-
-
بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، ٱلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ ٱلْمَسِيحَ، (فيلبي 3: 8)
هُناكَ أناسٌ أذكياءَ للغايةِ في جَميع أنحاءِ العالمِ. فعلى سَبيلِ المِثال، الأشخاص الذين يُتقنون مَواضيع عَلمية مُعيّنة، ويُعلموننَا بِحكمةٍ عنهَا، أكونُ سعيداً عِندما أراهُم يتحدثونَّ حول هَذهِ المَواضيع. وبِالمناسبةِ، لا يُمكننا أن نُنكر أنهُ من خلالِ اكتشافاتهم، يَفعلون أشياءَ جيدة للبشرية. ومع ذلك، فإنّ العَديد من هَؤلاء العُلماء، بسببِ عدمِ خُضوعهم أمامَ الله، يَفتقرون إلى مَا هو أفضل: مَعرفة يَسوعَ المَسيح ربنَا.
يوجدُ العديدُ ممنْ يُحبّونَ البحث عنْ ثرواتِ العَالم مِثل الشُهرة والمَجد، ولكنْ نحنُ الذين وجَدنَا الخلَّاص في يَسوع، نُحبُّ معرفةَ المَسيحِ فقط. وينظرُ إلينا البَعيدون عندَ الإشارةِ إلينا، ويَتكلمون عنَّا بازدراءٍ ويَعتبروننَا حمقى، في حِين أنهُم في الواقعِ هُم كذلك، والذين تُسيطرُ عليهم قوّى الجحيم، لأنهُم لمْ يَتقابلوا بَعْد مع اِبن الله.
والآن، يَجبُ أن يَكون هَدفنا يَفوقُ مَعرفة يَسُوع! وبَدلاً من السَّماحِ للناسِ بِالتلاعُبِ بنا، يَجبُ أن نَكون حَذرين. وخُصوصاً مع أولئكَ الذين يُريدون تَحويلنا إلى أتباعٍ لدينٍ أو مَذهبٍ صنعهُ البشر. لأنّ يَسوعَ حرَّرنَا وأعطانَا الحِكمةَ!
الله مثلّث الأقانيم: الأبُ والابنُ والرُّوحُ القُدس. والمَسيحُ هو الابنُ الذي فيهِ كُلُّ الحكمةِ. ويَجبُ على أيّ شخصٍ يقبلهُ كمُخلِّصٍ لهُ، أن يَنطلقَ لتحقيقِ الهدفِ الذي كانَ بسببهِ بُولس أسيرٌ من أجلِ يَسُوع.
مَهما حَاولنا هُنا على الأرضِ أن نَعرف مخلِّصنا بالكاملِ، لنْ نَستطيع. لكننَا في الأبديةِ سَنعرفهُ كمَا هُو(1 كورنثوس 13: 12). ولذلكَ كي نَستمرَّ في هَذهِ الرحلةِ المَجيدةِ، يَجبُ أن نَتركَ كُلَّ شيءٍ من أجلِ مَعرفةِ يَسُوع.
وكمَا يَقول الكتابُ المُقدسُ، فإنَّ كُلَّ الأشياءِ في هذا العالمِ الذي تُعتبر مُهمةٌ، ليستْ سوى نِفايةٌ مقارنةً بمعرفة من هو ابنُ الله. لذلك، لا تنبهر بالشّهرةِ أو الكبرياءِ أو أي مجدٍ آخر مُمكن أن يُقدمهُ لك أيُّ شَخصٍ. فالمُهم هو السَّعي إلى فضلِ مَعرفةِ المَسيح.
فهل سَتكون على اِستعدادٍ للتضحيةِ بِكلِّ الأشياء، مُعتبراً إيّاها نِفاية من أجلِ كسبِ المَسيح؟ يَا إخوتي، إذا جمعَ شخصٌ ثروةً طائلةً ولم يَتعرف على يَسوع بعْد، سَيصل في النهايةِ إلى نتيجة مفادهَا أنه قدْ خسر كُلَّ شيءٍ. صَلاتي لكُم أيها الإخوةُ والأخوات، أن تَفحصوا أولوياتكَم وتَستثمروها في ما سيجلبُ لكم السَّعادة الأبدية!
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز