-
-
" وَٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يَعْمَلُ بِطُغْيَانٍ، فَلَا يَسْمَعُ لِلْكَاهِنِ ٱلْوَاقِفِ هُنَاكَ لِيَخْدِمَ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ، أَوْ لِلْقَاضِي، يُقْتَلُ ذَلِكَ ٱلرَّجُلُ، فَتَنْزِعُ ٱلشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ. فَيَسْمَعُ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ وَيَخَافُونَ وَلَا يَطْغَوْنَ بَعْدُ. " (تثنية 17: 12-13)
إنّ الطُغْيَان هو شُعور ناتج عن عملِ الشَّيْطان في حياة الإنسان. والربّ لا يَستطيع تحمُل مثل هذا الشُعور الشرِّير. أقامَ الرَّبّ الكهنة في عهدِ الشَريعةِ لخدمتهِ، وكانوا يستمعون للرسائلَ الإلهية ويفسرونها بعد ذلك للشعبِ. وأيضاً، قام الرَّبَّ بإقامةِ القُضاة، ليحكموا على النَاس. وهَكذا، فإنّ كُلاً من الكهنةِ والقُضاة كانوا يَحصلون على الإرشادِ السَماوي، وكانوا يُقدمونهُ للشعب؛ وكان كلّ من يرفض الاستماعَ إلى مَا يَتم تَعليمهُ إياه، يَموت.
يُصوّر لنا كُلّ ما هو مكتوب في العَهد القديم، ما يَحدثُ في أيامنا هَذه. ولكنْ للأسف، أصبحنا نَعرفُ أشخاصاً ما زالوا يَرفضون الاستماع إلى مَا يقولهُ الرَّبّ لهُم. وليس لديهم أي فكرةٍ على الإطلاق عن مدى الأذى الذي يَتسببون بهِ لأنفسهُم وللآخرين، لأنّ العدوَّ - يُدركُ أنهُ من لا يَلتفت إلى الصَوتِ الإلهي – يسهُل عليه التعامُل معهم بكُل ما لديهِ من كُره. فمن يتعرض للهُجوم بقوة من قِبل الشَّيْطان، نَتيجةً لعدمِ استماعهِ لما يقولهُ له الرَّبّ العليِّ. بالإضافة إلى ذلك، فإن الذين يتصرفون بهذه الطريقةِ، بغضِ النظر عنْ إيذاء أنفسهم، هُم يجعلون الآخرين أيضاً يَحتقرون تحذيرات السَماء. ولهَذا السبب، كان يجبُ أن يُقتل هؤلاء في عهد الشريعة، حتى يتم اِستئصال هذا الشرّ من وسطِ شعبِ الله.
يتجهُ الكثيرُ من الناس اليوم إلى فُقدان حَياتهم. ولكنَّ، الحُب الذي يحملهُ الرَّبّ لأولئك الذين يتبعون طريقهُ، لا يُمكن أن يَدعهُم يُفقدون أبداً. وأخيراً، فهو لا يريد لأحبائهِ أن يتبعوا المِثال السيئ، لأولئك الذين لا يَستمعون إلى صَوتهِ. لذلك، فكر في أفعالِك بحيثٌ لا يَحدُث ذلك معك!
يَقودُ هذا النوع من التصرفات الكثيرين إلى فقد مَخافةِ الرَّبّ، وهو شيءٌ مُهمٌ للغايةِ ولا يُمكن تجاهلهُ، وأنّ أولئك الذين يَتخذون هذا النوع من المَواقف - ما لم يَرجعوا إلى العليِّ - سوف يتجهون إلى الموت الأبدي. يجبُ على أي شخصٍ يتسببُ في أشياءٍ تدفعُ الصغار بَعيداً، أن يُصحِّح سُلوكهُ، وإلا سَيتعرض للحُكم الإلهي الذي سَيأتي على حَياتهِ، ولنْ تَستطيع أي صَلاة بهذهِ الطَريقة أن تُبقيه حياً في الأبديةِ. لقد مات الكثيرونَ في المَاضي، لأنهُم تصرفوا بهذهِ الطريقةِ، بدلاً من إطاعةِ ما تكلم بهِ رُوح الله من خِلال خُدامهِ.
يُريد الله أن يطيعَ شعبهُ تعليماتهُ. وهَذا هو السَببُ في أنهُ لنْ يترددَ في قطعِ الشجرةِ التي تعطي ثماراً رَّدِيَّةُ، والشجرةُ التي تأتي بثمرٍ جَيدٍ، يُنقيها لتأتي بثمرٍ أكثر (متى 7: 17-20). وسيُكافئ أولئك الذين يَخدمون الرَّب بكُلِّ قُلوبهِم، لأن مِثالهم الجيد سَيقودُ الكثير من الأرواح إلى طريقِ الأب.
الجدير بالقول أن الشَّيْطان الذي تسببَ في خطيئة شخصٍ ما، سَيحولهُ إلى عبدٍ لهُ، ولهذا السبب يَجبُ أن يموتوا.ولهَذا السبب بالتحديد، يجبُ على أولئك الذين لديهم هَذا النوع من السُلوك اليوم، أن يُسارعوا لطلبِ الصفح من أجلِ الغُفران والسعي إلى خلاصهُم الكامل، على اعتبار أن الله لنْ يسمح لهُم بأن يَجعلوا الآخرين يَبتعدون. الرَّبّ لديهِ الغًفران والخلاص لكُل رَّجُلُ يَعْمَلُ بِطُغْيَانٍ ليتحرّر ويًعيش.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز