قوة الإيمان

يا لهُ من اِمتياز عَظيم أعَطي للمُرنم، لأنه أظهر مَن هو إلهُنا، ويجب أن تُدرك أنّ حَقيقة هَذا الامتياز مُعطى أيضاً لجَميعِ أفراد عَائلة المَسيح. وهَذا الشّيء الذي تفهمهُ وهو أن رغبةَ الرَّبَّ في حَياتك وما يُمكنْ أن يَفعله من أجلكَ هو بِمثابةِ صُورةٍ لهُ. إذا كُنَّا نؤمن بما يُكشف عنهُ، فَسنتمكن من تحديد مَا فهمنا أنهُ يَخُصنا. كُلّ ما يُمكن أن يَفعله الله لنا تم تَسجيلهُ في الكتاب المُقدّس.

ذِراعُ الرَّبّ قدير ويقدر أن يُنقذ، يُعطينا السَلام ويَضع الذين يَثقون به في أمان. من الجَيد حقاً أن نَعرف أننا لسَنا بحاجةً إلى القيام بأيّ شيء، ولا شيء على الإطلاق، لكي تَعمل السُلطة الإلهية لصَالحنَا. عَلينَا فقط أن نُصدِّق ونُطالب كُلّ شرَّ بالخُروج أو إنجاز ما هو ضروري. وحادثة يَشوع عِندما أمرَ الشَمس أن تقف سَاكناً فوق جَبعون والقمرَ فوقَ وادي أيلون، ويُعين المِثال في أن الذين هُم في شَركةٍ مع الله يُمكن أن يَستخدَموا بالفعل (يشوع 10:12 ، 13).

خلقَ الله السَماوات والأرض بذراعِه القَديرة والعَظيمة. وهُناك مِليارات النُجوم في كُلّ المجرّات، ويُقال إنّ هُناك مِليارات المَجرات في جَميعِ أنحاءَ الكون. وقد اِستخدم ذِراعهُ ويدهُ من أجلِ تخليص بني إسرائيل من عُبودية مِصر. يَرمز هَذا الخَلاص إلى ترك مملكة الظُلمة، لكنَّ المأساة الكبرى في حياة المَسيحي تحدُث عِندما يُعتبر أنّ أيّ شيء هام قد فعلهُ الرَّبّ لا إفادة منِهُ.

اليد العُليا قويةٌ لدرجةِ أنّ يسوع لم يَستخدمها بالكامل لطرد الشياطين، لأنهُ كان يَعلم أنّ إصبعَ الله كان كافياً. وهذه القوة موجودة أيضا في جميع الذين اِعتمدوا بالرُّوح القُدس. الآن، يَجبُ على الذين لم يَخضعوا لمِثل هَذه المَعمودية أن يَسعوا لها، لأنهم بهذه الطريقة، سَيكونون قادرين على هزيمةِ قوى الظلام.

إنّ الخبر السّار هو أن يدَّ الرَّبّ القوُّية لا تتوقف أبداً عنْ العمل، بل على العكس، فهي تعمل باستمرار من أجل كل من يَصرُخ طلباً للنعمةِ الإلهيةِ (إشعياء 59: 1). الآنَ إذا كُنت تؤمن بما تقولهُ الكلمةُ لك، وذهبت بإيمانٍ للوفاء بوعوده، سَيعملُ الرَّبُّ بالتأكيد نيابة عنك.

فالقوة التي يَمتلكها أبانا والمُتاحة لنا عظيمةٌ جداً، وهي فوق كُل قوى الشَّر، وهذا هو السّبب في أن أبناء الله لا يجبُ أن يكونوا خَائفين، عندما يَتعلق الأمر بامتلاك ما هو لهُم. والشَّيْطان يعلمُ أنهُ عندما نَستخدمُ اسم يَسوع، تبدأ قوُّة العليِّ في العملِ وتفعل ما نريدهُ. فكُن قوياً الآن، واذهب إلى المعركة وكلّ الأشياء التي ستطلبها باسم يسوع، سوف تتحقق بالتأكيد.

إنّ الذين يخدمونَ الله لديهم قوةٌ لا مثيل لها على الإطلاق. لذلك، عليك أن تكون جريئاً في الإيمانِ بالأشياءِ التي يُعلن الرَّبّ أنها تنتمي لك، من خِلال الكلمة. كُنْ حَازماً في قراراتِك وافعل ذلك، فكلُّ الأشياءِ مُمكنة للذين يُؤمنون (مرقس 9: 23). الآب قويٌّ ولا يُهزم.

محبتي لكم في المسيح
د. سوارز