-
-
"فَقَالَ دَاوُدُ لِأَبِيجَايِلَ: «مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي أَرْسَلَكِ هَذَا ٱلْيَوْمَ لِٱسْتِقْبَالِي"(1 صموئيل 25: 32)
هُناك بعضُ الأشياءِ التي تُزعجنا وتجعلنا نَتّخذ القَرار بِالانتقام. فلم يَرفُض نَابَالُ تلبية طلب داوُّد فحسب، بل أهانهُ أيضاً أمام رِجاله. وإذ كان جُندي الله قدْ وضع في قلبهِ أن يقتل هَذا الرجُل، الشخصُ الذي لمْ يُساعدهُ عندمَا اِحتاجهُ، لأنّ نَابَالُ كان يعلم أنّ داوُّد والرجال الذين تحت قيادتهِ كانوا يَحموا عبيدهُ وأمواله. وفي تلك المَرحلةِ، لم يكن شيءٌ يُمكن أن يُغيّر رأي داود بأن يقتل هَذا المُزارع ذو القلب الشّرير. إلا أنّ شَفاعة هَذه المرأة غيرت مُجريات القِصة.
تمَّ إطلاع أَبِيجَايِلُ زوجة نَابَالُ على ما حَدث أخيراً، فأَخَذَت مِئَتَيْ رَغِيفِ خُبْزٍ، وَزِقَّيْ خَمْرٍ، وَخَمْسَةَ خِرْفَانٍ مُهَيَّأَةً، وَخَمْسَ كَيْلَاتٍ مِنَ ٱلْفَرِيكِ، وَمِئَتَيْ عُنْقُودٍ مِنَ ٱلزَّبِيبِ، وَمِئَتَيْ قُرْصٍ مِنَ ٱلتِّينِ، وَوَضَعَتْهَا عَلَى ٱلْحَمِيرِ، وذهبت باتجاه داوُّد. وعندما التقت بهِ لم تستخدم كلماتٍ بشرية مُغرية لكي تُنقذ نفسها من خادم الله الذي يُريد الانتقام. ولكنها، أظهرت نَفسها كخادمة حَقيقية للرَّبّ، وتنبأت لرَاعي إسرائيل. وهَكذا، أجاب داوُّد طلبها، وبعد ذلك، أصبحت زوجتهُ. أنت لا تعرف ما قد يحدُث لك كلمَا سمحت للرَّبّ بأن يَستخدمك. وسَتأتي المُكافأة بنفس مقدار طاعتك لهُ.
يجبُ أن تنتبه دَائماً إلى الشخصِ الذي يُرسله لكَ العليِّ، فقد يكون شخصاً ما بحاجةٍ لمُساعدتك أو قد يكون سبباً للبركة. ويجبُ أن تُدرك أنه، في كُلِّ وقتٍ، يَجبُ أن تكون ملابسك بيضاءَ وأفكارك مُقدّسة (سفر الجامعة 9: 8). إنّ سُرعةَ قلبِ الذين يَخدمون الرَّبّ، تحتاجُ دائماً أن يَستمع الشَخص إلى رُوح الله القُدوس. قد يستخدم أبانا شخصاً ما لتُوبيخنا، وفتح عِيوننَا بشأن بعضِ الوعود التي لنا، أو لإعطائنا بعضَ التوجيهِ فيما يتعلقُ ببعضِ الأعمالِ. فكُن خادماً لله في كلِّ الأوقات!
لقد أدرك داوُّد أنّ الرَّبَّ هو الشّخصُ الذي أرسل أَبِيجَايِلُ لمقابلتهِ، ولذلك غيّر رأيه. والذين يخدمون الرَّبّ يجبُ أن لا يستمروا أبداً في القيام بشيءٍ ما، إذا كانوا يشعرون بتحذيرٍ من السّماء. وليس من الخطأ أن تطلب المَغفرة، على سبيلِ المِثالِ، وأن تتعرف بغلطتك وحقيقةِ أنك قد غرقت في بعضِ المَشاعرِ ولم تَستطيع التحكُم بها. وأفضل شيءٍ يجبُ علينا القيام بهِ هو أن نخضعَ دائماً لتوجيهِ الرُّوح القُدس.
إذا كُنت دَائماً خادماً للرَّب سترى أنهُ سيكون إلهك على الدوام، وسوف تكون قادراً على تفادي كل تلك الأشياء غير سارة والتي قد تظهر في حياتك. إنّ أولئك الذين يملكون أعلى مُستوى من الحماية في حياتهم، لن يتوقفوا أبداً عن الاسترشاد بالرَّبّ في مُتابعة أعمالهِ، ولهذا السَّبب بالذات لنْ يَستخدمهُم رُوح العِصيان أبداً.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز