-
-
وَهَذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي ٱلْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ، (فيلبي 1: 9)
كان بُولسُ راعياً غَيوراً على رَعيّتهِ، بِجانب أنه كونه من قادَ أهل فيلُبي إلى الخلَّاص. وسَيكون أمر جيّد لو أنّ الذين يَقودون الناسَ إلى المَسيح، لا يَتخلَّوا عنهُم تحت أيِّ ظرفٍ من الظُروف. فالشَّيْطان يسعى لزرعِ العداوةِ وعدم الانسجام بَين الكثيرين، وذلك لتحقيق غرضهِ، وهو وقوع أي شخصٍ فريسةً له. ويعرفُ العدوُّ أنه كُلما كانت هُناك مشاعرٌ للقسوةٍ في حياتنا تَهتزُ الثقةُ بيننا، لأنّ صوتَ الجسدِ أعلى، ممَّا يجعلُ المحبة تبرُد، وبالتالي فإن المؤمن الجديد لنْ يحصل على المُساعدة اللازمةِ، وسوف يَتألم.
لقد سَاعد ذلك الرسُول المُؤمنين الجُدد على مَعرفةِ الطريقِ الصَحيح، وذلك من خلالِ تعليمهم ما يجبُ عليهم فِعلهُ حتى تَزدادُ محبةُ الله فيهم أكثر وأكثر. إنّ الراعي الصَالح يسعى دائماً لتعليم أبنائه كُلّ ما هو صَالح، من أجل أن ينمو في الإيمان الذي دُعيَ إليهِ قطيعهُ. فجميعُ المولودين مرةً أخرى هُم صيادون للناس، ورُبما هُم لا يمارسون أي من العطايا الخمس الخَاصة بالخدمةِ (أفسس 4: 11). ولذلك، يجب أن نَهتم بالذين يَسمحُ الله لنا بولادتهم للحياةِ الأبديةِ. وأخيراً، يقول الرَّبّ، بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلَاءِ ٱلْأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ (متى 25: 40).
إنّ معرفة الكتاب المُقدس تجعلنا حُكماء فيما يتعلق بقضايا الحياة اليومية. إذن فمعرفةُ الكلمة أمر في غاية الأهمية. إنها تعلمنا أن نستعدّ للمواجهةِ قوّى الظلام، تِلك التي لا تُهاجمنا فحسب، بل وأيضاً تحاول سَرقةَ ما هو لنا. ونحنُ إذا ساعدنا هَؤلاء الأشخاص أن ينمو في الكلمةِ، فسوف نَحصلُ على فرحٍ عظيمٍ، لأنهم لنْ يُنكروا الرَّبَّ يوماً، ونتيجةً لذلك سوف يكملُ فرحُنا.
يجبُ أن يَنمو كُلَّ أبناءِ الله في الفهمِ، فذلك ذو أهميةٍ كبيرةٍ لهُم وللبشرية كُلها. إنّ حَياتنا ستكونُ أفضل، عِندما يَبتعدُ الزاني عن طريق الخَطيئة، على سبيل المثال، أو عِندما يَتغيرُ الّلص. لا يُمكننا أن نتوقع من البعيدين إيجادَ الحُلول لمشاكلِ العالمِ. إن خادمَ الرَّبِّ العلىِّ - الشخص الذي يستطيعُ أن يفعل كُلَّ شيءٍ فينَا وبنَّا - يُعطينا القُدرة على تغيير البَشر وبالتالي تغيير المُجتمع بالكاملِ.
إذا كان هُناك أشخاصٌ منا يَستمتعون بالحفلاتِ الفاسدة، ويُمارسون الزنا أو يقدمون الذبائح للشياطين، يَجبُ أن يفهموا أن مِثل هَذه الأشياء عَاراً عَلينا. ولكنْ، إذا كُنا نسعى ونُكرس أنفسنا للقيام بعملِ الرَّبّ كما ينبغي، فإننا سوف نُغير مُجتمعنا. ولتحقيق هَذه الغاية، علينا أن ننمو في الإيمان ومَعرفة الله، بِحيث يُساعدنا الرُّوح القُدس على القيام بالعملِ بطريقةٍ كاملةٍ ومثالية.
يُحذرنا الكتابُ المقدس من أن أولئك الذين يَتلقوا المَواهب ولكنهم لا يَستخدمونها، بأنهم سوف يطردون من الحُضور الإلهي، إلى الظُلمة الخَارجية إلى الأبد، حَيث هُناك البُكاء وصريرُ الأسنان. ولكنَّ المُؤمنين سَيستقبلهم الرَّبُّ في المَجد، كمُباركين الأب. وسَيكونون مع الرَّبّ يَسُوع إلى الأبد (متى 25: 14-30). فيجبُ أن نسعى لكي نكونَّ سُعداء في الأبدية، والأمرُ سهلٌ جداً: فقط أطِعْ ما تقولهُ كلمةُ الله.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز