-
-
فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا ٱلْأَسِيرَ فِي ٱلرَّبِّ: أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ ٱلَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا. (أفسس 4: 1)
بعدَ كلِّ شيءٍ أكدهُ يسوعُ لنا، دُعينا لأن نَكون أحراراً (يوحنا 8:36). ولذلك، فإنهُ من المُؤلم أن يرى الرَّبُّ أبناءَهُ ينغمسونَ في الخَطيئةِ، فهَذهِ ليست خطةُ العليِّ لحياتهم. وبدلاً من أن تُسيطر علينا أفعالَ العدوُّ، يَجب أن نكونَ جديرينَ بالدعوةِ التي إليها دُعينا. إنَّ الخيانةَ والكذبَ والزِّنى والإدمانِ وغيرها من الأفعالِ الشريرةِ لا يُمكن أن توجدَ في حَياةِ أولئك الذين تم اختيارهُم بعنايةٍ لكي يَنتموا إلى الرَّبّ وإلى الأبدِ.
إن دَعوتنا هي أن نَكون شُهوداً عنْ المَسيح. وهَذا يعني أنهُ لا يَجبُ أن تَكون كلماتُنا تَتوافق معَ الكتابِ المُقدسِ فقط، بل أيضاً سُلوكنا يَجبُ أن يكونَّ بإخلاصٍ وقَداسةٍ. ومن الأفضلِ أن نَعيش حَياة البساطةِ – والتي تُعتبرُ من قِبل الكثيرين نوعاً من الحماقةِ - من أن يكونَ لدينَا أي علامةٍ للخطيئةِ في حَياتنا، لأنّ كُلَّ من هو في الخطيئةِ لا يُمكنُ أن يشهدَ عنْ الرَّبِّ، ولكن فقط من هُو نَقي بِالكاملِ ومُقدس.
إن مَا يُرضي الله العلي هو أن نَسلُك كما سَلك المَسيح (1يوحنا 2: 6)، فهو لمْ يكُنْ مُتعصباً رُوحياً، بلّ كان شخصاً يتبعُ توجيهاتِ الله تماما كمَّا قررها الآب. وكان يجول يَفعلُ خيراً، ولمْ يترُك ورائهُ أي أثرٍ للقذارةِ أينمَا ذهبَ. لذلك، لمْ يَتمكن أحدٌ من اتهامهِ، وعلى سبيل المثال، لمْ يقُم باقتحام بِيتِ شخصٍ ما، أو أخذ شيئاً ليس لهُ. ولكنْ، بدلاً من ذلك رأى كُلُّ الناس في اِبن الله اِمتداداً لأبيهِ. وهَذا هو بِالضبط السُلوكُ الذي كانَ يَسلكُ به يَسوع: ولذلك عِندماَ يرانَا النَاس أيضاً، يجب أن يروا الرَّبّ.
يجبُ أن لا نَستمعَ للشَّيْطانِ (أفسس 4: 27)، لأنهُ إلى جانبِ إغرائنا، فهو يحاولُ أن يُقدم لنا عُروضاً وَاعدة - وهي في الواقعِ ليست سوى أكاذيب - ويَغرسُ المشاعرَ السَيئة في قُلوبنَا، ممّا يَجعلنا نكرهُ أي شخصٍ في الخَطيئة. وفي بَعضِ الأحيانِ، لا نُحاولُ إيجادَ أي طريقةٍ، لبذلِ كُلِّ جُهدٍ مُمكنٍ من أجلِ استعادةِ أي شخصٍ مَفقود إلى الرَّبّ، بينما عندما يقعُ أي أخٍ لنا في الخَطيئةِ، نُغلق قُلوبنا أمامهُ ونَطردهُ من بيت الآب. وبهذا الفعل هل سلمناهُ لله أم للشَّيْطان؟
لمْ يَعهد القدير بِكلمته لأي جَماعة دَينية، بل إلى تلاميذهِ. لذلك، فنحنُ لدينا مَفاتيح ملكوتِ السّماوات، والتي من خِلالهَا يُمكننا قيادةُ الكثير من الناسِ إلى الفِردوس أو إلى الجحيم. ولنطلب المعونة من الله لكي لا نَتعثر في طريقنَا! لذلك يَجبُ علينا أن نسأل الرَّبّ أن يَفتح أفواهنا لكي نَنطق بكلماتِ الشفاءَ والتَحرير والخَلَّاص. وبذلك سوف نُرضي الآب.
وَيْلٌ لِذَلِكَ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي بِهِ تَأْتِي ٱلْعَثْرَةُ (متى 18: 7)! إن كانت شهادتكَ سيِّئة لنْ تمر دُون عِقابٍ، لأنّها قد تؤدي إلى ذهابِ المزيد من الناس إلى الجَحيم، أكثر من أولئك الذين قد قادتهُم إلى السَّماءَ، خلال فترةِ تبشيرك والتَظاهُر بالسّلطان الإلهي. إنّ الهُروب من فِخاخِ الشِّرير يَكونُ بشيءٍ واحدٍ! وهو أن نعيش عند أقدامِ الرَّبَّ وننتبهُ لعدم الوقوعِ أو قيادةِ أي حَياةٍ ثمينةٍ للمعاناة الأبدية، والتي لا تستحق أن تُحمل بعيداً بسببِ خدعِ الشَّيْطانِ!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز