-
-
فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا. (فيليبي5:2)
كانَ لدى الربُّ يسوع محبّة للضَّالين حتى أنه لم يرَ الخطرَ والصّعوبات أو الإزدراء من النّاس. كان هدفه هو مساعدتهم على إيجاد طريق الله. والذين يؤمنون به يجب أن يسيروا بنفسِ الطريقة؛ بالنِّهاية يجب أن يتحقَّق قوله لكلِّ شخصٍ يدَّعي الإيمانَ بكلمته. فالحبُّ المُعطى لشخصٍ ما يستحقُّ أكثر من إلقاء الكثير من العِظات.
لقد أرضى المسيحُ الآبَ، وفعلَ كلّ المهمّات التي أُعطيت له، فإذا أردنا مسرّة إلهنا أيضاً، سيكون علينا التصرَّف وِفقاً للتوجيهات المُعطاة لنا، لأنَّه بدون إيمانٍ لا يُمكن إرضاؤه (عبرانيين11: 6). فالإيمان هو العنصرُ الذي يجعلنا نسلك الطريق الذي يقودنا إلى الله والذي يأتي بهِ إلينا.
لإنجازِ الخطة الإلهية، كرّسَ يسوعُ نفسَه في الصّلاة ولم يترك كلمة الربِّ لقاءَ أيِّ شيء. فحتى لو جاء ملاك إلينا حاملاً رسالة من الله، وحاولَ أن يُثبت بعلاماتٍ أنه مُرسَلٌ منه، فإن كانت كلماته ليست وفقاً للكتابِ المقدَّس، يجب اِنتهاره في الحالِ. ولكي يكون هناك نورٌ، يجب أن يتوفّر التطابق بين القانون والشَّهادة.
كلُّ مسيحيٍّ لديه ذاتُ الدَّعوة ونفس الأدوات التي استندَ إليها يسوعُ. ونحن مؤهّلون للقيام بالأعمالِ التي قام بها ابنُ الله تماماً كما في أيام خدمته على الأرض. بالطبع هناك اختلافٌ في الخِدمة، لكنَّ الرُّوح القدس يُرشدنا دائماً وفقاً لِما هو مكتوب في الكتاب المقدَّس. وبمجرَّد أن نستلم الإرشاد يجب علينا الوفاءَ له والعمل بِهِ.
كلُّ من يؤمن بابن الله يجب أن يُنجز نفسَ أعمال يسوع. أمَّا الاجتهاد لتوفير المبشّرين واستخدام التقنيات الحديثة، وتسويقُ استراتيجياتٍ لتعبئة الكنائس باستخدام الأدوات التي لم يخلقها أو يستخدمها الربُّ، هو عملٌ جسدي، وكلُّ ما يأتي من الجسَدِ لا قيمة له.
لا تزدري بخدمة المُصالحة التي سلَّمنا إيَّاها الربُّ: وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٥: ١٨). ففي يومٍ من الأيام سوف ندرك ما قمنا به أو فشلنا بفعلِ ما أمرنا الله بهِ. لن يُلام أحدٌ على ما لم يفعله، لأنّه لا يجب أن نحاول المعرفة أو التخمين لإكتشاف الإرادة الإلهية.
كُنْ سفيراً جديداً للعهد الجديد. وهكذا ستكونُ سببَ تعزية لكلِّ من يلتقي بك. تذكَّر أنه لا ينبغي أن يكون لدينا أيّ فكرٍ لا يوافق كتابَ المسيح. لقد اقتاد الرُّوحُ القدس يسوع أينما أراد الآبُ له أن يكون، وأن يفعلَ ويتكلّم كلّ ما قاله له.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز