-
-
" وَٱلْآنَ، مَاذَا ٱنْتَظَرْتُ يَا رَبُّ؟ رَجَائِي فِيكَ هُوَ."(مزمور 39: 7)
إن التَكبُر يقود الكثير من الناسِ للانزلاقِ والسُقوط في المشاكل. إنهُم لا يَعرفون، لكنَّ مثل هَذه الأعمال تزرعهَا قوّى الشَّيْطان، رُوح الشرَّ الذي يسكُن في ذلك القلب. وفي الواقع، أيّ شذوذ يُشير إلى أنّ الجَحيم هو من يؤثر أو يَقود تلك النفس. وأفضل شيء نفعلهُ من أجلِ الذينَ لديهم هَذا النوع من السُلوك، هو الصَّلاة، والتشفُع من أجلهم، وكُلما جاءت الفُرصة، يجبُ أن نَحاول فتحَ أعينهم بالحكمة.
إنّ الشّخصَ المُتكبر لا يعلم أن التّكبر لا يأتي بثمر، بَسبب الفَراغ من المُحتوى الإلهي، وفي نفسِ الوقت لأنّ الشَّيْطان وضع مكانه أشياءهُ الشرِّيرة. فيا أخي، نَحنُ بحاجةٍ للاستفادةِ من التواضع، ولتكوين صَداقاتٍ مع الجَميعِ، وعلى الرُغمِ من شعور البعض بأنهُم يملكون أكثر من غَيرهُم، يَجبُ أن يَتصرَّفوا بِاعتدال في سُلوكهم، حَتى لا يكونوا سبب إساءة لأيِّ شخصٍ أخر (1 بطرس 5: 5).
إنّ قوُّة الكتابِ المُقدّس تعمل عملها، لأنها صَوتُ الله ولأنها تحمل جوهر الحضور الإلهي. ولا توجد كلمة واحدة من كلام الرَّبّ ليس لها سُلطان، بل على العكس تماماً، فكُلّ الكلام الذي يخرج من فم العليِّ، يأتي بالنِّعمة الإلهية لتنفيذِ الأشياءَ التي أعلنها. وعندما نسمعُ كلمةَ الله نَشعُر أنّ قوُّة العليِّ مُميزة عن كلمةِ الإنسان، لهَا وزنٌ وسُلطانٌ في ذاتها. ويحدث ذلك لأنّ العليِّ يشهدُ عن نفسهِ فيها.
أولئكَ الذين يُؤمنون بما يُعلنهُ الرَّبّ لهُم يُمكنهم أن يَروا مَجد الله، وعمله وهو يُنجز وعودهُ؛ أمَّا الذينَ لا يُؤمنون بهِ، حتى لو قضوا سَاعاتٍ طويلةٍ في الصَّلاة أو صاموا بِطريقة جيدةً، سينتهي بهم الأمر إلى عدمِ الحُصولِ على إجابة. وما يجعل المُعجزة تحدُث هو الصَّلاة والإيمان بأنّ ما وعد بهِ الآب بالتأكيد سوف يَتحقق. والحقيقة هي أنه لا توجد كلمةٌ للربّ خاليةٌ من القوُّة.
الكلماتُ التي تخرج من فم الله ثابتة. لا تتغيّر أبداً - في المستقبل مثلاً – يكون لديه فكرة ثانية. وهذه الكلمات موجّهة إلينا، وهي أفضل ما لدى الله العليِّ، لكُلّ الذين يَنتظرونه. إنّها لا تأتي فجأة، لكنها مدفوعة من رُوحة لإيصالنا إلى الخلَّاص. وبما أننا نُؤمن بما أعلنهُ لنا فإنه يجعل قوتهُ تعمل من أجلنا.
إنّ أفضلَ شيء، وذو فائدةٌ هو وضعُ رجائِك في ما يتكلم به الرَّبّ لقلبك. لأنهُ، بهذهِ الطريقة، يُمكنك إغلاقُ أيّ بابٍ للشيطان، وفتح الأبواب لإلهنا لكي يعمل. وذلك حينما تستمع إلى الوعظ بالكلمة أو أثناء قراءةِ الكتابِ المُقدَّس، وبذلك تتاحُ لك الفُرصة لتعلُّم الحَقيقة. وبمجرَّد سماع الرسالةِ الإلهية، يجبُ أن تُحدِّد ما تمّ إعلانهُ لك وأن تُفكر في العمل على تنفيذه.
إنّ الله مُلتزمٌ إلى الأبد بما يقولهُ، فهو يقول، السَّمَاءُ وَٱلْأَرْضُ تَزُولَانِ، وَلَكِنَّ كَلَامِي لَا يَزُولُ. (مرقس 13: 31). لذا عندما تفهم إرادةَ الرَّبّ يَجبُ أن تُصدِّق وتُصلّي كما تحدّد إنجازهُ. ومن هذا المُنطلق يجبُ أن تُغلق أذنيك لتلميحاتِ العدوُّ - وبهذه الطريقة سَتنتصر.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز