-
-
وَٱلرَّبُّ يُنْمِيكُمْ وَيَزِيدُكُمْ فِي ٱلْمَحَبَّةِ بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ، كَمَا نَحْنُ أَيْضًا لَكُمْ. (1 تسالونيكي 12:3)
سَنحيا بِشكلٍ أفضل إن رُفِعتْ هَذه الصلاة من أجلِ جميعِ الناس. وذلك سَيكونُ عظيماً. لا يوجدُ شيء مُحزن أكثر من رُؤية المَسيحيين يَعيشون بَأنانية ولا يَكرزون لغيرهم بالكلمة، ولا يَحترمون أحد ولا يُفكرون إلا في أنفسهم. يَجب عليهم أن يَبحثوا عنْ الإرشاد الإلهي في كلمةِ الله، لأنهُم إذا استمروا فيما هُم عليهِ، فإنهم سَيواجهون مَشاكل في الدينونة الأبدية. سَنقاس بنفس المِقياس الذي نَستخدمه (متى 7: 2).
إن غيابَ محبة الله في قلبِ شخصٍ ما، يَرجع إلى عدمِ اهتمامه بِعلاقته بهِ. والحَقيقة هي أن الشَّيْطان يُغري الشعب المُقدس بِبعض من اِستراتيجياتهِ. قال يسوع وَهَمُّ هَذَا ٱلْعَالَمِ وَغُرُورُ ٱلْغِنَى يَخْنُقَانِ ٱلْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلَا ثَمَرٍ، الذي يُريده الأبَ (متى 13: 22). ونتيجةً لذلك، يَبدأ خُدام الله بالتفكير بشكلٍ مُختلف عما يأمرهُم به الإنجيل، ويُقدمون شهاداتٍ سيئةٍ ويخجلون من الاسم العظيم الذي يَحكُم حَياتهُم.
هُناك الكثيرُ من الكراهية والأشياء السَيئة في هذا العَالم. والناس بِحاجةٍ ماسةٍ لعملِ الحُب الإلهي، ونحنُ المسيحيين يجبُ أن نقدمَ لهم هذا الحُب. ولكن، عندما يَفقد الملح طعمهُ، فهو لنْ يكونَّ صالحاً لشيءٍ. فلا تدع ذلك يحدثُ معكَ (مرقس 50:9)! افحص نفسك إذا كُنت تحب حقاً البعيدين، وإذا كُنت طيباً مع إخوتك في المسيح، ولست مُزيفًا. ولا تنس: إن كُلَّ ما يتمُ الحصولُ عليهِ بالخادعِ غيرُ صالحٍ لشيء!
إن الحُب الذي يجبُ أن نُعطيه لنْ يكون كافياً، لذا يجبُ علينا أن نَنمو فيه لكي يَرى الناس الفرق بينَ إنجيلِ الرَّبِّ والأديان الأخرى. وهَذا ذو أهميةٍ قصوى. فلا تَخلُط بين مَحبة الله وبينَ اللُطف البشري. فمثلاً من اللُطف أن نسأل عنْ شخصٍ مَا، ونُعطي اِهتماماً للمُحتاجين، ولكنْ لإثباتِ حُبِ الرَّبِّ علينا أخذهُم للكلمةِ والصَّلاةِ من أجلهم، ومُمارسة السُلطان المَمنوح لنا من قبل العليِّ على جَميع قوى الشر، من أجلِ إنقاذهم من أعمالِ الظُلمة (لوقا 4:18).
أولئك الذين يَعتقدونَ أنهم قد بلغوا الكمال في الحُب لأن خَطاياهم قد غُفرت هُم مُخطئون. هَذا الجُزء هو بسبب الرعاية الإلهية؛ والباقي سَتحققه عندما تضع تعمل عَمل الرَّب وتُعطي الخُبز الأبدي لأولئكَ الذين يَتعرضون للاضطهاد من قبلِ الشياطين، ويَخضعون للخطية والمَرض وأعمال الشرّ من عبادةِ الأصنام والسِحر والشعوذة، وتُخلصهم من كُل ذلك. فمحبةُ الله لا حُدود لها في عملِ التحرير من أسرِ الشيطان.
أعطانا يسُوع وصيةٌ جديدةٌ: أن يُحب بِعضنا البعض كمَا هو أحبنَا (يوحنا 13: 34). فلقد أنقذنا، وغفر لنا ومسحنَا بالرُّوح القُدس، وجعلنا قادرين على القيامِ بعملهِ. وعلينا أن نفعلَ نفس الشيءِ بالنسبة للأشخاصِ الذين ما زالوا في الظُلمة. ولكنْ لكي يَحدث ذلك، يجبُ أن نَطلبَ المُساعدة من الله. وسنكون بذلك قادرينَ على أن نكون قناةً للمُخلّص، من أجلِ إخراج الناسِ من الهَلاك وقيادتهم إلى الخلَّاص.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز