"وَتَكَلَّمَ يُونَاثَانُ عَنْ دَاوُدَ حَسَنًا مَعَ شَاوُلَ أَبِيهِ وَقَالَ لَهُ: «لَا يُخْطِئِ ٱلْمَلِكُ إِلَى عَبْدِهِ دَاوُدَ، لِأَنَّهُ لَمْ يُخْطِئْ إِلَيْكَ، وَلِأَنَّ أَعْمَالَهُ حَسَنَةٌ لَكَ جِدًّا".(1صموئيل 19: 4)

لمْ يستطِع المَلكُ شَاوُلَ الذي اِمتلكتهُ الغِيرة، بِسببِ الحَسد والكراهية من الاستماع إلى المَشورة الحَكيمة التي قدّمها لهُ يُونَاثَانُ اِبنه. فعندما يُسيطر الشَّيْطان على شخصٍ ما، يَجعله يتصرف كما لو كان أصمّ أو أعمى، وبشدّة يَجبُ ألا تسمح أبداً للكراهيةِ أو الرغبةِ في الانتقام أن تُسيطرَ على قلبك، لا تُبرر أنك مَجروحٌ جداً، ولذلك، لنْ تَكُنْ قادر على الغُفران، فمن يَقود حَياتك هو الشَّيْطان عندئذٍ.

عَليك أن تُفكر في مَا تقوله كلمة الله، مهمَا كان الشرّ الذي عَانيته ومَا سيحدُث للذين لا يَغفرون للآخرين، لنْ يُغفر لهُم. فالسبب وراء عدم نجاحِ العديد من المُغفلين هو التالي: أنّ الشَّيْطان لا يُريد أن يَخسرهم، ولهذا فهو يُغريهم لاِتخاذ مثل هذا الموقف. ولكنَّ، الحَقيقة هي أن الغُفران سيُحولك إلى شخصٍ أكثر بركة. لذلك كُنْ حكيماً كما كُنت قديماً، واِغفر للذين سبّبوا لك المعاناة.

إنّ الذين تَركوا مَشاعر الشرَّ تدخُل إلى قُلوبهم، يَفقدون القُدرة على الاستماعِ إلى الرَّبِّ. لذا، لا يُمكن لهَؤلاء النَاس أن يَعيشوا في سلامٍ، لأنهم يقضونَ اليوم بطولهِ يجتهدون لفعل ما فعلهُ الآخرون بهُم. إنّ الشَّيْطان الذي اِستخدم شخصاً ما لإيذائك، يسعى الآن لجعلك ترفض الغفران لذلكَ الشخص. وأسوأ ما في الأمر، هو أنك إذا استسلمت،ُ سَيُبقيك العدوّ في يديهِ وسَيمنع عنك البَركة.

بسببِ فُقدانِ شاول القُدرة على الاستماع إلى العليِّ، كما فعلَ مع الأمر الإلهي، على يدِّ النبيّ صموئيل، ولم يستمع إلى كل ما أمرهُ به، وبالتالي، اِنتهى بهِ الأمر إلى عصيان الرَّبّ. وخسر المَملكة. وبالمثل، يجبُ ألا تدع الشَّيْطان يُدمّر قدرتك على الاستماع إلى الصوت اللطيف والحنون من إلهنا الصالح، لأنهُ إذا كُنت لا تفعل ما أمر به، فلنْ تستطيع إرضاءه. انتبه، هُناك العديد من الأشخاص غير قادرين على الاستماع إليه.

أفضل شيءٍ هو أن تسترشد بالرُّوح القُدس، فهو الشّخص الذي سيقودك دائماً إلى الانتصار. ولأنّ شاول سمح للشرّ أن يملأ قلبهُ بالحسد، لمْ يُدرك أنّ أعمال داوُّد كانت جَيدةٌ جداً تجاهه، تماماً كما أشار عليه يوناثان. وكلّ الذين لا يستمعون إلى الله قد يَموتون في وقتٍ مُبكر، لأنّ الْشجرة التي لا تكشف عن ثمارها أو تتوقف عن إنتاجها، ستُقطع. لذا، اِبتعد عن أيِّ خطيئة تُناديك من عُمقٍ إلى عُمق (مزمور 42: 7)، فحَياتك لنْ تكون مُنضبطة بِهذه الطريقة.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز