-
-
أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أَنْظُرُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ إِذَا ٱسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ. (مزمور 17:15)
إنّ مَا يُعزي خُدام الله ويُعطيهم الرّجاءَ، بأن يومَ الحِسابِ - الدَّينونةِ - سَيكونُ مَجيداً. ومن نَاحيةٍ أخرى، أولئكَ الذين لا يخضعونَ للرَّبّ، يَعيشونَ في الخطيئةِ وأرواحهُم التي لمْ تُطهر من أعمالِ الشرَّ، يكونوا دَائماً خَائفين ومُرتعبين من مُجردِ التفكيرِ في ما سيحدثُ لهم بعد الموت. وأتعسُ شيءٍ هو أنهم لا يُريدون أن "يفتحوا أعينهُم" لطلبِ المُساعدةِ الإلهية. اليوم، يُمكن لجميعِ الأشخاصِ الضائعين أن يتحرَّروا بِمجرّدِ أن يَعترفوا بِخطاياهم ويَتوبوا عنها. وكلّ من يفعل ذلك ينال الخلَّاص.
إنّ الذينَ لمْ يعرفوا يسُوع، ليسَ من السهلِ عليهم التوبةُ عن الخطايا، والحصول على المغفرةِ، لأنّ القوةَ الشَّيطانية تُسيطر عليهم وتُقاتل بالأسنان والمَخالب، حتى لا تترك فريستها. ولكنْ عندما يَتّخذُ أحدهُم القرار بأن يتبع المسيح ويدخُل إلى ملكوتِ الله، يَبدأ هو أو هي في رُؤية كمْ كانَ غبياً. فليس من الحكمةِ تأجيل حقيقةِ أين ستقضي الحَياةِ الأبديةِ، لأنهُ عندما يأتي وقتُ موتك وأنت تحتَ الخطيئةِ، ستُغادر هَذا العالم دُون خلَّاصٍ، وسَتظل كذلك إلى الأبدِ. لذلك، فإن أولئك الذين لا يُريدون أن يَتغيروا ليْسوا فقط حمقى، بل أغبياء ويَحتقرون الحكمة ويَستهينون بِالخطيئة التي يعيشون فيهَا.
إنّ الذين يُعطونَ حياتهم ليسوع، يُخلصهُم الله بِنعمته، ومن تلك اللحظةِ يُمكنهم الاعتمادُ على عملِ القُدوسِ في حياتهم. ففي الواقع، هُم يصبحون برَّ الله (2كورنثوس الثاني 21:5). وبالخلَّاص ينظف "سِجلهُم" وبذلك يُمكنهم اِتخاذُ القرار الحكيم بعدمِ الانحناء مرةً أخرى أمام قوّى الشرّ. إنّ البرَّ الذي يَمنحهُ لهُم الرَّبّ يجعلهم يَستطيعون رفع رأسهم عالياً دون أي إدانة.
جميعنا سَنموتُ في يومٍ من الأيام. وعندما نَستيقظُ على "الجانب الآخر"، ما الذي سَنراه؟ إنّ البار سَيكونُ مثل الأميرِ، أمّا الشرِّير سيكون على صورةِ الشّخصِ الذي خَدمهُ وأطاعهُ "الشَّيْطان". وسأفعلُ أيّ شيءٍ لكي لا أبدو مثلَ الشَّيْطان أو أكون في "مجموعتهِ". وما يَهمّني حقاً هو أن أنتمي إلى يسوع، وأن أكون على شبههِ. سيستيقظ البعضُ في الحياةِ الأبدية، والبعضُ الآخر سَيستيقظُ في العار الأبدي (دانيال 12: 2). فلماذا لا تَقبلهُ الآن؟
مَاذا يدور في قلبك عندما تسمعُ عن الدّينونةِ؟ حياتك هُنا على الأرض لنْ تدومُ إلى الأبد، وعندما تصلُ إلى اليوم العظيم، ستلتقي بقاضي الأحياءَ والأموات. وفي مواجهةِ هذه الحقيقةِ، ماذا سَيكون مصيرك؟ وماذا سيحدثُ لك؟ سلِّم نفسك ليسُوع بينما لا يزال هُناك وقت، وستعيش بدون أي خوف من المُعاناة الأبدية.
سيحكمُ الرَّبُّ يسوع في ذلك اليوم حسبَ عدلهِ وصلاحهِ. ولنْ تكون هُناك رحمة، لأنَّ عدل الله لنْ يميِّز الذين لم يقبلوهُ هنا على الأرض. وهَذا هو الوقت المُناسب للحصولِ على غُفران الرَّبِّ وخلَّاصه.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز