-
-
"وَلِأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي ٱلْحَقِّ" (يوحنا 17: 19)
نحنُ نعلمُ أنّ القداسةَ هي شيءٌ هامٌ جداً لحياتنا فبدونهِا لنْ نرى إلهنا (عبرانيين 14: 14). ولكن، حتى ونحنُ نعلم ما تُمثله لسعادتنَا الأبدية، فإننا في بعضِ الأحيان نضعها على المِحكّ، وينتهي بنّا الأمر بدفع الثمنِ باهظاً بسبب ذلك. فالكثيرون يعيشون حياتهم سائرين وراء الشَّيْطان بأفكارهِ القذرة ورغباته الشّريرة، وهي وسائلهُ الخاصة لتحقيقِ عدمِ القدَّاسةِ؛ وأخيراً، إنّ القداسةَ كما توضحها صلاة يسُوع، تأتي من ٱلْحَقِّ! وبالطبع يجبُ أن نَعيش حياةَ الصَلاة والصوم، ولكنْ ليس التكريس أكثر يَجعلنا مُقدَّسين فقط، ولكنْ مُجرَّد الفهم الصَحيح للحقَّ سَيُقدّسنا.
قدَّس الرَّبّ نفسهُ من أجلنَا. وما فعلهُ يَمنحنا بالتأكيد حياةً ناجحة بالكامل. وإذاً أردنا الوصولَ إلى مثلِ هذه النعمةِ الإلهية، فنحنُ لا نحتاج لإضافةِ أيّ شيءٍ ممّا اخترعهُ البشر للنّيلِ من القدَّاسةِ. ففي الواقعِ، بالنسبةِ لنا أن نَستمتعَ بالمغفرةِ الإلهية أو أي نِعمةٍ أخرى، علينَا فقط أن نُؤمن بما يُعلنه لنا الكتاب المقدس. إذا آمنَ أكبرَ خاطئٍ بين البشر، سوف يَتقدّس بالتأكيد.
إنَّ الذين يَجدون صُعوبةً في تركِ أفكار الشرِّير ورغباتهِ الرديئة – وبسببِ ذلك يَستمرّون في الوقوع في الخَطأ – يجبُ عليهم أن يَكونوا مُستعدين للتخلُص من تلك المُمارسات الخَاطئة، وأن ينتظروا الحُصول على كلمةِ الرَّبِّ التي هي لهُم أيضاً، ويؤمنوا أنّ هَذه هي الطريقة التي سَيُقدسهُم بها.
إذا كُنتَ قد مررت بتجربةٍ ما، وللأسف وقعتَ في الخطيئة، فلا حاجةَ لليأس والتفكير بأن خلاصك قدْ ضاع. ولكن اعترف بخطاياك للرَّبَّ، وأسأله أن يغفرهَا لك بالإيمان، واتخذ القرار بعدم اِرتكاب تِلك الأشياء بعدَ الآن. وسترى أنَّ حياتك سوف تتغيّر بالكامل. واِجعل عينيك مفتوحة كُلّ الوقت، لأنّ العدوُّ سيجلب لك الخطيئة أمامك دائماً، ويحاول أن يجعلك تصدِّق أنك ارتكبت خَطأ، ولنْ يُغفر لك.
اِرتكب داوُّدُ، الرجُل الذي كان بحسبَ قلبِ الله، خطيئةَ الزِّنا، وأيضاً كان العقل المُدبر للقتل (2 صموئيل 11: 2)، لكنهُ في النهاية دفع الثمنَ باهظاً للغايةِ. وعرفَ أنهُ لمْ يكُن ينبغي عَليه أن يفعل ذلك، وفي النِهايةِ عندمَا فهم هذا، واِعترف بِخطئهِ، سامحهُ الرَّبَّ. فيا أخي، لا يَهم الخطيئة التي اِرتكبتها، إذا اتجهت إلى العليِّ واعترفت بها، فستحصل على الغفران فوراً. ولكنْ، من يُفكر في الخداع والاستمرار في الخطيئةِ، فيجبُ عليه أن يحذرَ: لأنّ فعل الخَطيئةِ عمداً جريمة، ولذلك، فمن الأفضلِ – والأفضلِ جداً - أن نَتقدّسَ ونبتعدَ عنْ الشرّ!
كُلَّ شيءٍ كُتب في الكتابِ المُقدس من أجلِ تعليمنَا. فلا تدْع قلبكَ يفسُد، وإلا سَينتهي بكَ بالوقوع في الخَطأ. إنّ الذين يَعتقدون أنه سيكونون في وقتٍ لاحقٍ قادرينَ على الاعترافِ بخطيتهِم، ومِن ثمَّ سَيُغفرَ لهُم! من المُؤكد أنهُم في ورطةٍ كبيرةٍ. صحيح أنّ أبانَا يغفرُ لنَا، ولكنْ يجبُ علينا ألا نلعبَ بالنار، لأنّها ستحرقنا في النِهاية. اِخدم القدير من كُلِّ قلبكَ، وبهذه الطريقةِ، وبغضِّ النظرِ عنْ العيش في سَلام، سَتكون على يقينٍ تام بأنّك ستكون بعيداً عن يدِّ الشَّيْطان.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز