَّبَّ بنفسهُ يُحذرنا من ذَلك (إرميا 17: 5) لأنهُ، وللأسف، في كثيرٍ من الأحيانِ نُعطي أهميةٍ كبيرةٍ جداً لشخصٍ مَا، ونَضع فيه الكثير من الثقةِ، ثُم يَنتهي بِنا الأمر بِتقليد طرقهِ.
إنَّ أولئكَ الذين يَبرزون - سواء في النَشاطات العُلمانية أو في الكنيسةَ - ويُصبحونَ بالتالي مَحبوبونَ من قبلَ الكثيرين، لا يُمكن أن يَكونوا مَرجع لنا في عبادةِ الله لأنهُ لا خلَّاص عِندهُم (أعمال 4: 10-12). لذلك، فإن وضَعهُم محورَ الخِدمةِ أو استخدامِ أسمائِهم وأفعالهِم من على المِنبر أو عِند الإدلاء بالشهادةِ أمورٌ خاطئةٌ يجب التوقف عن القيام بها. وأخيراً، أن المَولودَ من الجسدِ جسدٌ هُو (يوحنا 3: 6)، ووفقاً لما قالهُ يسوع، لا يَنفعُ بشيءٍ (يوحنا 6: 63)! لذلك، فهُم لم يفعلوا شيئًا أكثر من الالتزام بما يجبُ على كُلِّ واحدٍ منهم!
إنّ الخَلَّاصَ الأبدي والخلَاص من هَزائم الشرِّير، هو في المَسيح يسُوع. وإذا أعطينا كلَّ إنسانٍ المَكانة التي للكلمةِ المُقدسة، فإننا نحرمُ أنفسنا من الفُرصة للشركةِ مع الرَّبِّ والعمل معهُ. قد يخسرُ الكثيرون مصيرهُم الأبدي بسببِ إصرارهم على عدمِ تمجيدِ الآب. ولكنْ، لِيَكُنِ ٱللهُ صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا (رومية 3: 4).
إخوتي، إنّ عدم إهمالِ خلاصنَا أو المُتاجرةِ به لأي سببٍ، هو شيءٌ بسيطٌ ولكنه مهمٌ جداً ويجبُ القيامُ بهِ. لا تقبل أيّ شيءٍ يقدمهُ لك الشَّيطان، حتى لو استخدمَ شخصاً جذاباً لذلك، أو قدَّم لكَ عرضاً مالياً مغرياً جداً. فيجبُ أن تُدرك أنَّ المُحتال الذي يُريد خِدعاك دَائماً هو الشَّيْطان.
سَيُحمل الله كل واحدٍ منا مسؤولية ما يفعلهُ بالخلَّاصِ الذي كلفهُ حياة ابنهِ الوحيد. وفي مثلِ العذارى يَشرح لنا ذلك بشكلٍ جيدٍ: لقد نفذ الزيتُ من مصابيحِ العذارى الجاهلات، وعندما جاء العريس لمْ يُشاركن في العُرس (متى 25: 1-13). وإذا كنت في نفسِ هذا الموقف، اذهب الآن إلى الآب واعترف بخطاياك قبل فواتِ الأوان!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز