-
-
" يَا رَبُّ، مَلْجَأً كُنْتَ لَنَا فِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ ". (مزمور 90: 1)
هُناك شَخصيتان في الكتابِ المُقدّس، يجبُ أن نثقَ أنهُما يستطيعان فعلَ كُلِّ شيءٍ: إلهنا، لأنهُ صالحٌ ويفعل الخير دائماً لأجلنا، ويفي بِجميعِ وعودهِ لنا. والشّيطان لأنهُ في جوهرهِ شرِّير وقاسٍ جداً، ويسببُ الأذى في حياةِ الذين لا يَجدون مَلْجَأً في العليِّ – وهم الذين لا يشربون ما تتحدثُ بهِ الكلمةُ إلى قُلوبهم. لكنَّ الذين يُؤمنون بما يَقولهُ الرَّبُّ لهُم، هم بعيدين عن يدِ الشَّيْطان. ومن ناحيةٍ أخرى، الذين لا يصدّقون تحذيرات الرَّبِّ لهُم من الخطر، من خلال رسالةٍ مباشرةٍ أو من خِلال قراءةِ الكتابِ المُقدّس. سيُحاسَبون على ذلك، لأنهم احتقروا الملّجأ الذي يُمكنهُ حِمايتهُم بالشّكلِ الأمثل.
اكتشفَ الإسرائيليون، بالرُغم من كونِهم أمةٌ صغيرة، وإمكانياتهم شحيحة، أنّ الرَّبَّ ملجأ لهُم، من جيلٍ إلى جِيل. وفي زمنٍ ما، كما هو الحال في مَملكةِ داوُد، عِندما كان شعبُ إسرائيلَ هُم الأكثرُ أهميةٍ على وجهِ الأرضِ. أصبحت الأُمم المُحيطة بهم واحدةٌ تلو الأخرى، تدفع الضَرائب لأبناء إبراهيم. وفي ذلك الوقت، لمْ يخسر أبناءُ الله حرباً واحدةً على الإطلاق. واليوم، نفسُ الشّيءِ يَحدثُ عندما يُقرِّر شخصٌ ما أن يؤمن بما يقولهُ الكتاب المقدّس، يستطيعُ العثورَ على المَأوى في الرَّبّ، ويُصبح في النهايةِ هو المُنتصر.
لم يتعرّض الشَّيْطان للعقاب في ذَلك الوقت، على مَوقفه كمُغتصب للسُلطةِ التي مَنحها الرَّبّ للإنسان، ولهذا السبب، كان قادراً على اِضطهاد كُلَّ من يُريد، ولكنهُ لمْ يَستطع أن يمسَّ يَعقوب ذُرية الإيمان الذي كان لدى إِسرائيل العليِّ. اليوم أصبحت الأمور أفضل. ويُمكن لأيِّ شخص أن يُصبح بين عَشيةٍ وضُحاها، سَيداً على حَياته، وذلك من خِلال العيش بَعيداً عن هجماتِ الشيطان، وأيضاً أن يُخلص الآخرين من مخالبِ الشَّيْطان.
الأمر المُحزن هو أنهُ الأفعى القديمة حتى بعدَ أن خَسرت المَعركة مع يسوع، التي دَفع فيها الثمن دَمهُ، تستمرُّ في قمع العديد من الناس، والذين لا يَعرفون حتى الآن ما هو مَوقفهم في المسيح. وهَذا هو السَببُ في أننا يجبُ أن نُبشرَ بالحقِ ليس فقط للبعيدين، ولكن أيضاً للقريبين، لأنّ العديد منهُم لا يزالون يَعيشون حَياتهم بعيداً عن الربّ، وكمّا هو مكتوب سُبِيَ شَعْبِي لِعَدَمِ ٱلْمَعْرِفَةِ (إشعياء 5: 13).
لا تدع نفسك تُغلب، في أيِّ علامةً على أي اِعتداءاتٍ للعدوُّ، ويجبُ عليك الوقوف بثبات وقوة من خِلالِ صُمودك في الإيمان، وذلك لمَنعه من اغتصابِ أراضيكَ. وكلما تقاومهُ في الإيمان سَيذهبُ بعيداً. لا يستطيعُ الشَّيْطان أن يقفَ أمام الذين يعترضونَ طريقهُ باسم يسوع. وبسبب هذا السُلطان، وبِٱللهِ نَصْنَعُ بِبَأْسٍ، وَهُوَ يَدُوسُ أَعْدَاءَنَا. (مزمور 60: 12).
يحتفظ الله بكونهِ المأوى للذينَ يؤمنون بهِ ولأولئك الذين لا يَخافون العدوُّ، لأن كُلَّ الذين يؤمنون بيسوع قد مُنحهم السُلطان على قوَّى الشرّ. فماذا لو آمنا بالرَّب وعِشنا حياةً مُنتصرة؟ نحنُ يُمكننا أن نصنع الفرق كلّه. فالذين يؤمنون بالعليِّ ويستخدمون اسمهُ هُم بلا شكٍ مُنتصرين في كلّ شيء. إذن ضع شكوككَ ومَخاوفك جَانباً، وتقدم للحُصول على ما هو لكَ في المسيح، فهَذا هو ما يُرضي الرَّبَّ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز