-
-
غَيْرَ مُخَوَّفِينَ بِشَيْءٍ مِنَ الْمُقَاوِمِينَ، الأَمْرُ الَّذِي هُوَ لَهُمْ بَيِّنَةٌ لِلْهَلاَكِ، وَأَمَّا لَكُمْ فَلِلْخَلاَصِ، وَذلِكَ مِنَ اللهِ. (فِيلِبِّي28:1 )
يندهشُ المسيحيّون الذين لا يعرفون الكتابَ المقدَّس جيِّداً بسببِ الأفعال السَّيئة التي يُمارسها الذين يعرفون الحقيقة. وهذا يحصلُ في كلِّ العالم، لأنَّ الشيطان يتسبَّب بهذا السّلوك على الرُّغم من نصرة الربِّ يسوع، فالعدوَّ يواصل خداع الذين لا يطلبون من الله الحماية الّلازمة ليتحرَّروا من عملِ رئيسِ الظّلام.
لقد حُذِّرنا ألَّا نندهشَ لما يقوله الذين يقاومون التبشير، فمقاومتهم ليست نزوةٌ عابرة، بل هي فعلٌ لروحِ الخطيئة.
إنَّ إبليس يكافح للحفاظ على أسراه ضمنَ يديه المتّسخة. ويجعل الخطيئة تهيمن على تلكَ القلوب لدرجة مقاومة الحقيقة، وعلاوة على ذلك، فإنّ الشِّرير يعطيهم القدرة على المجادلة وخداعِ القدّيسين.
لا ينبغي أن نندهشَ لأجلِ التّقدم الواضح للذين لا يعرفون يسوع ربّ الأحياء والأموات حتى الآن. فهذا جزءٌ ينبغي ملاحظته من استراتيجية العدوِّ لابقائهم في جهلٍ روحيٍّ.
في النِّهاية من أجل الحصول على ضالٍّ واحدٍ، فإنَّ الحياة المكرَّسة للكلمة والصَّلاة ضرورية جداً. ولا توجد طريقة أخرى لإيصال الخلاصِ إلى أسرى الشَّيطان.
انتبهوا لأنّ مملكة الهلاك تُعلِّم فرائِسها أن تكون مخادعة ومضلِّلة، لذا لا ينبغي لنا أن نتفاجأ من جرَّاء ما يفعلون. هناك حالاتٌ يُظهِر فيها هؤلاء الناس المحبة لخدامِ الله. ويقدِّمون التقدير والودَّ الكبير، وإذا لم يكن خادم الربّ ثابتًا، فسيواجه خطرَ الوقوع في الإغواء.
هناك صراعٌ يجري في العالم الروحيّ بين الخير والشَّر. ويتمُّ هذا القتال بين الأشخاص الذي يتبعون كلّ فريقٍ. حتى أكثر المتخلفين والأكثر خجلاً، والذين ليس لديهم المظهر ليشابهوا البشرَ في أيّ شيئ. هم جزءٌ من هذه المعركة. ويريد اللهُ أن يباركَ الجميعَ مثلما يبارك أيّ شيء آخر، لكن الشَّيطان يريد الاحتفاظ بهم، تماماً كما يفعل بالذين أكثر شُهرةً.
يحاولُ الشَّيطان أن يُثبِت أنَّ خدمة الله هي مضيعةٌ للوقت في محاولته للحفاظ على أحدِهم، وأنه من الأفضل الاستفادة من الحياة فيما يسمونه الذّروة، ولكن هذا كلّه خداع شيطانيّ بالنسبة لنا نحن الذين حصَلنا على نور الحقيقة، فمعركتنا هي أن نقودَ كلّ نفسٍ - بغض النّظر عن الصِّفة التي تملكها، سواء كانت عالمة أم لا - إلى المعرفة الكاملة بالحقيقة. ففعل الخير لشخصٍ ما، هو فعلُ ذلك ليسوع عينه.
لقد جاءَ إيماننا من الله، وبالتّالي سيقودنا إلى النَّجاح التّام. لذلك اِفعلوا وصايا الربّ التي علِّمتم بها. وذاتَ يومٍ سيستقبل ملكُ الملوك وربُّ الأرباب المؤمنين في السَّماء. فالأمرُ يستحقُّ أن تنتمي لله!
محبتي لكم في المسيح
د. ر. ر.سوارز