-
-
أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ أَكُونَ قَدْ تَعِبْتُ فِيكُمْ عَبَثًا! (غلاطية 4: 11)
لقد عَملتُ بِلا كللٍ طِوال مَا يُقربُ من أربعةِ عقودٍ من خِدمتي وشاهدتُ مُعجزاتٍ عَظيمة قام بها الربُّ. واحدةٌ منها، هي أن نرى بلادنَا تتغيرُ بقوة الله. كان عَددنا قليلٌ جداً عِندما تغيّرت حَياتي، لكنْ يبلغ عددُ الإنجيليين اليوم في بلادنا وسطياً حوالي 30٪ من عددِ السُكان. ويَتحدث البعض عن نسبةٍ أعلى من ذَلك، لكنْ يجبُ أن نعترفَ أن نفسَ الخوفِ كان مَوجودٌ أيضاً في قلبِ بولس.
دفعت محبةَ ذلكَ الرسُول إلى ربحِ نفوسِ الغلاطيين لمَلكوت الله؛ ولكنْ، بدلاً من أن يكونَّ لهمُ شركةٌ مع الرَّب، أصبحوا مُتعصبين دينيين، ومؤمنين بتعاليم أُعطيت لهُم من قِبل أشخاصٍ لا يعرفون العليِّ. ولكنَّ هذا أمرٌ أخطر بكثيرٍ من القيامِ بما تُدينهُ الكلمة: فهو حِرمَانهُم من يَسوع، ابنُ الله، ربُّ الحياة.
قد يَحدثُ نفسُ الشيءِ اليوم معك: فلقد عرفت الإيمان لكي تُصبحَ خَادماً ناضجاً، تُرضي إلهك، ولكنْ بِمُجرد أن تَبدأ في قضاء الأيامِ والشهور والسنين، بدونِ فائدةٍ، فإنك ستبتعد عن الرَّبّ. إنّ تعاليمَ العدوُّ المُشككة تَخدم بِقوةٍ فقط مع هؤلاءِ الناس الذين يُمارسونها! ولكنْ أن حَررنا الابن فسوفَ نَكونُ فعلاً أحراراً (يوحنا 8: 36).
إن الطُفولةَ الرُوحية هي عَلامةٌ على أن أولئك الذين يَتبنون هَذا المَوقف ليسوا بعد في ملءِ الإيمان. والآب السماوي يأملُ منا أن نُحقق ما حققه ابنهُ كُلَّ يُومٍ ( أفسس ٤: ١٣). في الواقع، لا يُريدنَا الله أن نكون مُحدودين في خدمتنا لهُ، لذلكَ نحنُ بحاجةٍ إلى أن نَنمو في النعمةِ بحيثُ يرى البعيدين أن الطريق الذي عينهُ الرَّبّ للإنسان - الإنجيل - هو الخيار الوحيد، ومن خِلال ذلك يُمكننا الاستمتاعَ بالبركات التي نحصل عليها.
هَذا لا يَعني أننا يَجبُ أن نَتجنبَ أولئك الذينَ يفكرونَ بِطريقةٍ أخرى، وأنهُ من واجبنا دَعم الضُعفاءَ. ونتعلمَ أكثرَ من يَسوع ونعَيش كمَا عَاشَ. يَتوقع العَالم الكثيرَ من الأخبار السارة. نحن لدينَا الكلمةُ التي خلقت السَماوات والأرض، والتي سوفَ تغيرنَا إلى أشخاص مِثل سيدنَا. ويَجبُ على كُلِّ خادمٍ للرَّبّ العمل من أجلِ نهايةٍ مُثمرة. لذلك، أن تكونَ مُزدهراً في الإيمان، وبَذلك ستعطينا فرحة رؤية أننا لم نعمل عبثاً.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز